شهدت كرة القدم العالمية خلال الأيام الماضية توقفًا جديدًا في منافسات الدوريات الكبرى بسبب فترة التوقف الدولي التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ما منح اللاعبين غير الدوليين فرصة نادرة للراحة وإعادة التأهيل قبل استئناف الموسم الشاق.
فبينما انشغلت المنتخبات الوطنية بخوض تصفيات كأس العالم أو مباريات ودية، استغل عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وإنتر ميلان، فترة التوقف لإعادة شحن طاقات لاعبيها وتجهيزهم بدنيًا وذهنيًا لما تبقى من الموسم.
وتوقفت المنافسات في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا منذ الخامس من الشهر الجاري، على أن يتم استئنافها فى السابع عشر أو الثامن عشر منه.
ويرى الخبراء، بحسب تقرير صحفية "ماركا" الإسبانية، أن هذه الفترة تمثل فرصة مهمة للأندية لمعالجة الإرهاق المتراكم والوقاية من الإصابات، خاصة للاعبين الذين لم تتم دعوتهم إلى منتخباتهم.
وقال المدافع فيتور ريس، نجم جيرونا الإسباني، "نستغل فترة التوقف الدولي للراحة، لكننا نحافظ على روتين خفيف من التدريب والنوم والتغذية، هي فترة مهمة لاستعادة الطاقة والاستعداد لبقية الموسم".
ويمنح الجهاز الفني في معظم الأندية لاعبيه ما بين يومين إلى خمسة أيام من الراحة، تبعًا لجدول المباريات وكثافة المنافسات.
ورغم انتقادات بعض الجماهير التي ترى أن اللاعبين لا يستحقون فترات راحة إضافية، يؤكد المتخصصون في الطب الرياضي أن التوقف الدولي يتيح للأندية ضبط الأحمال البدنية وتحسين اللياقة الذهنية للاعبين.
وقال أندريه كونيا، المدير التنفيذي لإحدى الشركات المتخصصة في الأداء الرياضي "اللاعبون الدوليون يعيشون فترة مرهقة بسبب السفر الطويل وتغير الأنظمة التدريبية والضغط النفسي لتمثيل المنتخبات. أما غير الدوليين، فالتوقف يمثل فرصة ذهبية لاستعادة التوازن الجسدي والذهني".
وأضاف "الراحة ليست مجرد توقف عن اللعب، بل جزء أساسي من الإعداد. اللاعب يحتاج إلى نوم جيد، تغذية متوازنة، واستشفاء بدني ونفسي ليعود أقوى".
من جانبه، أكد ناتانايل سوزا، أخصائي العلاج الطبيعي في الجمعية الوطنية للعلاج الرياضي بالبرازيل، أن فترة التوقف تُعد فرصة مثالية لتقليل مخاطر الإصابات "يجب على كل نادٍ إدارة الحمل التدريبي لكل لاعب بشكل فردي، فبعض اللاعبين يحتاجون إلى راحة تامة، بينما يحتاج آخرون إلى زيادة الجرعة التدريبية لتحسين جاهزيتهم".
أما الدكتور رودريجو زوجايب، منسق الشؤون الطبية بنادي سانتوس البرازيلي، فاعتبر بحسب التقرير أن هذه الفترة :تشكل مرحلة مميزة لإعادة برمجة الخطط التدريبية وتنظيم الاستشفاء بشكل متكامل، بما يضمن استعادة التوازن البدني قبل استئناف المنافسات".
وبينما تتابع الجماهير مباريات المنتخبات بشغف، تواصل الأندية الأوروبية استغلال فترة التوقف في صمت، لتجهيز لاعبيها غير الدوليين من أجل النصف الثاني من الموسم، حيث تُحسم الألقاب وتُكتب قصص المجد الكروي.