مرض العين الدرقية.. مشكلات فى الإبصار بسبب إضطرابات الغدة

الأحد، 12 أكتوبر 2025 04:00 م
مرض العين الدرقية.. مشكلات فى الإبصار بسبب إضطرابات الغدة أمراض العيون

كتبت: مروة محمود إلياس

يُعدّ مرض العين الدرقية من أكثر الاضطرابات المربكة التي تربط بين جهازين حيويين في الجسم: الغدة الدرقية والعين. فعلى الرغم من أنّ العين عضو مستقل ظاهريًا، إلا أنّ أي خلل في الغدة قد يُحدث اضطرابات تؤثر في أنسجة العينين وحركتهما ومظهرهما الخارجي. تظهر الحالة غالبًا في صورة تورّم حول العينين، أو جحوظ بسيط في الجفون، وقد تتطور لتُسبّب مشكلات في الرؤية إن لم تُعالج بالشكل المناسب.

وفقًا لتقرير نشر في موقع Health، فإن هذا المرض يُعد من أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة المحيطة بالعينين، مما يؤدي إلى التهابها وانتفاخها وتغيّر شكلها. ويُعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم اعتلال الغدة الدرقية العيني (TED)، وغالبًا ما يرتبط بمرض جريفز، وهو أحد أشكال فرط نشاط الغدة الدرقية.

مراحل تطور المرض

يمرّ مرض العين الدرقية بمرحلتين واضحتين. تبدأ الحالة بمرحلة نشطة تمتد عادة من ستة أشهر إلى عامين، يحدث خلالها التورم والاحمرار وازدياد حجم الأنسجة خلف العين. بعدها تدخل الحالة في مرحلة خامدة أو غير نشطة، حيث تهدأ الالتهابات تدريجيًا، لكن التغيّرات التي أحدثتها المرحلة الأولى قد تبقى دائمة في بعض المرضى، ما يستدعي تدخلًا علاجيًا لتصحيح الأضرار.

الأعراض التي تنبّهك لوجود الخلل
 

تظهر مؤشرات المرض بوضوح على العينين، وتتدرج في شدتها من بسيطة إلى حادة.
من أكثر العلامات شيوعًا:

احمرار وتهيج في العينين

انتفاخ أو بروز واضح في الجفون

زيادة إفراز الدموع أو جفاف العينين

شعور بالضغط أو الألم خلف العين

حساسية مفرطة تجاه الضوء

ازدواج الرؤية أو ضعف القدرة على التركيز البصري


في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي التورم الشديد إلى انضغاط العصب البصري، مما يسبب تراجعًا تدريجيًا في النظر إذا لم يُعالج مبكرًا.

 

الأسباب: خلل مناعي يتجاوز الغدة
 

ينشأ مرض العين الدرقية عندما يوجّه الجهاز المناعي أجسامًا مضادة إلى أنسجة الجسم السليمة، فيتعامل معها كأجسام غريبة. لدى المصابين بمرض جريفز، تُفرز الغدة الدرقية كميات كبيرة من الهرمونات، وتتكوّن أجسام مضادة تُحفّز نشاط الغدة بشكل مفرط. تتفاعل هذه الأجسام مع بروتينات موجودة في أنسجة العين، فتؤدي إلى التهابها وانتفاخها.

ومن بين العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة:

التدخين المستمر أو التعرض للتدخين السلبي

وجود تاريخ عائلي للحالة

العلاج باليود المشع

بعض أمراض المناعة الذاتية مثل السكرى من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتويدي

كون المريضة أنثى، إذ تُسجّل النساء معدلات إصابة أعلى بكثير من الرجال

 

التشخيص
 

عند الاشتباه في المرض، يُجري طبيب العيون تقييمًا شاملاً يشمل قياس مدى بروز العينين، وفحص حركة العضلات البصرية، والتحقق من وضوح الرؤية وتمييز الألوان. كما يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتحديد مدى تورم الأنسجة خلف العين.

ويُنصح دائمًا بالتنسيق بين طبيب الغدد الصماء وأخصائي العيون لضمان تقييم شامل لحالة الغدة ونشاطها الهرموني، إذ إن السيطرة على الاضطراب الهرموني غالبًا ما تُسهم في تهدئة الأعراض العينية.

طرق العلاج

تختلف خطة العلاج بحسب مرحلة المرض وشدته.
في الحالات الخفيفة، يُنصح المريض بما يلي:

استخدام الدموع الصناعية لترطيب العينين

تطبيق كمادات باردة لتقليل الانتفاخ

ارتداء نظارات شمسية للوقاية من الضوء القوي

الإقلاع عن التدخين نهائيًا


أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، فقد يحتاج المريض إلى أدوية مثل الكورتيكوستيرويدات (بريدنيزون) لتخفيف الالتهاب، أو إلى عقار حديث مثل تيبيزا (Tep­rotumumab) الذي أظهر فاعلية في الحد من التورم وتحسين المظهر الخارجي للعين.

في المراحل المتقدمة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإزالة الضغط الزائد عن محجر العين أو لتصحيح وضع الجفن أو العضلات المسؤولة عن حركة العين.


 

المضاعفات المحتملة

عند إهمال العلاج، يمكن أن يتسبب المرض في مضاعفات مثل:

ضمور العصب البصري وفقدان الرؤية التدريجي

تلف القرنية نتيجة صعوبة إغلاق العين تمامًا

جحوظ دائم يؤدي إلى تغيّر في شكل الوجه

الزرق (الجلوكوما) بسبب الضغط الداخلي المرتفع داخل العين

التعايش مع المرض: الحياة بعد التشخيص

معظم المرضى يعانون من درجات خفيفة تزول تدريجيًا مع الرعاية المنزلية وضبط الهرمونات. أما الحالات التي تستدعي علاجًا طبيًا أو جراحة، فهي محدودة. المهم هو المتابعة الدورية، والالتزام بالعلاج، وتجنّب التدخين أو الإجهاد المفرط للعينين.ويؤكد الأطباء أن التوازن بين علاج الغدة والعناية بالعين هو مفتاح السيطرة على الحالة وتحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة