في الوقت الذي يدخل قطاع غزة يومه الـ14، من اتفاق وقف النار، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية على الضفة الغربية، ويحاصر منازل جنين وطولكرم ويفجر مخيماتها.
وأفرجت الفصائل الفلسطينية السبت، عن الأسرى الإسرائيليين عوفر كالدرون، كيث شمونسل سيغال، ياردن بيباس، في حين أفرجت سلطات الاحتلال عن 9 من أسرى المؤبدات الفلسطينيين، وكذلك 81 من ذوى المحكوميات العالية ضمن الدفعة الرابعة، كل ذلك وتناقش حكومة الاحتلال بقيادة بنامين نتنياهو، إمكانية استئناف القتال فورا في حال انهيار اتفاق غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن مئات الإسرائيليين يتظاهرون أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب، للمطالبة بتنفيذ كل مراحل الصفقة.
واستشهد شاب، الجمعة، برصاص زوارق الاحتلال الإسرائيلي الحربية قبالة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الصياد ساهر وليد القرعان (19 عاما) استشهد بعد إطلاق زوارق الاحتلال الحربية النار صوبه أثناء عمله قبالة شاطئ النصيرات وسط القطاع، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال فتحت نيرانها بشكل مكثف تجاه قوارب الصيد، ما أدى إلى إصابة القرعان بجروح خطيرة، قبل أن يُنقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث أُعلن عن استشهاده متأثرًا بإصابته.
وتأتي هذه الجريمة في سياق الاعتداءات المتواصلة التي تستهدف الصيادين الفلسطينيين، حيث يواصل الاحتلال فرض قيود مشددة على عملهم في البحر، رغم التهدئة المعلنة.
شق طريق الحرية بـ"ملعقة طعام".. زكريا الزبيدى خارج سجون الاحتلال بعد 9 سنوات
وفي خان يونس جنوب القطاع، شيع المواطنون جثامين 15 شهيدا جرى انتشالهم من تحت الأنقاض.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير 2024، استشهد 73 فلسطينيا، وأصيب 536 آخرين، وجرى انتشال أكثر من 500 جثمان شهيد من تحت الأنقاض.
وقال الدفاع المدنى فى القطاع: "فقدنا خلال العدوان الإسرائيلي نحو 85% من منشآتنا ومعداتنا، ونناشد الوسطاء الضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المعدات اللازمة، وملتزمون بتقديم خدماتنا الإنسانية رغم التقصير الدولي في إمدادنا بالوقود والمعدات".
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع الأسبوع الماضي، ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 47,460، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,580، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن 42 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منهم شهيد متأثرا بإصابته، و42 شهيدا انتُشلت جثامينهم، كما وصلت 9 إصابات إلى المستشفيات.
وأوضحت الوزارة أن عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تزال طواقم الإنقاذ غير قادرة على الوصول إليهم.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم السادس على التوالي، وسط تجريف واسع للممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية، وتفجير للمنازل، والدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية ونشر دوريات المشاة في الشوارع والأحياء.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأنها تواصل المساعدة في إخلاء المواطنين من منطقة النادي في مخيم طولكرم بعد أن تلقى المواطنون صباح اليوم، أوامر بالإخلاء من قبل قوات الاحتلال.
وأضافت، أن طواقم الإسعاف أخلت حتى اللحظة عددا من الحالات المرضية، فيما أخلى فريق إدارة الكوارث التابع للجمعية 150 مواطنا .
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن قوات الاحتلال حولت المدينة والمخيم لثكنات عسكرية بعد استيلائها على عدد من المباني السكنية والتجارية فيهما، مع تواجد كبير لجنودها وقناصتها الذين يطلقون النيران بشكل عشوائي.
وأضافت أن قوات راجلة من جيش الاحتلال تنتشر بشكل كبير في الشوارع الرئيسية والفرعية وبين الأحياء السكنية في المدينة، وتنفذ عمليات تمشيط وتفتيش واسعة وعزل الحارات عن بعضها، وملاحقة المواطنين والمركبات وتجبرهم على العودة لمنازلهم، وسط بث حالة من الترهيب بينهم.
واعتقلت قوات الاحتلال، الجمعة، خمسة شبان عقب محاصرتها منزلين في المدينة، وسط إطلاق كثيف للأعيرة النارية، ومداهمة المنازل المجاورة وإخراج سكانها تحت التهديد والتنكيل بهم، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وأفادت وكالة "وفا"، بأن قوة من جيش الاحتلال حاصرت منزلا في إسكان المهندسين بين ضاحيتي شويكة واكتابا شرق المدينة، وطالبت عبر مكبرات الصوت من بداخل المنزل بتسليم نفسه، في الوقت الذي حاصرت فيه قوة خاصة من جيش الاحتلال مدعومة بآليات عسكرية، منزلا آخر في الحي الجنوبي بالمدينة.
وأضافت أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الصوت بكثافة باتجاه المنزلين، وسط اندلاع مواجهات في المكان، دون أن يبلغ عن إصابات.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشقيقين عمار وأحمد حاتم العوفي من المنزل الذي حاصرته شرق المدينة، كما اعتقلت الشبان أيمن مرعي ومجد حدايدة ومؤمن أبو تمام من المنزل الذي حاصرته في الحي الجنوبي.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، والاستيلاء على المباني العالية المحيطة بهما، مع عرقلة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني.
كما تواصل قوات الاحتلال حصارها المطبق على مخيم طولكرم، ونشر جنود المشاة في حاراته والقناصة على المباني العالية داخله وفي محيطه، ومداهمة المنازل وتفتيشها وإجبار سكانها على إخلائها تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى تفجير عدد من المنازل داخل حارات المخيم.
كما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني عشر على التوالي، وسط تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة، وللبنية التحتية.
وأسفر العدوان عن استشهاد 19 مواطنا بينهم طفلة، وإصابة 50 آخرين على الأقل، وحملة اعتقالات واسعة، كما هدم الاحتلال نحو 100 منزل وأحرق منازل أخرى، خاصة في مخيم جنين.
وتتواصل عمليات الحرق والنسف والتجريف لمنازل وممتلكات المواطنين في حارات المخيم وداخل أحيائه، بالتزامن مع دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المدينة والمخيم مدعومة بالجرافات.
واستشهد الشابان يزن حاتم عطية الحسن من مخيم جنين وأمير أحمد عبد الرحمن أبو حسن من بلدة اليامون غرب جنين، برصاص قوات الاحتلال في مخيم جنين، وجرى احتجاز جثمانيهما.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها في جنين استلمت ثلاث إصابات بشظايا القصف لمواطنات في الخمسينات من عمرهن، أصبن في قصف طائرات الاحتلال مبنى داخل المخيم بصاروخين.
وأوضحت أن طواقمها استلمت المواطنات الثلاث من جيش الاحتلال على حاجز الجلمة العسكري، وجرى نقلهن إلى المستشفى.
كما أصيب شابان برصاص الاحتلال، فيما تعمدت آليات الاحتلال صدم مركبة إسعاف أثناء محاولتها نقل إصابة من المخيم، كما تمنع الطواقم الصحفية من الدخول إليه للتغطية.