غزة بعد التوقيع.. إعمار يتجاوز المئة مليار دولار

في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، تتجه الأنظار إلى غزة انتظارًا للتوقيع المرتقب على اتفاق الإعمار، ولكن الأنظار تتجه بقوة  أيضًا إلى مصر .. التى استطاعت  ان تضع نهاية لهذه الخرب الضروس و أن تقود العالم نحو السلام .. وبما تمثله من عمقٍ استراتيجي وخبرة هندسية وتنموية تؤهلها لقيادة هذه المرحلة التاريخية.

لم يعد الهدف مجرد ترميم لما تهدّم، بل إعادة بناء نموذج حضري حديث يليق بالشعب الفلسطيني ويجعل من غزة مدينة عالمية تنبض بالحياة.

فبينما تشير التقديرات الرسمية إلى نحو ٨٠ مليار دولار، يرى الخبراء أن التكلفة الحقيقية قد تتجاوز المئة مليار إذا ما أُدرجت في الخطة عناصر التنمية المستدامة، والتحول إلى بنية ذكية تعتمد الطاقة النظيفة، والاتصال الرقمي، وتكامل المرافق والخدمات الحديثة.

تشير التقديرات الدولية إلى دمارٍ غير مسبوق؛ أكثر من ٧٠٪ من المباني دُمّرت كليًا أو جزئيًا، و٥٠ مليون طن من الركام تتطلب معالجة هندسية وبيئية معقدة.

لكنّ الخسارة الأعمق هي في البنية الإنسانية والاجتماعية، وهو ما يجعل من إعادة الإعمار مشروع حياة شاملًا، لا مجرد إنشاءات إسمنتية.

تتضمن الرؤية المصرية مراحل متكاملة:

من التثبيت والإغاثة السريعة، إلى التعافي المبكر، ثم إعادة البناء الهيكلي، وصولًا إلى التنمية الحضرية الشاملة خلال عقد من الزمن.

وتشمل الخطة بناء مساكن مقاومة، وبنية تحتية متقدمة، ومرافق عامة متكاملة، وإعادة بناء المساجد ودور العبادة وفق الطرز المعمارية الصحيحة، بوصفها الروح النابضة لأي تجمع عمراني ومصدر التماسك الروحي والاجتماعي.

وتقع على مصر مهمة تنسيق الجهد الدولي، وإدارة المعابر كممر لوجستي رئيسي، وإنشاء صندوق تمويلي عربي–دولي بإشراف مشترك، بما يضمن شفافية التنفيذ وجودة النتائج.

إن إعادة إعمار غزة هي معركة بناء بقدر ما هي معركة كرامة.

وإذا كانت الحرب قد كشفت هشاشة الواقع، فإن الإعمار يمكن أن يفتح أفقًا جديدًا لمدينة فلسطينية عالمية، بجهدٍ عربي ومصري رشيد، يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الإرادة الإنسانية.. نسأل الله التوفيق