دندراوى الهوارى

حاولوا شيطنة مصر وتبرئة إسرائيل.. فجاء رد السماء فى شرم الشيخ

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 12:00 م


منذ انطلاق أول رصاصة إسرائيلية نحو قطاع غزة، فوجئ الجميع بشيطنة الدور المصرى والتشكيك اللعين فى نواياه، ومع مرور الوقت تصاعدت الحملات المنظمة والممنهجة ضد مصر، ومحاولات عنيفة لإلصاق اتهامات باطلة من عينة أن القاهرة ترفض فتح المعابر لإدخال أهل غزة، دون فطنة أو حكمة من أن كل ما تريده إسرائيل وفق خطتها الرامية لتفريغ القطاع ووأد القضية الفلسطينية، أن تستقبل مصر الغزاويين!

ثم كان التصعيد النقيض باتهام مصر بالتخطيط لتهجير الفلسطينيين مقابل الحصول على مليارات الدولارات، وإسقاط الديون، وهو اتهام عجيب يتناقض مع الاتهام الأول بأن مصر ترفض فتح المعبر لإدخال الغزاويين، ما يعنى أن الذين يشيطنون الدور المصرى يفتقدون حتى القدرة على التقييم، وعدم السقوط فى بئر التناقض السحيق!

الدليل الأبرز أنه وبعد مرور عامين من الحرب البربرية الإسرائيلية، التى لعبت مصر فيها الدور الأوضح والأشرف والأطهر لإيقاف المقتلة وممارسة دبلوماسية هادئة مرة وخشنة مرات، ورفع عشرات اللاءات، حفاظا على بقاء القضية فى لب المشهد، وجدنا تنظيم إخوان الشياطين يعلن النفير العام لمحاصرة السفارات المصرية فى الخارج، وأعطى لخليته فى الأراضى العربية المحتلة الأوامر لمحاصرة السفارة المصرية فى تل أبيب ورفع العلم الإسرائيلى، فى عملية سيقف أمامها التاريخ مدوهشا من الإبداع والتطور المذهل «للخيانة» العلنية، ويبحث لها عن عنوان يصف وصفا دقيقا وجوهريا لهذه الخيانة فى تبرئة لإسرائيل من جرائمها، التى لا مثيل لها فى تاريخ الإنسانية وإدانة مصر!

المنابر الإخوانية دشنت لضجيج إدانة مصر وتبرئة إسرائيل، ما دفع بعض المنصات الإعلامية الأجنبية المغرضة، لتبنى هذه الوجهة الوقحة، وهو أمر مثير للشفقة أن تجد توظيفا واستغلالا رخيصا لمعاناة الفلسطينيين فى غزة كذريعة للهجوم على مصر وتشويه مواقفها!

‏كانت موجات التضليل والأكاذيب تفيض بكثافة ليلا ونهارا، مدفوعة بحقد وكراهية مقيتة لمصر شعبا وحكومة، وأن خيال أصحابها المريض صور لهم أن الحرب فرصة سانحة للنيل من موقف الدولة المصرية، ومحاولة خلخلة الثقة بين الشعب وقيادته، وإعادة البلاد إلى مربع الفوضى فى يناير 2011.
ومرت الأيام لتثبت أن مصر رفضت علنيا طلب الرئيس الأمريكى، أكثر من مرة، استقبال الغزاويين، وقبول التهجير، ورفض الرئيس السيسى زيارة الولايات المتحدة الأمريكية مرتين، بثبات وصلابة لا تلين، ودشن للصبر الاستراتيجى نهجا فى التعامل مع ملف الحرب الإسرائيلية البربرية فى غزة، ووقف ضد مخططات التهجير.

‏موقف مصر الصلب والقوى، أوقف تصفية القضية الفلسطينية، وأثمرت بمبادرة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإنهاء الحرب فى غزة مع إلزام الأطراف بقبول العرض، وكان الرد المصرى على المبادرة درسا من دروس الدبلوماسية الحكيمة الناضجة، رحبت بالمبادرة ودعمتها ثم كانت دعوتها لكل التنظيمات الفلسطينية للاجتماع العاجل لبحث موقف غزة، وإعلاء شأن المصلحة العليا للشعب الفلسطينى فوق المصالح الشخصية الضيقة، والقضاء على حالة الانقسام والتشرذم، فى ظل عدو مفترس يوظف ويستثمر فى حالة الانقسام بين المكون الفلسطينى بكل قدرة وبراعة محققا مكاسب طوال عقود، كان لا يمكن أن يحققها لولا حالة الانقسام الكارثية.

ويمكن القول بكل ثقة إنه بعد مرور عامين بالتمام والكمال من محاولات شيطنة الموقف المصرى، وتبرئة إسرائيل، تفتح السماء أبواب عدالتها، لتنصف مصر رسميا وشعبيا، وتؤكد أن مصر منحها الله سبحانه وتعالى القدرة والجدارة على كتابة المشاهد النهائية للأحداث العاصفة، ومنحة رجاحة العقل والحكمة، ولما لا، وتاريخها يشى بأنها خُلقت لتكون منارة للعالم، حضاريا بكل مشاربها.
اليوم، كل العيون متجهة لمدينة السلام، شرم الشيخ، لمتابعة الاتفاقية التاريخية لإنهاء الحرب فى غزة، وحضور الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وعدد كبير من زعماء العالم، ليشهدوا التوقيع والإعلان التاريخى لوقف شلالات الدماء، وأحقية الفلسطينيين فى العيش بأمن وسلام، وما يؤكد أن مصر يغلف مواقفها الشرف والأمانة والصدق والإخلاص، الداعمة لقضايا أمتها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب