حرب كلامية بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.. وزيرة خارجية كينشاسا تطالب كيجالى بالانسحاب فورا من جوما.. والرئيس الرواندى يؤكد ضرورة وقف إطلاق النيران ويتجاهل مطالب الانسحاب.. وتصاعد حدة الاشتباكات فى شمال كيفو

الخميس، 30 يناير 2025 03:00 ص
حرب كلامية بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.. وزيرة خارجية كينشاسا تطالب كيجالى بالانسحاب فورا من جوما.. والرئيس الرواندى يؤكد ضرورة وقف إطلاق النيران ويتجاهل مطالب الانسحاب.. وتصاعد حدة الاشتباكات فى شمال كيفو أزمة النزوح بسبب الصراع فى الكونغو الديمقراطية

كتبت ريهام عبد الله

تتزايد حدة الصراع فى الكونغو الديمقراطية، مع سيطرة قوات 23 مارس المدعومة من رواندا على مدينة جوما، وقامت بإغلاق المطار، فى الوقت الذى تتصاعد فيه حدة الاشتباكات بين المتمردين وقوات جمهورية الكونغو الديمقراطية فى مدينة جوما.

 

واندلعت احتجاجات فى العاصمة الكونغولية كينشاسا، مناهضة لرواندا، مساء الثلاثاء، ورفع المتظاهرون الإعلام الكونغولية وأكدوا الولاء والدعم للرئيس الكونغولى فيليكس تشيسكيدى، وأحرقوا الإطارات وأغلقوا الطرق فى العاصمة، وفقا لصحيفة أفريكا نيوز.

 

وتزعم السلطات فى جمهورية الكونغو الديمقراطية والعديد من الحكومات الأجنبية أن القوات الرواندية موجودة حاليا فى الكونغو، إلى جانب متمردى حركة 23 مارس المسلحة المدعومة من رواندا، الذين يزعمون أنهم سيطروا على جوما بشكل كامل.

 

وكانت حركة 23 مارس، قد سيطرت على جوما لفترة وجيزة فى عام 2012 فى تمرد فاشل ضد الحكومة الكونغولية، وشنت هجومًا آخر فى عام 2022.

 

وقال سكان مدينة جوما أن إطلاق نار وقع خلال ساعات الليل فى المدينة التى يبلغ عدد سكانها مليونى نسمة والتى زعم المتمردون أنهم سيطروا عليها يوم الاثنين، وسُمع دوى انفجارات وإطلاق نار بالقرب من مطار جوما المغلق.

 

وقال الرئيس الرواندى بول كاجامى فى منشور على منصة التواصل الاجتماعى إكس، إنه اتفق فى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو على الحاجة إلى وقف إطلاق النار، لكنه لم يعط أى إشارة إلى أنه سيرضخ لمطالب الانسحاب من المدينة.

 

ومساء الثلاثاء عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، لمناقشة الأزمة المتصاعدة فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذكرت وكالات الأمم المتحدة الموجودة فى الكونغو الديمقراطية، أن هناك مشاهد فوضوية فى شوارع العاصمة الإقليمية جوما، وسط ارتفاع أعداد القتلى والنزوح.

 

وفى مجلس الأمن، قالت وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية تيريز كاييكوامبا فاجنر إنه لا يمكن السماح لرواندا "بمواصلة التصرف دون عقاب".

 

وأضافت أن "الملايين نزحوا، وآلاف الأشخاص محاصرون فى مدينة جوما المحاصرة مع تقييد الوصول إلى الغذاء والمياه والكهرباء والأمن، وقد فقدنا أرواحا لا حصر لها"، وطالبت المجلس بالتحرك.

 

وأضافت "إننا نطالب باتخاذ خمسة إجراءات فورية، قابلة للتنفيذ ودقيقة للغاية، أولًا، الانسحاب غير المشروط للقوات من الأراضى الكونغولية ذات السيادة، ولا يوجد طريق لحل مستدام وسلمى دون هذه الخطوة الحاسمة".

 

ودعت فاجنر أيضا إلى فرض عقوبات على قوات الدفاع الرواندية و"تعليق مشاركة رواندا فى المساهمة بقوات فى بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".

وقالت أن كينشاسا تريد أيضا أن ترى فرض حظر "على الاستغلال والتصدير غير المشروعين للموارد المعدنية من قبل رواندا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية من شأنه أن يوقف تمويل هذا العدوان".

 

وأدانت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، رواندا بسبب تقدم المتمردين فى الأراضى الكونغولية.

 

وفر آلاف الأشخاص من مدينة جوما منذ أن دخل متمردو حركة "إم 23" المدينة الأحد، وأفاد مسئولون فى الأمم المتحدة بوقوع أعمال عنف ونهب ووجود جثث فى الشوارع، وبأن المستشفيات أصبحت غارقة فى أعداد المصابين.

 

ومع تصاعد الصراع، حثت الولايات المتحدة المجلس على النظر فى اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الهجوم.

 

وقال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدى، إنه لن يحضر القمة الطارئة لمجموعة دول شرق أفريقيا، المقرر عقدها فى العاصمة الكينية نيروبى الأربعاء.

 

ويعد متمردو حركة "23 مارس" واحدة من نحو 100 جماعة مسلحة تتنافس على موطئ قدم فى إقليم شمال كيفو المتضرر من الصراع، والذى يضم مدينة جوما، الغنى بالمعادن الحيوية لمعظم تكنولوجيا العالم فى الكونغو.

 

وتمكن المتمردون، بدعم من آلاف الجنود الروانديين، حسبما تقول الأمم المتحدة، من تحقيق تقدم خاطف نحو المدينة الواقعة فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الأحد.

 

وتقول الحركة المتمردة، إنها تسيطر على عاصمة المقاطعة، لكن السلطات الكونغولية تنفى ذلك، مع تضارب التقارير من المسئولين بشأن المساحة التى تدعى الحركة سيطرتها عليها.

 

ويؤكد السكان المحليون، أنهم شاهدوا متمردى حركة 23 مارس يقومون بدوريات فى بعض الشوارع، وخاصة فى الجزء الغربى من المدينة، وتشير التقارير إلى أن الجنود الكونغوليين يسيطرون على المنطقة المحيطة بالمطار.

 

ولكن مع عدم تمكن المراقبين المستقلين والعاملين فى المجال الإنسانى من الوصول إلى أجزاء أخرى من المدينة، فمن المستحيل معرفة من يسيطر على ماذا، وبأى قدر.

 

ومن الواضح أن القتال مستمر فى أجزاء مختلفة من منطقة جوما مع استئناف تبادل إطلاق النار المكثف فى وقت مبكر من صباح الثلاثاء، كما تعانى المنطقة من انقطاع خدمات الإنترنت، وتوقف بث محطات الراديو، وانقطاع الاتصالات الهاتفية، وفى هذه الأثناء، يواصل آلاف المدنيين الفرار من المنطقة.

 

تعد جوما مركزًا تجاريًا وإنسانيًا إقليميًا يحتضن مئات الآلاف من أكثر من ستة ملايين شخص نزحوا بسبب الصراع المستمر فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة