فى عيد الشرطة الـ73.. أرملة الشهيد إمتياز كامل لـ"اليوم السابع": ما زال حيًا فى قلوبنا ونحن فى مأمورية للحفاظ على وطنه.. ابنى اختار كلية الشرطة ليكمل مسيرة والده البطل.. احذروا الشائعات وتمسكوا بالوعى

في لحظات الذاكرة الوطنية، تتجدد قصة بطل آخر ضحى بحياته في سبيل الوطن، في ذكرى عيد الشرطة الـ73، التقيتُ مع سحر السيد أحمد، أرملة الشهيد اللواء إمتياز إسحاق كامل، الذي استشهد في ملحمة الواحات الشهيرة. تحدثت سحر بكل فخر وحب عن زوجها الشهيد وأبنائها الذين يحملون معه نفس القيم الوطنية.

في هذا الحوار، تكشف سحر عن شجاعتها وحبها العميق لوطنها، وعن كيفية إكمال مسيرة زوجها الراحل في تربية أولادها على قيم الوفاء والانتماء.

أهلاً بكِ، في البداية حدثينا عن زوجك الشهيد اللواء إمتياز كامل، وكيف تعيشون ذكراه؟

بدايةً، أشكرك على هذه الفرصة التي تسمح لي بالحديث عن زوجي البطل، الشهيد إمتياز كامل، فقد كان أكثر من مجرد ضابط شرطة، كان الأب الذي لا يعوض، لم يكن محبًا فقط لأسرته بل كان الأب والأخ الأكبر لزملائه في العمل أيضًا.

في كل لحظة، كانت مهمته الأولى هي حماية هذا الوطن الذي عشق ترابه، استشهد في ملحمة الواحات، ولكنني أقول دائمًا إننا لا نشعر بفقدانه لأنه ما زال حيًا في قلوبنا جميعًا، هو بالنسبة لنا في مأمورية دائمة، ونحن كذلك في مأمورية لتربية أولادنا على حب هذا الوطن الذي ضحى من أجله.

حدثينا عن تفاصيل اللحظات التي تلت استشهاد زوجك وكيف أثرت في حياتك وحياة أبنائك؟

كانت لحظة صعبة، ولا أستطيع وصف الألم الذي شعرت به حينها، ولكن كنت على يقين أن هذا هو قدره، فقد اختار أن يقدم روحه فداءً للوطن، بالنسبة لأبنائنا، كانت التجربة مرهقة جدًا، لكننا كعائلة تمسكنا بقوة.

كان لدينا إيمان أن الشهيد لا يموت، وأننا سنظل نذكره ونعلمه لأولادنا، ابننا نور الدين، على سبيل المثال، قرر أن يلتحق بكلية الشرطة، رغم أنه كان يحلم بأن يسير في مجالات أخرى، إلا أنه شعر بواجبه أن يكمل مسيرة والده، أما فريدة وعلياء، فهما على نفس الطريق من العزيمة والإصرار على تربية أنفسهن كما كان والدهن يطمح.

حوار مع السيدة سحر السيد أرملة الشهيد اللواء إمتياز إسحاق كامل (1)

ما الذي كان يميز الشهيد إمتياز كامل عن غيره من رجال الشرطة في نظركِ؟

لقد كان إنسانًا قبل أن يكون ضابطًا، كان يحترم الجميع ويحترم عمله بكل صدق وإخلاص. كان يقدر الصغار والكبار، وكان دائمًا يحرص على منح المحبة والدعم لكل من حوله.

لم يكن يفرق بين مرؤوسيه وزملائه، كانوا جميعًا بالنسبة له عائلة واحدة. كان دائمًا يشعر بأن لديه مسؤولية أكبر تجاه الوطن والمواطنين، وهذا ما جعله يحظى باحترام الجميع.

كيف تنظرين إلى الإنجازات والمشروعات التي تحدث فى البلد الآن، وهل لديكِ رأي حول التحديات التي تواجه الوطن؟

أنا سعيدة جدًا بما تحقق من إنجازات في هذا البلد، لدينا العديد من المشاريع التنموية التي تعكس رغبة حقيقية في النهوض بالوطن على كل الأصعدة. لكن، أعتقد أن هناك تحديات يجب أن نواجهها، وأكبرها هو خطر الشائعات.

في الوقت الراهن، أصبح انتشار المعلومات الخاطئة يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الداخلي. الأهم من ذلك هو ترسيخ الوعي الوطني بين المواطنين وتعليمهم كيفية التفريق بين الحقائق والشائعات، أرى أن هذا يجب أن يكون من أولوياتنا كدولة ومجتمع.

حوار مع السيدة سحر السيد أرملة الشهيد اللواء إمتياز إسحاق كامل (2)

ما الرسالة التي توجهينها للشعب المصري في ذكرى عيد الشرطة الـ 73؟

رسالتي هي أن نحب وطننا كما أحبه رجال الشرطة البواسل الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا، يجب أن نتمسك بالوطنية ونحترم تضحيات رجال الشرطة، وأن نعي تمامًا أهمية الوحدة الوطنية.

نحن جميعًا في هذه المأمورية، كما كان الشهيد إمتياز كامل في مأموريته. لا نعيش فقط من أجل أنفسنا، بل من أجل الوطن الذي يحتاجنا جميعًا.

في ذكرى عيد الشرطة الـ73، تتجدد ذكرى البطل اللواء إمتياز كامل، الذي قدم حياته فداءً للوطن. وها هي أرملته سحر السيد أحمد، تواصل مسيرة العطاء، مربية أولادها على ذات القيم التي عاش من أجلها زوجها الشهيد.

وبنظرة مليئة بالأمل، تؤكد سحر أن القيم الوطنية والوعي الشعبي هي الأساس لاستكمال مسيرة الشهداء في بناء وطن قوي وآمن.

نحن إذ نستذكر أبطالنا في عيد الشرطة الـ73، ندرك أن القصص الإنسانية التي تجسد العطاء والإخلاص للوطن هي ما تظل محفورة في الذاكرة.

هؤلاء الأبطال سيظلّون دائمًا مصدر إلهام لنا جميعًا، وأراملهم وأبناؤهم هم خير من يواصل تلك المسيرة.