محمد شوقى

100 سنة على ميلاد أستاذ البهجة والسعادة فؤاد المهندس

الجمعة، 06 سبتمبر 2024 08:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن يوماً الأستاذ فؤاد المهندس مجرد فنان كبير فقط، بل تخطى كل هذا بكثير حتى أصبح أحد أفراد كل أسرة فى كل بيت مصرى من الطفل الصغير حتى الشباب وكبار السن ومن المثقفين إلى رجل الشارع البسيط وربة المنزل.

يدخل بصوته المميز المؤثر عبر أسير الإذاعة المصرية يومياً ليقدم البرنامج الإذاعى الشهير "كلمتين وبس"، وهو برنامج اجتماعى يعالج السلبيات المنتشرة فى المجتمع المصرى.
بدأ الفنان القدير فؤاد المهندس فى تقديم برنامج (كلمتين وبس) عام 1968، وعالج من خلاله وعرض بشكل واضح سلبيات الشعب المصرى والروتين الحكومى، وكان المصريون يبدأون يومهم بالاستماع لهذا البرنامج فى الساعة الثامنة إلا خمس دقائق يومياً ولمدة تزيد عن 30 سنة.
وكان صوت الأستاذ فؤاد المهندس فى كل بيت مصرى يؤنس البيوت المصرية صباحاً، وأصبح صوته المميز وكأنه أحد معالم الصباح.
هذا إلى جانب ما قدمه من تاريخ فنى عريق عبر أسير الإذاعة المصرية منذ برنامج "ساعة لقلبك" فى بداية الخمسينات، هذا البرنامج الشهير الذى امتدت إذاعته لأكثر من عشر سنوات وأصبح كنزا من كنوز الإذاعة المصرية.

وبخلاف ما قدمه أيضاً الأستاذ فؤاد المهندس من عشرات المسلسلات الإذاعية الهامة التى أصبحت علامات مميزة فى تاريخ ميكروفون الإذاعة المصرية مثل {موهوب وسلامة، العتبة جزاز، شنبو فى المصيدة، دنيا بنت دنيا، عشان سواد عيونها، الثلاثة المدهشين، إجرى إجرى، إنت اللى قتلت بابايا}.

فؤاد المهندس أو الأستاذ فؤاد المهندس صاحب السمو الفنى الرفيع والطلًة الفنية المبهجة والصوت المميز بالنطق العربى السليم وصاحب التاريخ الفنى الزاخر بكل ما هو عظيم ومبهج وراقى، وقف على خشبة المسرح فصنع تاريخاً مسرحياً فى الكوميديا الراقية الهادفة لا نظير له بعد تاريخ العملاق نجيب الريحاني، ولم لا وهو ينتمى لهذا العملاق الريحاني.
الأستاذ فؤاد المهندس الذى وقف على خشبة المسرح ليقدم لنا أروع المسرحيات الكوميدية التى لا نزال نحيا عليها ونشاهدها جيلا بعد جيل بحب ومتعة وبهجة وسعادة ولا نمل منها مهما شاهدناها وهى (السكرتير الفنى، أنا وهو وهى، سيدتى الجميلة، حواء الساعة 12، حالة حب، أنا هو وسموه، إنها حقاً عائلة محترمة، سك على بناتك ).

الأستاذ فؤاد المهندس الذى قدم للسينما المصرية مجموعة من ألطف وأخف الأفلام الكوميدية خاصةً فى فترة الستينيات من القرن الماضى (مطاردة غرامية، أرض النفاق، جناب السفير، عائلة زيزى، إنت إللى قتلت بابايا، العتبة جزاز، سفاح النساء، أخطر رجل فى العالم، الراجل ده هيجننى) .

وهذا هو صاحب أشهر ثنائى فنى مبهج فى تاريخ الفن "فؤاد المهندس وشويكار" فقد قدم هذا الثنائى الفنى أعمالا فنية مبهجة وعظيمة فى السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون والصور الغنائية وهذا لم يحدث نهائياً مع أى ثنائى فنى آخر.

الأستاذ فؤاد المهندس الذى أثرى الدراما التليفزيونية العربية بمجموعة من المسلسلات الكوميدية الخاصة والتى تعد فريدة من نوعها فى وقت كانت الدراما الاجتماعية هى السائدة والأكثر رواجاً وتأثيراً، فمن منًا ينسى الأستاذ مختار الإسكندرانى ودكتورة رأفت وحيرم فى المسلسل الكوميدى الشهير (عيون) 1980
والذى ما زال يعرض بلا انقطاع رغم مرور ما يزيد على 40 عاماً من عرضه الأول
بخلاف ما قدمه الأستاذ فؤاد المهندس من مسلسلات مثل (أرض النفاق، الدنيا لما تلف، أزواج لكن غرباء، اللعبة المجنونة) .

ولا نستطيع أن ننسى ما قدمه من صور غنائية فى قمة الروعة والبهجة والجمال مع صباح فى "الراجل ده هيجننى" ومع شويكار فى "مدفع رمضان،" وهاتان الأغنيتان من سمات شهر رمضان المبارك، بخلاف الأغانى الخفيفة الجميلة التى قدمها فى أفلامه ومسرحياته ،حتى إن موسيقار الأجيال تعاون معه فى لحن "أنا واد خطير" فى فيلم (جناب السفير) .

الأستاذ فؤاد المهندس الذى خاطب الأطفال كما لم يخاطبهم فنان من قبل، فكان على موعد سنوى امتد لـ 18 عاماً من فوازير "عمو فؤاد" التى تربى عليها أجيال وأجيال صغار وكبار، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من سمات شهر رمضان المبارك حتى وقتنا هذا ، وها هو اليوم 6 سبتمبر هو الموافق لميلاد الأستاذ فؤاد المهندس فى عام 1924، وإنه لحدث عظيم.
وفى النهاية ماذا يمكن أن يُقال عن هذا الفنان العظيم فى ذكرى مرور مائة عام على ميلاده، فكل عبارات الحب والشكر والتقدير لا توافيه حقه، وأرفع الجوائز والأوسمة والتكريمات لا تفى تاريخه الفنى الزاخر وعطاءه الفنى اللا محدود.

إنه حقاً الأستاذ المُعلم الذى جعل من البسمة والضحكة والبهجة فنا وإبداعا يكسر حاجز الزمن ليكون هذا الفن والإبداع بتوقيع خاص بالأستاذ فؤاد المهندس.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة