تزامنًا مع اقتراب موسم الشتاء، تشهد دور عرض التابعة لمشروع "سينما الشعب" التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، استعدادات مكثفة في مختلف المحافظات لاستقبال مجموعة من الأفلام الجديدة المتنوعة بين الكوميديا والرومانسية والدراما الاجتماعية، وسط ترقب جماهيري واسع.
وتأتي هذه الانطلاقة في إطار مشروع "سينما الشعب" الذي تطلقه وزارة الثقافة المصرية بهدف تحقيق العدالة الثقافية وضمان وصول الخدمات الفنية إلى جميع فئات المجتمع، من خلال تقديم عروض سينمائية بأسعار رمزية تحت شعار "سينما النهارده بأسعار زمان". ويسعى المشروع إلى إعادة الحيوية للمشهد السينمائي الوطني والتغلب على مشكلة غياب دور العرض في بعض المحافظات والمراكز البعيدة.
المشروع يوفّر تجربة تقترب من دور العرض التجارية، إذ تم تجهيز القاعات، من حيث جودة الشاشات وأنظمة الصوت والمقاعد المريحة، إلى جانب الخدمات المصاحبة كدورات المياه والكافيتيريات، حيث أصبح بإمكان المواطن المصري الاستمتاع بمشاهدة أحدث الأفلام مقابل تذكرة لا تتجاوز 40 جنيهًا.
ويأتي مشروع "سينما الشعب" متكاملًا مع مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تستهدف تطوير القرى والنجوع ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المحافظات. وبهذا يصبح المشروع امتدادًا ثقافيًا للمبادرة، يسعى إلى إتاحة الفن السابع لجميع أبناء الوطن دون تمييز بين سكان المدن والريف أو الطبقات الاجتماعية المختلفة.
وفي إطار هذا الموسم، تشهد مواقع سينما الشعب مجموعة من الأعمال السينمائية الجديدة التي تمثل خليطًا متنوعًا من القضايا والأنماط الفنية، تضمن للسينما المصرية حضورًا قويًا خلال الشتاء المقبل.
وفيها إي يعني
من أوائل الأفلام التي بدأت عروضها مؤخرًا فيلم "وفيها إي يعني" الذي يجمع بين النجمين ماجد الكدواني وغادة عادل، في عمل يحمل طابعًا كوميديًا رومانسيًا يناقش فكرة عودة الحب في مرحلة متقدمة من العمر. يجسد الكدواني شخصية محاسب متقاعد يعيش على ذكريات قصة حب مضت، لتتغير حياته كليًا عندما يلتقي بحبيبته السابقة بعد سنوات طويلة. يشارك في البطولة ميمي جمال ومصطفى غريب، وهو من تأليف مصطفى عباس ومحمد أشرف ووليد المغازي، وإخراج عمر رشدي حامد.
هيبتا: المناظرة الأخيرة
كما يستعد الجمهور لمتابعة الجزء الجديد من العمل الشهير "هيبتا" تحت عنوان "هيبتا: المناظرة الأخيرة"، المقرر عرضه بدءًا من 8 أكتوبر المقبل. ويأتي الفيلم استمرارًا للنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول، من إخراج هادي الباجوري وتأليف محمد صادق، وبطولة منة شلبي ومحمد ممدوح وكريم فهمي. ويواصل الفيلم الغوص في أعماق التجربة الإنسانية والعلاقات المعاصرة، مركّزًا على أهمية التواصل العاطفي والنضج الوجداني في زمن سريع الإيقاع.
السلم والثعبان - لعب عيال
وفي سياق آخر، يترقب عشاق الدراما والإثارة عودة أحد أبرز الأعمال التي تركت بصمة في السينما المصرية مطلع الألفية، من خلال فيلم "السلم والثعبان - لعب عيال"، وهو الجزء الثاني من الفيلم الشهير الذي عُرض عام 2001. يعالج العمل الجديد قضية العلاقات بعد مرور عشر سنوات من الزواج، ويُقدَّم من خلال شخصيات جديدة ورؤية إخراجية معاصرة، وهو من تأليف أحمد حسني وإخراج طارق العريان.
وتعكس هذه الأعمال مجتمعةً اتجاهًا متجددًا في صناعة السينما المصرية نحو المزج بين الترفيه والفكر، وبين الأصالة والمعاصرة، بما يواكب تطلعات الجمهور ويثري الحركة الثقافية والفنية. ومع دعم وزارة الثقافة من خلال مشروع "سينما الشعب"، تتوسع خارطة العروض السينمائية لتشمل مختلف المحافظات، في خطوة تعيد السينما إلى قلب الحياة اليومية للمواطن المصري، وتؤكد أن الفن بات متاحًا للجميع، لا حكرًا على فئة دون أخرى.