تخبرنا صفحات التاريخ عن المحبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لمصر، منذ القدم وجسدتها مواقف مشرفة لا يمكن أن يغفلها أحد، هذا الدعم لم ينقطع يوما.
بدأ الدعم السعودى لمصر منذ عهد الملك سعود بن عبد العزيز؛ حيث قدمت السعودية لمصر في 27 أغسطس 1956 مبلغ 100 مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي.
وقد سار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على درب أسلافه، فلم يتردد يوما في دعم قرارات الدولة المصرية ومساندة ما تتخذه من خطوات لحفظ أمنها القومى وتحقيق صالح الشعب المصرى .
وأصبحت العلاقات المصرية السعودية نموذجا فى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، من خلال التنسيق الكامل في الملفات الإقليمية، وتكامل الرؤى الاقتصادية ضمن مشاريع التنمية العملاقة مثل رؤية السعودية 2030، ورؤية مصر 2030.
وفى هذاغ الصدد يقول الأكاديمى والمحلل الساسى السعودى الدكتور محمد الأحمد، إن العلاقات المصرية السعودية تقدم مثالا يحتذى في العلاقات الاستراتيجية العربية العربية، المبنية على أسس المحبة الراسخة، وهذه أضحت سندا لكل العرب وقضايا الأمة؛ فقد عرف البلدان بتصديهما لقضايا الأمة العربية الإسلامية وظهر هذا جليا فى القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق.
واستطرد الأحمد، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، قائلاً "لا شك أن للدور المصرى أهمية كبرى فى إحلال السلام فى المنطقة؛ فمصر الداعم الأول للقضية كما أنها وسيط هى للمباحثات بين حماس وإسرائيل.
كما أن الدعم السعودى المتواصل للدولة المصرية يؤكد هذه العلاقة ويجعلها أكثر متانة وقوة ، لقد كانت السعودية المدافع الأول عن حقوق مصر المائية المشروعة ، وأعربت عن موقفها في العديد من المحافل الدولية سجلته القمم العربية في دورات متتالية، كما أن المملكة العربية السعودية كانت الداعم الأول للشعب المصرى الذى خرج عن بكرة أبيه ليعبر عن رأيه الحر الرافض لوجود حكم الإخوان، فراحوا يرددون بصوت واحد يسقط يسقط حكم المرشد، ومنذ ذلك الوقت تشهد العلاقات المصرية السعودية تقدما فريدا وطفرة كبيرة على المستويين الرسمى والشعبى، كما تشهد العلاقات نموا فى كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها.
المملكة وحرب أكتوبر..
وبالتفتيش في صفحات التاريخ يستوقفنا الدور السعودى في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، فقد كان للمملكة دور استراتيجى بالغ الأهمية ليس على مستوى الدعم المالي أو السياسي فقط، بل من خلال قرارها التاريخي باستخدام البترول كسلاح في معركة التحرير.
وكان قرار الملك فيصل بن عبد العزيز بقطع إمدادات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، ولا سيما الولايات المتحدة وهولندا، نقطة تحول في العلاقات الدولية، إذ أدرك الغرب للمرة الأولى أن العرب يمتلكون أوراق ضغط حقيقية يمكنها تغيير موازين القوة.
وقد أسهمت هذه الخطوة في إجبار القوى الكبرى على مراجعة مواقفها، ودفعت الإدارة الأمريكية إلى الإسراع في التوسط لوقف إطلاق النار بعد أن شعرت بوقع الأزمة النفطية على اقتصادها. لقد كان القرار رسالة سياسية بأن قضية العرب واحدة، وأن معركة مصر وسوريا هي معركة الأمة بأسرها.
علاقات أخوية ..
مثل عام 2013 محطة بالغة الأهمية في تاريخ العلاقات المصرية السعودية، فقد وقفت المملكة إلى جانب إرادة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، عندما اختار المصريون استعادة دولتهم من عبث الإخوان؛ لقد كان الدعم السياسي والاقتصادي الذي قدمته الرياض للقاهرة في تلك الفترة كان عاملًا حاسمًا في تثبيت أركان الدولة المصرية واستعادة استقرارها الإقليمي والدولي.
وشكل التحالف المصري السعودي بعد 2013 شكل جدار في مواجهة مشاريع التقسيم الإقليمي، وأسهم في حماية المنطقة من مصير مشابه لما شهدته بعض دول المشرق العربي.
ومثل موقف المملكة العربية السعودية تجاه مصر وحتى الآن استمرارًا للدور التاريخي للمملكة في دعم الدولة المصرية وشعبها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
فقد دعمت المملكة مصر سياسيا وماديا، عبر تقديم مساعدات مالية واستثمارات أسهمت في استقرار الاقتصاد المصري خلال أصعب المراحل، كما دعمت الموقف المصري في المحافل الدولية، وشاركت في بناء رؤية عربية موحدة تجاه ملفات مثل مكافحة الإرهاب، وأمن البحر الأحمر.