أكد علماء الآثار فى دراسة جديدة أن تقنية جديدة تعتمد على أشعة الليزر كشفت عن التفاصيل المعقدة للوشوم على المومياوات التى يعود تاريخها إلى قرون مضت فى بيرو، وفقا لما نشره موقع livescience.
وبحسب الدراسة التى نشرت فى مجلة PNAS، فحص الباحثون أكثر من 100 من البقايا البشرية المحنطة من ثقافة تشانكاى، التى سكنت بيرو من حوالى 900 إلى 1533 بعد الميلاد.
وقال مايكل بيتمان، المؤلف المشارك فى الدراسة وعالم الأحياء القديمة فى الجامعة الصينية فى هونج كونج: "وجدنا أن 3 فقط من هؤلاء الأفراد لديهم وشم عالى التفاصيل يتكون من خطوط دقيقة يبلغ سمكها 0.1 - 0.2 مم فقط، والتى لا يمكن رؤيتها إلا باستخدام تقنيتنا الجديدة".
وتتضمن هذه التقنية الفلورسنت المحفز بالليزر (LSF)، والذي ينتج صورًا تعتمد على فلورسنت العينة، وبالتالي يكشف عن تفاصيل يمكن تفويتها من خلال فحص بسيط بالأشعة فوق البنفسجية (UV).
وتعمل تقنية LSF عن طريق جعل الجلد الموشوم يتوهج باللون الأبيض الساطع، مما يتسبب في بروز حبر الوشم الأسود القائم على الكربون بوضوح، ووفقًا للدراسة، فإن هذا يقضي تمامًا تقريبًا على مشكلة نزيف الوشم وتلاشيه بمرور الوقت، مما قد يحجب التصميم.
وقال بيتمان إن الوشوم الثلاثة عالية التفاصيل التي كشف عنها الفريق على البقايا المحنطة كانت أنماطًا هندسية في الغالب تتميز بالمثلثات، والتي توجد أيضًا في الوسائط الفنية الأخرى في تشانكاي مثل الفخار والمنسوجات، في حين تضمنت الوشوم الأخرى في تشانكاي تصميمات تشبه الكروم والحيوانات.
ووفقًا لكاسيا سرمسكي، عالمة الآثار بجامعة إلينوي أوربانا شامبين والتي لم تشارك في الدراسة، فإن ثقافة تشانكاي، التي تطورت على طول الساحل الأوسط لبيرو منذ حوالي ألف عام، تشتهر بخزفها ومنسوجاتها ذات اللون الأسود والأبيض.
وقالت سرمسكي: "في حين أننا لا نزال لا نعرف ما تعنيه هذه الوشوم، فإن طبيعتها المعقدة تخبرنا أن شعب تشانكاي كان لديه فنانو وشم".
وكتب بيتمان وزملاؤه في الدراسة أن "التصوير باستخدام تقنية LSF لديه القدرة على الكشف عن معالم مماثلة في التطور الفني البشري من خلال دراسة الوشم القديم الآخر، بما في ذلك تطور أساليب الوشم".
يد محنطة موشومة من ثقافة تشانكاي
