الواقع أن الأمر بالفعل يحتاج إلى إجابات، خاصة مع استمرار حملات الكراهية المستمرة ضد مصر طوال 12 عاما، كيف تستمر هذه المنصات فى شن حملات الأكاذيب والكراهية ضد المصريين، وأقول إنها ضد المصريين لأنها لا تستهدف الرئيس أو الدولة، وإنما تستهدف الشعب المصرى، بداية من قنوات كانت تدعم الإرهاب وتحتفى بالعمليات الإرهابية ضد أبنائنا فى القوات المسلحة أو الشرطة، بل ويحرضون عليها، وصولا إلى تنظيم حملات مستمرة تردد أكاذيب وشائعات وادعاءات ضد مصر ودورها فى غزة لمواجهة التهجير والإبادة، ومن حسن الحظ أن تكنولوجيا الاتصالات ومواقع التواصل، بقدر ما تمنح الحمقى والمغفلين والمزايدين مساحات للتعبير عن أمراضهم، فهى أيضا تحتفظ بالأرشيف القابل للاستعادة.
وفى ما يتعلق بحملات الكذب والإفك، كان كل عملاء المنصات الممولة، يتبنون مزاعم التهجير، بل وكانوا يتبنون وجهة النظر الصهيونية التى تتهم مصر بإغلاق المعبر، بينما كانوا يدعمون مخططات التهجير، وما زال أرشيف مواقع التواصل يحتفظ لكل «جرذان» التنظيم - سواء المنتظمين أو المنتسبين أو الممولين - بكم هائل من الادعاءات والتحليلات الخزعبيلة، التى اتضح أنها شائعات تم تكليف اللجان والمنصات وبقية قطيع تنظيم الإخوان بنشرها لاستهداف الدور المصرى الأقوى والأكثر شرفا.
وربما يمكن القول إن الاحتلال ونتنياهو بالرغم من أنهم مارسوا الأكاذيب، فقد كانوا معذورين، فنحن أمام عدو، واحتلال واجه مقاومة وخطوطا حمراء ضد مخططات التهجير، نجحت فى إقناع العالم بعدالة القضية، وعجز الاحتلال عن مواجهة التحركات المصرية الرادعة، لكن المدهش واللافت للنظر، هو أن يستمر قطعان الإخوان فى التحالف العلنى مع الاحتلال، ويقدمون كل دليل على أنهم لا يهمهم القضية ولا المقاومة، فقط إرضاء الاحتلال لدرجة أن إخوانيا داعشيا خرج علنا ليعلن أن احتلال سيناء سيكون بداية انتصار، مثلكما كانوا يصفقون لعمليات إرهابية فى سيناء، ثم جاءت الهجمات من «عملاء المخابرات وصبيان التنظيم» ضد سفارات مصر، ومظاهرات إخوان نتنياهو فى تل أبيب ضد مصر، وليس ضد الاحتلال الذى يبيد أطفال غزة، لدرجة أن شباب العالم فى أوروبا وأمريكا تظاهروا من أجل غزة، ضد الجرائم الصهيونية، بينما تظاهر الإخوان ضد مصر.
وهنا يظل السؤال القائم، عن السبب الذى يدفع دولا يفترض أنها معنا فى الإقليم، أن تمول هؤلاء الجرذان، ومنصات كراهية مصر، ومِن هذه الدول - أو بعضها - مَن كان شاهدا أو وسيطا، أو أيا من هذه الأمور، بل إن مصر بالرغم من أنها واجهت حملات تحريض وكراهية وتطاول طوال سنين، لم تتوانَ عن إدانة أى عدوان أو تجاوز ضد الـ«هؤلاء»، من دول إقليمية، بل وحتى قنوات التحريض السابقة، لا تفوّت فرصة من دون أن تسكب الكثير من اللمزات أو الادعاءات، وتمارس عداءً غير مفهوم بل وتتلاعب بالصياغات والترجمات لتقلل من دور مصر، بينما مصر لا أحد ولا جهة يمكن أن تقلل من دورها ولا من قدرتها، وخلال عامين كان الموقف المصرى هو الأقوى والأكثر نصاعة وشرفا، وواجهت خسائر مباشرة من دخل القناة، وهجمات من منصات وعملاء، بل ولدينا بين صفوفنا مراهقون ومتمولون وعملاء صغار كانوا يرددون حملات وادعاءات وأكاذيب الجرذان، ويزعمون أنهم يساندون القضية بينما يساندون الاحتلال.
الشاهد أن اللغز لا يزال قائما، وهذه الدول الإقليمية التى تجلس مع مصر، وترتبط بعلاقات واستثمارات، يفترض أن تنضج وتترك هذه الألعاب الصبيانية، أو تفك الارتباط مع أجهزة مخابرات تدعم جرذان الكراهية وخصوم الحقيقة، حتى يبقى فقط المشتاقون والجرذان الذين يتغذون على فتات الصرف التمويلى.

مقال اكرم القصاص