في أجواء الاحتفال بمرور 73 عامًا على معركة الإسماعيلية، التي خلدها التاريخ كأحد أروع ملاحم البطولة والشجاعة في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، كان لنا لقاء مع اللواء دكتور علاء عبد المجيد، الخبير الأمني، الذي تحدث عن مسيرة الداخلية وتطوراتها، موضحًا الدور الحيوي الذي تلعبه الشرطة في التصدي للتحديات الراهنة، خصوصًا في مواجهة الجرائم المستحدثة مثل الجرائم الإلكترونية والشائعات التي باتت تؤثر على الأمن المجتمعي.
حوار "اليوم السابع" مع اللواء علاء عبد المجيد يبدأ من معركة الإسماعيلية، والتي لا تزال تشغل الذاكرة الوطنية وتفوح منها رائحة التضحيات والبطولات، كيف تقييم معركة الإسماعيلية الشهيرة؟.
منذ 73 عامًا، قدم رجال الشرطة في الإسماعيلية أروع صور البطولة والفداء، معركة الإسماعيلية كانت واحدة من المحطات المفصلية في تاريخ الوطن، حيث بذل رجال الشرطة أرواحهم دفاعًا عن وطنهم ضد المحتل الإنجليزي.
ورغم مرور الوقت، فإن تفاصيل هذه المعركة لم تزل تتردد في الذاكرة، وتحكي عن بسالة رجال الشرطة الذين كانوا مستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل حماية مصر.
شهادة الجنرال الإنجليزي إكسهام، الذي منحهم التحية العسكرية، كانت دليلًا على احترام العدو لهذه الشجاعة الفائقة.
.jpg "اللواء دكتور علاء عبد المجيد في حوار مع اليوم السابع (1)")
اللواء دكتور علاء عبد المجيد
ماذا حدث منذ معركة الإسماعيلية حتى اليوم؟
بالتأكيد، ورغم مرور عقود طويلة، لا يزال رجال الشرطة يسيرون على ذات الطريق، ويؤدون واجبهم في الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته، الشرطة قد تطورت بشكل ملحوظ على مختلف الأصعدة، لا سيما في مجالات التدريب، أكاديمية الشرطة اليوم تُعد واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط، حيث تقدم برامج تدريبية مبتكرة تواكب أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية.
هل أصبح لدينا رجل شرطة عصري؟
نعم، لدينا الآن رجل شرطة عصري، متسلح بأحدث الأدوات العلمية والتكنولوجية، وزارة الداخلية تهتم بالتدريب على استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، مما يعزز قدرات رجال الشرطة على التصدي للجريمة بكفاءة وفعالية، لقد أدركت أن التطور العلمي هو الأداة الرئيسية لضمان أمن الوطن والمواطن، ولهذا فإن وزارة الداخلية تواصل تحديث أساليبها ومنظومتها الأمنية.
كيف تقيم أداء الشرطة في مواجهة الجرائم المستحدثة خاصة الجرائم الإلكترونية؟
كما نعلم جميعًا، الجريمة لا تقف عند حدود، وهي تتطور باستمرار، وبالفعل، شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة في الجرائم الإلكترونية، مثل الاحتيال الإلكتروني والابتزاز عبر الإنترنت، لكن وزارة الداخلية لم تكتفِ بالتفاعل مع هذه التغيرات، بل عملت على تعزيز قدراتها لمكافحة هذه الجرائم بكفاءة.
اليوم، أصبحت الجرائم الإلكترونية تحت السيطرة بفضل الأدوات التكنولوجية المتطورة التي تمتلكها الأجهزة الأمنية، وضرباتنا الأمنية الحاسمة ضد المجرمين في هذا المجال تؤكد أن وزارة الداخلية قادرة على التعامل مع أي تطور في الجريمة.
.jpg "اللواء دكتور علاء عبد المجيد في حوار مع اليوم السابع (2)")
اللواء دكتور علاء عبد المجيد في حوار مع اليوم السابع
هل تراجع معدل الجريمة في مصر؟
نعم، شهدنا تحسنًا كبيرًا في هذا الصدد، تراجع معدل الجريمة أصبح ملموسًا بفضل اليقظة الأمنية المستمرة والوجود المكثف للأجهزة الأمنية في الشوارع، حملات التوعية وتدريب رجال الشرطة على أحدث الأساليب الأمنية ساعدت على تقليص الجريمة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى ذلك، فإن التطور في الفكر الأمني والتنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية بالعمل الأمني جعل من الأمن في الشوارع أكثر استقرارًا.
ما هي خطورة الشائعات في هذا العصر؟
الشائعات اليوم أصبحت أحد أسلحة العدو المفضلة، خاصة في فترات الأزمات أو التحديات الوطنية، يستغل البعض الفضاء الإلكتروني و"الذباب الإلكتروني" على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار الكاذبة والتشويش على الإنجازات الوطنية. أحد أبرز الأهداف التي تسعى الشائعات لتحقيقها هو نشر الخوف والذعر بين المواطنين، وهذا ما نشهده أحيانًا عبر نشر أخبار عن جرائم وهمية مثل اختطاف الأطفال، الشائعات سلاح خطر جدًا، ويجب على كل فرد أن يكون حريصًا على عدم الانسياق وراءها.
.jpg "اللواء دكتور علاء عبد المجيد في حوار مع اليوم السابع (3)")
اللواء دكتور علاء عبد المجيد
كيف واجهت وزارة الداخلية هذه الشائعات؟
وزارة الداخلية لا تكتفي برصد الشائعات، بل تعمل جاهدًا على تفنيدها والرد عليها، لدينا قطاع إعلامي محترف نجح في رصد الشائعات الأمنية والرد عليها بالحقائق، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية متخصصة لمواجهة هذه الظاهرة.
التصدي للشائعات أصبح جزءًا أساسيًا من مهام الداخلية في الحفاظ على الأمن المجتمعي.
كيف ترى جهود الدولة في نشر الوعي؟
الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لنشر الوعي بين المواطنين، وهذا أمر حيوي في الوقت الراهن، الوعي هو الحصن المنيع ضد الشائعات والأخبار الكاذبة، المؤسسات الحكومية تعمل بشكل دائم على توعية المواطنين عبر مختلف القنوات الإعلامية، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة، لضمان أن تكون المعلومات الصحيحة هي السائدة.
.jpg "اللواء دكتور علاء عبد المجيد في حوار مع اليوم السابع (4)")
اللواء دكتور علاء عبد المجيد في حوار مع اليوم السابع
ما هي نصائحك للمواطنين؟
نصيحتي للمواطنين هي أن يحتفلوا بما حققته بلادهم من إنجازات عظيمة في مختلف المجالات، وألا ينساقوا وراء الشائعات التي قد تزعزع استقرار المجتمع، عليهم أن يتكاتفوا خلف القيادة السياسية ويتحملوا مسؤولياتهم في مواجهة أي محاولات للتفرقة أو التخويف، فقط بالوعي والتكاتف يمكننا الحفاظ على أمن بلادنا ورفعها إلى مزيد من التقدم.
