عودة الكتاتيب على مستوى الجمهورية.. "اليوم السابع" داخل أول كتاب بقرية ميت حمل بالشرقية بعد 48 ساعة من حصوله على الموافقة.. وأوقاف الشرقية: تلقينا 150 طلب منذ إطلاق المبادرة وهدفنا الحفاظ على دولة التلاوة.. صور

السبت، 18 يناير 2025 03:00 م

طالبات داخل الكتاب لحفظ القرآن

الشرقية- فتحية الديب

تعد مبادرة "عودة الكتاتيب من جديد داخل المساجد" التى أعلنتها وزارة الأوقاف، من أهم المبادرات التى تم إطلاقها وتحظى باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وقد لاقت تجاوبا كبيرا من قبل محفظي القرآن الكريم بمحافظة الشرقية، وذلك لرعاية الأطفال على أيدي مشايخ الأوقاف أصحاب الفكر الوسطي المعتدل، وأيضا أصحاب القدرة الكبيرة على التحفيظ الجيد والنطق بصورة صحيحة وتحفيظهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وغيرها من السنة النبوية، حيث تعد الكتاتيب هى النواة الأولى التي تخرج منها كبار قراء القرآن الكريم فى مصر أمثال المشايخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل والطبلاوي والسيد متولى والليثى.

"اليوم السابع" انتقل إلى قرية "ميت حمل" التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية والتى انطلقت منها مبادرة عودة الكتاتيب، وذلك لرصد كل تفاصيل المبادرة من داخل الكتاب، بعد 48 ساعة من حصولهم على موافقة مديرية الأوقاف لممارسة أعمال التحفيظ.

وسط مجموعات من الأطفال يصطفون فى حلقات أعمارهم تبدأ من الثالثة تجلس فتاة شابة تحفظهم السور البسيطة من القرآن الكريم فى جو من الحب والبهجة وتتعالى أصوات الأطفال بتلاوة آيات كتاب الله بالنطق بطريقة صحيحة، حيث تحرص المحفظة على تعليمهم النطق الصحيح قبل حفظ السور.

تقول "آية محمد بندارى" محفظة قرأن كريم داخل جمعية "بادر لتنمية المجتمع" بقرية ميت حمل، أنها متطوعة لتحفيظ الأطفال أصول التلاوة الصحيحة بالجمعية، وفور علم الجمعية بمبادرة وزارة الأوقاف لعودة الكتاتيب، تقدم مجلس إدارة الجمعية بكافة الأوراق اللازمة للحصول على الترخيص من مديرية الأوقاف وتم ترشيحها من قبل الجمعية كمحفظة وخاضت كافة الاختبارات التى أعدتها مديرية الأوقاف وحصلت على 98% من قبل اللجنة المشرفة من كبار رجال الأوقاف بالمديرية، لافتة إلى أنها حافظة لكتاب الله فى الثالثة عشر من عمرها، وتحرص على تعليم الأطفال من عمر 3 سنوات أصول التلاوة بصورة صحيحة، وتتعامل معهم بسهولة وتحرص على تعليمهم النطق السليم قبل حفظ السور، وأن لديها مجموعات عديدة من الأطفال من كافة الأعمار بداية من الثالثة حتى الثالثة عشر، وتم إقامة حفلة للأطفال فى سن الثالثة لاتقانهم حفظ 11 سورة من القرآن الكريم بصورة صحيحة.

"نتجاوب مع كافة المبادرات التى تعلن عنها الدولة فى أسرع وقت" هكذا تحدثت" صفاء محمد أمير الجيش" عضو مجلس إدارة جمعية "بادر" لتنمية المجتمع وأمينة الصندوق بالجمعية، بقرية ميت حمل، إن الجمعية تتابع كل المبادرات التى تعلن عنها الدولة وتتفاعل معها بشغف شديد، لافتة أنه فور إطلاق مبادرة الأوقاف عودة الكتاتيب، كان لدينا ثلاثة محفظات للقرآن للجمعية على كفاءة عالية بالجمعية وهن" أية بندراى" و"إسراء الشافعى"، و"مريم الشافعى" وجهزنا الأواراق المطلوب وتم اخطارنا بموعد الاختبار حضرت المعاينة من الأوقاف لمعاينة مكان الجمعية، وتم اختيار المحفظة فى الزقازيق وحصلت على أعلى مجموع من قبل اللجنة المشرفة على الاختبارات وحصلنا على الموافقة بعد 48 ساعة من تقدير الأوراق لمديرية الأوقاف بالشرقية.

