محمود عبد الراضي يكتب: مصر تحتضن اتفاق إنهاء حرب غزة.. العالم يترقب لحظة السلام.. اتفاق تاريخي مرتقب في شرم الشيخ لإنهاء الحرب.. الرئيس السيسي يستقبل الرؤساء والأمراء.. ومدينة السلام تبعث رسائل المحبة للعالم

السبت، 11 أكتوبر 2025 05:30 م
محمود عبد الراضي يكتب: مصر تحتضن اتفاق إنهاء حرب غزة.. العالم يترقب لحظة السلام.. اتفاق تاريخي مرتقب في شرم الشيخ لإنهاء الحرب.. الرئيس السيسي يستقبل الرؤساء والأمراء.. ومدينة السلام تبعث رسائل المحبة للعالم غزة - أرشيفية

محمود عبد الراضي

تتجه أنظار العالم خلال الأيام القليلة المقبلة صوب مصر، وتحديدًا مدينة شرم الشيخ، حيث يترقب الجميع إعلان اتفاق طال انتظاره لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وهو ما بات يُعرف باتفاق شرم الشيخ.

الاتفاق المرتقب يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، فضلًا عن إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، في خطوة تأمل الأطراف كافة أن تشكل بداية حقيقية لمرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.

ويشهد هذا الحدث حضورًا رفيع المستوى من قادة وزعماء دوليين، يأتي في مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن نيته السفر إلى مصر لحضور مراسم التوقيع على الاتفاق، مشيرًا إلى "أهمية إنهاء المعاناة الإنسانية وفتح صفحة جديدة من السلام"، حسبما جاء في تصريحاته الأخيرة.

كما يشارك في الفعاليات عدد من رؤساء وملوك الدول العربية والأجنبية، في مشهد يُعيد إلى الأذهان أجواء المؤتمرات الكبرى التي احتضنتها المدينة من قبل، وكان لها تأثير عميق على مسار السلام في الشرق الأوسط.

الرئيس عبد الفتاح السيسي سيكون في استقبال القادة المشاركين، في تحرك دبلوماسي نشط يعكس الدور المحوري الذي لعبته القاهرة خلال الأسابيع الماضية، عبر سلسلة من الوساطات والمباحثات الدقيقة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

مصر التي لطالما كانت حجر الزاوية في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام بالمنطقة، أعادت تأكيد دورها القيادي، ليس فقط على صعيد التهدئة، بل أيضًا على صعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة، بما يشمل جهود الإعمار وإعادة الحياة تدريجيًا إلى غزة.

ويأتي هذا التطور في لحظة بالغة الحساسية، حيث تصاعدت الدعوات الدولية لوقف نزيف الدماء في القطاع، بعد أسابيع من المواجهات الدامية التي خلّفت آلاف الضحايا، ودمارًا واسعًا في البنية التحتية.

ومع التوصل إلى صيغة توافقية شاملة، تعززت الآمال بإمكانية الانتقال من مرحلة الحرب إلى مرحلة البناء، تحت مظلة دولية تضمن تنفيذ الاتفاق ومراقبته.

الحدث لا يحمل فقط أبعادًا سياسية أو إنسانية، بل يكتسب رمزية خاصة من مكان انعقاده، فشرم الشيخ، تلك المدينة التي لطالما وُصفت بـ"مدينة السلام"، تعود إلى الواجهة من جديد كمسرح لصياغة مستقبل مختلف للمنطقة.

منذ التسعينيات، استضافت المدينة العديد من القمم والمؤتمرات الدولية التي ناقشت قضايا السلام والأمن، سواء في السياق الفلسطيني الإسرائيلي أو في ملفات إقليمية أخرى، من قمة شرم الشيخ 1996، إلى مؤتمرات دعم العراق ومؤتمرات المناخ مؤخرًا، كانت المدينة دائمًا وجهة للعواصم الباحثة عن حلول، وللجهود الهادفة لارساء دعائم السلام.

واختيار شرم الشيخ ليس محض مصادفة، فإلى جانب ما تمثله من رمزية، فإنها تعكس الصورة التي تسعى مصر إلى تصديرها للعالم: دولة آمنة مستقرة، قادرة على استضافة الأحداث الدولية الكبرى، ومؤهلة للقيام بأدوار إقليمية مؤثرة.

وفي هذا السياق، تبعث القاهرة، من قلب سيناء، برسائل واضحة إلى المجتمع الدولي، فحواها أن السلام لم يعد خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة ملحّة، وأن على الجميع تحمل مسؤولياته لإنهاء الحروب العبثية وفتح الطريق أمام التنمية والاستقرار.

ومع تكثيف الترتيبات اللوجستية في المدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة، تتجه الأنظار إلى نتائج القمة المرتقبة، ليس فقط من حيث توقيع الاتفاق، بل أيضًا من حيث آليات تنفيذه والضمانات المرافقة له.

ويتابع الرأي العام العالمي باهتمام بالغ اتفاق شرم الشيخ، لا سيما أن الأجواء العامة تشير إلى رغبة حقيقية في طي صفحة الحرب، والانخراط في جهود دبلوماسية أوسع، تنطلق من القاهرة وتمتد إلى بقية العواصم المعنية.

ولعل المشاركة الواسعة في مؤتمر شرم الشيخ، بكل ما تحمله من رمزية سياسية ودبلوماسية، تعكس مستوى الدعم الدولي لهذا المسار الجديد، وإيمانًا متجددًا بدور مصر كقوة توازن إقليمي قادرة على إدارة الملفات الشائكة بواقعية وعقلانية.

ومع اقتراب موعد التوقيع، تعلو التوقعات بأن تشكل شرم الشيخ نقطة تحول جديدة، ليس فقط لغزة، بل للمنطقة بأسرها، وبينما يُنتظر أن تعقب الاتفاق سلسلة من الخطوات الإجرائية تشمل فتح المعابر، والبدء في عمليات الإعمار، تبقى العيون شاخصة نحو مصر، التي أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، وأن دبلوماسيتها ما تزال تمتلك مفاتيح التأثير في الملفات الأكثر تعقيدًا.

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب