مازالت قوات الاحتلال الإسرائيلى تحرم النازحين الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية مع استمرار اجبارهم على النزوح القسرى لتتحول حياة الملايين أكثر من نصفهم أطفال يعيشون ظروف وصفتها الأمم المتحدة بالمروعة بين الجوع والدمار والبرد القاسى.
رئيس الاتصالات الطارئة فى برنامج الأغذية العالمي، جوناثان دومونت وصف الوضع الإنسانى فى غزة بأنه الأصعب على مستوى العالم لافتا إلى أن صور الموت والدمار والجوع واليأس و"جبل من الأنقاض" وحال الأطفال المحاصرين منذ 16 شهرا حفرت فى ذاكرته، مؤكدا أن أطفال غزة يعايشون أسوأ أهوال الحرب.
ولفت المسؤول الأممى إلى أن هناك تراكما هائلا من الإمدادات المطلوبة بشكل عاجل بما فى ذلك صناديق الأدوية والأغذية وغيرها من المساعدات فى انتظار التصاريح والقليل من الشاحنات المتاحة والسائقين المرخص لهم القادرين على السير عبر الطرق المدمرة اليائسة لتوصيلها.
وقال المسؤول الأممى إن غزة أصبحت اليوم عبارة عن جبل من الأنقاض، مؤكدا زار العديد من مناطق الصراع فى العام الماضى، منها هايتى التى دمرتها العصابات، وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والخرطوم عاصمة السودان التى مزقتها الحرب لافتا إلى أن الوضع الإنسانى فى غزة على نطاق مختلف حيث يكمن الدمار الذى لا نهاية له، والدخان الأسود الذى يتصاعد من المبانى المشتعلة، مضيفا أنه الصراع الوحيد فى العالم الذى لا سبيل أمام النازحين منه للهروب حيث إنهم محاصرون.
وقال مسؤول الأغذية العالمى الجوع يتصاعد بشكل صاروخى فوفقا لأحدث النتائج التى توصل إليها الخبراء، يواجه أكثر من 90 فى المائة من السكان انعدام الأمن الغذائى عند مستوى الأزمة أو أسوأ، وأكثر من 300 ألف شخص يعانون من الجوع الكارثى على الأرجح ـ وهو أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائى.
وأوضح المسؤول الأممى أن الغذاء الذى يسمح بدخوله إلى القطاع لا يفى إلا بثلث ما نحتاج إليه للوصول إلى أشد الناس جوعا وعلى مدى أشهر، اضطررنا إلى خفض الحصص الغذائية، ثم خفضها مجددا وفى ديسمبر لافتا إلى أن شمال غزة المحاصر هو المكان الأكثر جوعا، وعلى مدى الشهرين الماضيين، لم يُسمح إلا بالكاد بدخول أى إمدادات.
ومن جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية تواصل رفض الجهود التى تقودها الأمم المتحدة للوصول إلى شمال غزة بالمساعدات الحيوية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المكتب الأممى يشعر بقلق عميق إزاء التأثير الذى يخلفه نقص إمدادات الوقود على الخدمات الأساسية فى غزة وحذرت شركات الاتصالات الفلسطينية من أن خدماتها قد تبدأ فى التوقف غدا بسبب نقص الوقود، الذى تحتاج إليه لتشغيل مولدات معداتها.
وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم أن مستشفى العودة وهو آخر مستشفى يعمل جزئيا فى محافظة شمال غزة يعانى من نقص حاد فى الوقود والإمدادات الطبية الأساسية. وتعمل منظمة الصحة العالمية على الوصول إلى المستشفى لإعادة إمداده وتقييم الوضع فى مستشفى كمال عدوان، الذى أصبح خارج الخدمة تماما.
ولكن الطرق المتضررة فضلا عن عدم تسهيل الوصول من قبل السلطات الإسرائيلية جعلت من المستحيل الوصول بأمان إلى تلك المرافق ودعت منظمة الصحة العالمية بشكل عاجل إلى اتخاذ إجراءات فورية لجعل الطرق سالكة وتسهيل الوصول إلى المستشفى للحفاظ على استمراره فى العمل.