مروة محمود إلياس

"برمودا" العصر .. الشيطان الذى يطارد أبنائى

الإثنين، 30 سبتمبر 2024 05:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أولادى ليسوا لى، أصبحوا أسرى الشاشات، مهما حاولت جاهدة ان أثنيهم عنها،  أعينهم تعاود البحث عنها،  تلك النوافذ المفتوحة، هذه المخارج والمداخل التي لا يمكننى التحكم بها، ترعبنى!

في عالم أصبح الطفل فيه في مهب كل التيارات، الأفكار المختلفة تزوره يمينا ويسارا، تعصف بفكره، تغزو عقله، تغير من سلوكه وشخصيته، تزرع به مفاهيم مختلفة، أفكار منحرفة، الأمر بالفعل مخيف.

التطرف، الإلحاد، والمثلية، مفاهيم طافت في سمائنا منذ فترة، يتم دسها في شكل رسائل خفية، تارة في فيلم كرتون، وتارة أخرى من خلال المحتوى المقدم على السوشيال ميديا،  الذى ينشر الفكر المنحرف، والعديد من النوافذ والسبل الأخرى، هذا الثالوث المرعب، خرجت من تحته في الآونة الأخيرة الكثير من المفاهيم الدخيلة على مجتمعنا المحافظ، كالنبذ والعنف، التنمر والشذوذ، العنصرية والكراهية، التعصب والقتل، تلك المفاهيم التي يتم بثها، ودسها، كبرت حتى أصبحت وحشا أمامنا يلهث وراء أطفالنا.

هذا المثلث المرعب، هو "البرمودا" الحقيقية، عرش الشيطان الفعلى، الذى يسحب لداخله كل ما هو قيم وجميل،  يهدم فكرة بناء الإنسان وتعزيز قيمه وقيمته، ليسحبه لقاع محيط الظلام ، ويهدم فكرة الانتماء والقيمة والهوية، هذا المثلث الذى يهدف لمحو هوية الإنسان منذ النشء، ويفرغ دماغه وعقله من كل القيم السامية والتربوية التي تربينا عليها في مجتمعاتنا، ويغرز مكانها المفاهيم المنحرفة المتطرفة، ليصبح العنف والنبذ والتطرف هو السائد والطبيعى.

الشخصية المصرية العنيدة، أصولنا العريقة، لا تقبل مثل هذا التحول، هذا الانحراف لن يتلاءم مع مجتمعاتنا بسهولة، وسوف يجد الكثير من العوائق، والعراقيل كى ينغرس ويثبت وينمو بها، الدولة وكل منظماتها بالكامل، ترفض هذا الاحتلال العقلى الخطير، مبادرات وتحديات كلها تؤكد على أن الأبوين لا يواجهان هذه الحرب وحدهما، بل هي عقلية جمعية، ترفض هذا الفكر المضطرب المنحرف، الذى يخلخل الأسرة، ويهدف لمحوها من خلال تدمير صغارها وشبابها.

لن نقاتل ونهزم هذا الوحش، إلا بمثلث أكثر قوة، مرعب لبرمودا العصر الشرير، قادر على مواجهته، وهو بناء الإنسان، فهو وحده كلمة السر، والسلاح الوحيد الذى يمكن أن نحارب به الانحراف، فالعين بالعين، والعقل بالعقل، لا يمكن لمواجهة هذا الرعب إلا بثالوث الوعى والتنمية وبناء الإنسان، وعلى كل فئات المجتمع، صغيرها وكبيرها، أن يكونوا على استعداد للتعاون في تلك الحرب، والفوز بها، وإنقاذ الأجيال القادمة.

فكلمة السر تبدأ من "البيت"، الأسرة هى العماد، وتفكيكها هدف سامى لهؤلاء "الشياطين"، يهدفون لمسح الانتماء إلى أسرتك، ووطنك، وقيمك، يجردونك من عوامل الأمان جميعها، لتظل فارغ العقل والروح، تستقبل رسائلهم ومفاهيمهم المشوهة بصدر رحب دون وعى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة