رغم كل المعاناة واستشهاد الآلاف من أبنائهم وذويهم إلا أن هذا لم يكسر إرادة آلاف الفلسطينيين فى التمسك بأرضهم والعودة إليها حتى لو كانت حطام وبقايا منازل محطمة جراء العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة.
وسط هذا الألم، عاد مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين رافعين راية النصر إلى منازلهم فى شمال قطاع غزة، ليجدوها تحولت إلى أنقاض، جراء القصف الإسرائيلي الوحشي طيلة الشهور الـ15 الماضية.
.jpg)
العودة إلى شمال وادي غزة
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رحلة العودة المريرة لشمال غزة، تؤكد تمسك النازحين بأرضهم وهزيمة محاولات التهجير الإسرائيلية المتواصلة.
ونقلت الجارديان عن أحد النازحين ويدعى "رائد سعيد صبح" -25 عامًا- نزح 5 مرات في أثناء الحرب، كان يعلم أن منزله قد دمر، لكنه أراد أن يقبل الأرض التي كان عليها. وقال للجارديان: "أعلم أنني سأعود إلى مكان يبدو كالجحيم بسبب الدمار الذي يحيط به. رغم كل شيء عدنا إلى غزة متحديين الاحتلال! أشعر وكأنني في الجنة! سأقيم خيمة فوق أنقاض منزلي الذي كان قائمًا ذات يوم".
.jpg)
آلاف الفلسطينيين النازحين إلى غزة
وشمال غزة هو المنطقة الأكثر تضررًا في القطاع المدمر، والحشود الضخمة التي كانت تسير على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط تعلم أنها تعود إلى أرض قاحلة.
وفي السابعة صباح أول أمس الاثنين، انفتحت نقطة التفتيش وبدأ النازحون بالخروج منها، وتوافدوا على كل الطرق المؤدية إلى الشاطئ، وكانت الفرحة مختلطة بالحزن، وكان الجميع منهكين بالفعل قبل أن يبدؤوا مسيرتهم الطويلة نحو الشمال.
وكانت المسافة إلى مدينة غزة تقترب من عشرة كيلومترات، حيث كان المسافرون إلى الشمال يأملون في العثور على سيارات أو عربات دراجات نارية لنقلهم. لكن الطرق المدمرة كانت خالية من المركبات، لذا أجبروا أنفسهم على مواصلة الرحلة سيرًا على الأقدام.
.jpg)
آلاف الفلسطينيين
وتعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل 70% من جميع المباني في غزة قد دمر، منذ أكتوبر 2023، وأن الأضرار كانت أسوأ بشكل غير متناسب في الشمال.
ويقدر خبراء أن هناك الآن 42 مليون طن من الأنقاض في غزة، التي يجب إزالتها كجزء من جهود إعادة الإعمار التي ستكلف أكثر من 80 مليار دولار، وفق الصحيفة البريطانية.
وتأتي إعادة إعمار غزة كجزء من المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ، 19 يناير الجاري. ولا يمكن أن تبدأ المرحلة الثالثة إلا بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة جميع المحتجزين المتبقين، وانسحاب جيش الاحتلال بالكامل من غزة.
.jpg)
الأمل طريق العودة رغم الألم
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "أوتشا"، إن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة، بين صباح الاثنين وظهر أمس الثلاثاء.
وأوضح المكتب أن نصف هؤلاء النازحين هم من الرجال، وربعهم من النساء والربع الآخر من الأطفال.
واستند مكتب "أوتشا" إلى أرقام مجموعة عمل تضم منظمات عدة أقامت نقاط تعداد في مختلف أنحاء القطاع.
وقال المكتب، "إن نساءً حوامل أو مرضعات ومسنين وأشخاصًا ذوي إعاقة ومصابين بأمراض مزمنة أو محتاجين إلى رعاية طبية عاجلة، أو قاصرين غير مصحوبين بذويهم هم من ضمن فئات ضعيفة رئيسية من النازحين الذين قاموا بهذه الرحلة الصعبة سيرًا على الأقدام".
.jpg)
أجواء فرحة وإصرار على العودة
.jpg)
يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى شمال وادي غزة
.jpg)
ظلام الليل لايوقف المسيرة
.jpg)
إصرار وعزيمة العودة للأرض
.jpg)
العودة إلى شمال وادي غزة