النازحون الفلسطينيون يشقون طريق العودة إلى غزة وسط الأمطار والدمار.. الأونروا: الاحتياجات الإنسانية هائلة.. الأمم المتحدة: الوضع يتدهور فى الضفة الغربية.. وحقوق الإنسان تدعو لوقف العنف ضد الفلسطينيين

يشق الكثيرون من النازحين الفلسطينيين طريقهم للعودة إلى قطاع غزة عقب اتفاق وقف إطلاق النار وسط الأمطار عبر الأنقاض سيرا على الأقدام أو على عربات الحمير المزدحمة، وعلى الجانب الآخر تتدهور فيه الأوضاع الإنسانية فى الضفة الغربية على خلفية الهجمات التى تشنها قوات الاحتلال وكذلك المستوطنين.

ووفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين "الأونروا" أنه حتى مع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لا تزال الاحتياجات على أرض الواقع هائلة، داعيه الى السماح بالإمدادات التجارية للحد من الاعتماد على إعانات الإغاثة.

من جانبه حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن الوضع فى الضفة الغربية مستمر فى التدهور حيث امتدت الهجمات التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية فى جنين ومخيم جنين للاجئين مما تسبب فى فرار اللاجئين فى المخيم دون مأوى مع انخفاض درجات الحرار ة ودعت الأمم المتحدة قوات الإسرائيلية الالتزام بحماية الفلسطينيين والحفاظ على النظام العام والسلامة فى الضفة الغربية، وفقًا للقانون الإنسانى الدولى وقانون حقوق الإنسان.

يأتى ذلك فى الوقت الذى وثق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية زيادة فى هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم وأصيب عشرات الفلسطينيين، وتضررت العديد من المنازل.

من جانبها أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن القلق العميق إزاء استخدام القوة المميتة غير القانونية فى الضفة الغربية المحتلة وقال المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان أن العمليات الإسرائيلية القاتلة فى الأيام الأخيرة تثير مخاوف جدية بشأن الاستخدام للقوة، بما فى ذلك الأساليب والوسائل التى تم تطويرها، فى انتهاك لقانون حقوق الإنسان الدولى، والمعايير والقواعد المعمول بها موضحا أن هذا يشمل الغارات الجوية المتعددة وإطلاق النار العشوائى على السكان العزل الذين يحاولون الفرار أو البحث عن الأمان.

وأفاد المتحدث الأممى بأنه عقب إعلان وقف إطلاق النار فى غزة الأسبوع الماضى، هاجم مستوطنون القرى الفلسطينية ورشقوا المركبات بالحجارة، مما أدى إلى إصابة العديد من الفلسطينيين، كما أضرمت النيران فى منازل ومركبات.

وقال المتحدث الأممى لحقوق الإنسان كذلك: "نشعر بالقلق أيضا إزاء التعليقات المتكررة من جانب بعض المسؤولين الإسرائيليين حول خطط لتوسيع المستوطنات بشكل أكبر، فى انتهاك جديد للقانون الدولى. ونذكر مرة أخرى أن نقل إسرائيل لسكانها المدنيين إلى الأراضى التى تحتلها يعتبر أيضا بمثابة جريمة حرب".

وقال الخيطان "تأكد مكتبنا من مقتل 12 فلسطينيا على الأقل وإصابة 40 آخرين على يد قوات الأمن الإسرائيلية معظمهم غير مسلحين ومن بين المصابين طبيب وممرضان، وفقا للهلال الأحمر الفلسطيني".

وأضاف الخيطان: "أن إسرائيل، من خلال فشلها المستمر على مر السنين فى محاسبة أفراد قواتها الأمنية المسؤولين عن عمليات استهداف المدنيين غير المشروعة، لا تنتهك التزاماتها بموجب القانون الدولى فحسب، بل إنها تخاطر أيضا بتشجيع تكرار مثل هذه العمليات "

وأشار المتحدث الاممى لحقوق الانسان انه انقطعت الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء مضيفا أن قوات الأمن الإسرائيلية أغلقت مداخل المدن الفلسطينية الكبرى مثل الخليل، وأغلقت نقاط التفتيش، وبدأت عمليات تفتيش طويلة وفردية للمركبات فى تلك التى ظلت مفتوحة لافتا الى أن هذا أدى إلى عزل الآلاف من الفلسطينيين عن المجتمعات المجاورة، وشل الأنشطة اليومية، مضيفا أن أنباء وردت عن تركيب ثلاث عشرة بوابة حديدية جديدة عند مداخل مدن أخرى فى مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف أن المفوض السامى لحقوق الإنسان دعا السلطات الإسرائيلية إلى وقف كل التوسع الاستيطانى وإخلاء جميع المستوطنات بدلا من ذلك، فى أقرب وقت ممكن، كما يقتضى القانون الدولى داعيا إلى وقف فورى للعنف فى الضفة الغربية وحث جميع الأطراف، بما فى ذلك الدول الأخرى ذات النفوذ، على بذل كل ما فى وسعها لضمان تحقيق السلام فى المنطقة.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه خلال الأسبوع الماضى وصل مئات المستوطنين فى حافلات وداهموا قرى جينصافوط والفندق وحجة فى محافظة قلقيلية، وأشعلوا النيران فى المركبات والمنازل والمنشآت الأخرى.

وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، تم احتجاز مئات الفلسطينيين عند نقاط التفتيش المحيطة بنابلس، حيث ورد أن بعضهم قضى أكثر من 10 ساعات وحتى نام هناك بانتظار العودة إلى ديارهم.

الأمطار فى غزة

الوضع فى قطاع غزة

النازحون فى قطاع غزة