يحتشد عشرات الآلاف النازحين الفلسطينيين في وسط غزة استعدادًا للعودة إلى شمالي القطاع، وقضوا ليلتهم على قارعة الطريق وافترشوا الأرض، بانتظار أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي لهم بالمرور إلى مدينة غزة وشمالها وفق الاتفاق المبرم بين حركة حماس وإسرائيل برعاية الوسطاء، والذي نص على انسحاب جيش الاحتلال من حاجز نتساريم عقب تسليم الدفعة الثانية من الأسيرات الإسرائيليات.
وأطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة في محور نستاريم النار باتجاه النازحين الفلسطينيين، وتحاول العناصر الشرطية المتواجدة في القطاع إبعاد النازحين عن حاجز نتساريم ودفع النازحين إلى المنطقة الوسطي، وذلك خشية من ارتكاب الاحتلال الاسرائيلي لمجزرة جديدة ضد آلاف النازحين.
عشرات الآلاف، نساءً ورجالًا، أطفالًا وشيوخًا، يتكدسون على امتداد الطريق، وفي أعينهم حنين كاد أن يتحول إلى سراب، ولم يمنعهم البرد القارس ولا الدبابات الإسرائيلية من حلم العودة، فقد مضى 478 يومًا على الإبادة الجماعية للاحتلال ضد المدنيين في غزة.
من جانبها، أعلنت حركة حماس، الأحد، أنها تتابع مع الوسطاء منع الاحتلال عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، الذي يمثل مخالفةً وخرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت حماس، أن الاحتلال الاسرائيلي يتلكأ بذريعة المحتجزة أربيل يهود، رغم أن الحركة أبلغت الوسطاء أنها على قيد الحياة وأعطت كل الضمانات اللازمة للإفراج عنها.
وحمّلت الحركة جيش الاحتلال مسؤولية التعطيل في تنفيذ الاتفاق، مؤكدة التواصل مع الوسطاء بكل مسؤولية للتوصل إلى حل يفضي إلى عودة النازحين.
بدوره، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأحد، المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب من محور "نتساريم" في وجود قوات الاحتلال الاسرائيلي، داعيا النازحين الفلسطينيين إلى عدم الاقتراب من محور نتساريم في ظل وجود الاحتلال الاسرائيلي وإطلاق النار.
وفي الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد شاب من مخيم جنين، إثر اصابته الحرجة يوم الثلاثاء الماضي، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام المخيم.
واقتحمت قوات خاصة إسرائيلية جنين ومخيمها قبل عدة أيام بدعم من الطيران الإسرائيلي، ما أدى لاستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات ونزوح مئات العائلات إلى خارج جنين.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في محافظة جنين منذ بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي غير المسبوق عليها إلى 16 شهيدا، وعشرات الإصابات.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريح صحفي، الأحد، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي هدمت قرابة 20 منزلا في حارة الدمج بالمخيم، وهناك خشية وجود شهداء تحت الأنقاض في ظل منع الاحتلال الاسرائيلي من دخول طواقم الاسعاف إلى المخيم لنقل الاصابات والبحث عن شهداء.
وأضاف أن الاحتلال منع الصحفيين الفلسطينيين من تغطية جرائم الاحتلال في المخيم، وهدم ونسف المنازل ودمر الشوارع.