وأردفت، أن الجمعية منشة منذ عام ونصف ونعمل فى كافة المجالات، حيث نظمنا قافلة طبيبة وقعت الكشف على عدد كبير من أبناء القرية، وأقامنا بروتوكول تعاون بالتنسيق مع جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالزقازيق، لتوفير العلاج للمرضى من أبناء القرية و نوفر لهم وسيلة مواصلات لنقلهم إلى الجمعية للحصول على العلاج بعد فحص الحالات التى تستحق وتنطبق عليها الشروط.

ويقول الشيخ "سيد شبانة" مدير شئون الإدارات بمديرية أوقاف الشرقية، إن عودة الكتاتيب تمثل نافذة لاكتشاف المواهب الواعدة فى مجالى التلاوة والإنشاد، ما يسهم فى إحياء أمجاد عمالقة التلاوة المصرية،وأعرب عن تطلعه لتخريج أجيال جديدة تحمل هذه الراية بكل اقتدار، لتواصل الحفاظ على هذا التراث العريق ونقله للأجيال القادمة،ونسعى لتوعية الشباب بصحيح الدين ومفهوم الوسطية، لافتا أن الهدف من عودة الكتاتيب ليس عودتها بالشكل التقليدى لحفظ القرآن الكريم وفقط وإنما نستهدف فى هذه المرحلة ربط حفظ القرآن الكريم بمعرفة معانيه وكذا التعرف على أصول الدين الاسلامى من خلال المنهج الوسطي الأزهري.

وتابع" شبانة"، أنه فور إطلاق مبادرة " عودة الكتاتيب" من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ،تحت إشراف الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن هناك كتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن معتمدة ومرخصة من وزارة الأوقاف، وبعد إطلاق المبادرة تقدم للمديرية 150 محفظ بأوراقهم للحصول على الترخيص اللازمة، وبعد استيفاء القائمين عليها الاختبارات اللازمة للتاكد من اتقانهم لتلاوة القرآن الكريم ومدى جاهزيتهم لتولي القيام بأعمال تحفيظ النشء والشباب لكتاب الله، يتم منحهم التراخيص اللازمة، ان الكتاتيب متاحة فى المساجد وخارجها.

وكان الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، قد أعلن عن تدشين مبادرة "عودة الكتاتيب" من جديد،علي أرض الواقع،مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة لإحياء روح أصيلة في تاريخ مصر، وتعكس حرص الوزارة على استعادة الدور الريادي للكتاتيب في تنشئة الأجيال على قيم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام السمحة، لافتا أن عودة الكتاتيب تهدف إلى بناء الشخصية المصرية على أسس راسخة من الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعاني الدين، والانتماء الصادق للوطن، وشدد على أهمية هذه الصروح التربوية باعتبارها مصابيح تنير طريق الأبناء في مواجهة الفكر المتطرف والتحديات الفكرية التي تستهدف القيم الأصيلة.

وأوضح الأزهري، أن الوزارة تسعى من خلال المبادرة لإحياء اللغة العربية السليمة في نفوس الأجيال الجديدة، باعتبارها لغة القرآن الكريم وحصن الهوية القومي، مشيرًا إلى اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة في تطوير منهجية الكتاتيب لتتماشى مع احتياجات العصر ومتطلباته، مع الحفاظ على روح الأصالة التي ميزتها عبر التاريخ، وأن عودة الكتاتيب تمثل نافذة لاكتشاف المواهب الواعدة في مجالي التلاوة والإنشاد، ما يسهم في إحياء أمجاد عمالقة التلاوة المصرية، مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأعرب عن تطلعه لتخريج أجيال جديدة تحمل هذه الراية بكل اقتدار، للتواصل الحفاظ على هذا التراث العريق ونقله للأجيال القادمة،وودعا الوزير جميع القرى والمدن في مصر إلى تبني هذه المبادرة والانخراط فيها، مشددًا على أن الكتاتيب ليست مجرد أماكن لتحفيظ القرآن الكريم، بل هي صروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهوية وتبني الإنسان المصري.