شجرة الجوجوبا متعددة السيقان يمتد عمرها إلى 150 سنة.. عُرفت بمصر فى تسعينات القرن الماضى.. العائد السنوى منها يصل إلى 130 ألف جنيه.. تتحمل درجة حرارة تتعدى الـ50 مئوية.. وتتكاثر عن طريق العُقل

الأحد، 22 سبتمبر 2024 06:00 ص
شجرة الجوجوبا متعددة السيقان يمتد عمرها إلى 150 سنة.. عُرفت بمصر فى تسعينات القرن الماضى.. العائد السنوى منها يصل إلى 130 ألف جنيه.. تتحمل درجة حرارة تتعدى الـ50 مئوية.. وتتكاثر عن طريق العُقل محصول الجوجوبا - أرشيفية
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شجرة الجوجوبا متعددة السيقان يمتد عمرها إلى ما يقرب من 150 سنة، و يصل متوسط العائد السنوى المتوقع منها ما بين 85 إلى 130 ألف جنيه، حيث تبدأ بشائر المحصول من الموسم الثالث، فيما يظهر أول إنتاج اقتصادي بين العام الرابع والخامس، مع إمكانية تحميله على زراعات النخيل، و يستوعب الفدان 525 شتلة ، شريطة الالتزام بالنسب المسموحة للنباتات بمعدل 10% نباتات مذكرة، و90% نباتات مؤنثة بالفدان، و كل ذلك معادلة رقمية لا يمكن تجاهلها.

ونشأ نبات الجوجوبا في بيئة شديدة القساوة يجاوره فيها عدد قليل من النباتات التي استطاعت أن تتحمل درجة حرارة هواء تتعدى 50 درجة مئوية ودرجة حرارة تربة تلامس 64 درجة مئوية وفى بيئة صحراوية فقيرة في كل من الماء والمغذيات تبعاً لذلك فإن محصول شجرة الجوجوبا في موطنها الأصلى صحراء سنوار "جنوب الولايات المتحدة الأمريكية وشمال المكسيك"، كان لا يتعدى حفنة أو أكثر من البذور "إنتاج غير اقتصادى" لكن استخدام سكان أمريكا الأصليين لهذا النبات ، ازداد بعد أن أدركوا فوائده ، مما جعله ضمن الإستغناء عنها وبالتالي تم توارثها وتعرف عليها المستكشفون بعد ذلك وقاموا بنقل البذور إلى أوروبا ثم انتقلت إلى مناطق أخرى والتي تتناسب ظروفها احتياجات النبات وهو ما جعل نبات الجوجوبا يتحول من نبات برى ليصبح نبات يمكن زراعته.

وتتكاثر الجوجوبا في الطبيعة عن طريق العُقل، وهى الطريقة المفضلة لاستزراع الجوجوبا بشكل تجاري، حيث تؤخذ العُقل من نباتات ذات إنتاجية عالية وذات نسبة زيت مرتفعة فى بذورها، كما تتيح هذه الطريقة أيضا التحكم في نسبة النباتات المؤنثة إلى النباتات المذكرة، ويفضل عادة أن تتراوح نسبة النباتات المؤنثة عند الزراعة  90%، بينما تكون نسبة الـ 10% المتبقية نباتات مذكرة لتنتج ما يكفى من حبوب اللقاح لتلقيح الأزهار المؤنثة.

وينصح الخبراء بزراعة الجوجوبا بالشتلات الموثوقة صادقة الصنف وليس بالبذور بدعوى أنها أرخص وأوفر، لأنه من عيوب الزراعة بالبذرة أن معظم الأشجار ستكون مذكرة ولن يكون هناك إنتاج وبعد 5 أو 6 سنين من الزراعة سيجد المزراع نفسه يخسر، لذا لابد وأن تكون الشتلة من مكان مرخص من وزارة الزراعة و معتمد وموثوق.

وكشف الدكتور أشرف حماد أستاذ الجوجوبا بمركز البحوث الزراعية مزايا الجوجوبا و الاستفادة الاقتصادية المتوقعة منه، والتى تعزز خطط استغلال المساحات غير الصالحة والأراضي الهامشية للزراعة، بالنظر لقدرته على مقاومة الظروف غير المواتية وانحرافات الطقس والمناخ وارتفاع معدلات الملوحة، و ملائمة نبات الجوجوبا للزراعة بكافة أنواع الأراضي غير المستغلة مع استثناء المناطق التي تتسم بانخفاض درجات الحرارة والصقيع، أو الأراضى التي تعاني من ارتفاع مستوى الماء الأرضي فيها.

مزايا نبات الجوجوبا  


وأوضح واحدة من أهم مزايا نبات الجوجوبا، الذى يتيح إعطاء إنتاجية اقتصادية في معدلات ملوحة تتراوح بين 5 إلى 6 آلاف جزء في المليون، مع التأثر نسبيًا بالخصم من حجم الحصاد المتوقع فيما هو أعلى من تلك النسبة، كما أنه يمكن استغلاله في الأراضي التي لا تجود فيها زراعة أشجار الزيتون، والتي كان يعدها البعض ضمن أكثر النباتات التي تقاوم ارتفاع معدلات الملوحة.


إكثار الجوجوبا


أوضح الدكتور عبد ذي الجلال زكريا بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية أن الزراعة البذرية هيمنت على انتشار النبات فترة طويلة من الوقت لكن المشاكل التي نتجت عنها مثل اختلاف أداء الشجيرات في الحقل الواحد والانتظار فترة طويلة قد تصل إلى سنوات لمعرفة جنس النبات حيث يحدث تأخير في انتقال النباتات من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ وقلة المحصول وغيرها من المشاكل كان دافعاً قوياً للبحث عن طريقة أخرى للإكثار.


أضاف أن محاولات الإكثار الخضرى بالعقلة في مصر ظلت تواجه صعوبات لسنوات حتى تم الوصول لطرق تتسم بأنها اقتصادية وبدأت مرحلة الحصول على نباتات مشابهة للأم المأخوذ منها العقلة وزادت الرقعة الزراعية للنبات لكن الجذور الممتدة لمسافات طويلة والناتجة من زراعة البذرة لم تعد متاحة فالإكثار بالعقلة ينتج جذور قصيرة.


ويسود الآن الطموح بإيجاد بروتوكول لإكثار التراكيب الوراثية المتميزة بزراعة الأنسجة والتي تنتج عدد كبيراً من الشتلات من الأم الواحدة وفى وقت قصير نسبياً وذلك لمواجهة الطلب المتزايد عند الرغبة في التوسع لكن لابد من تذليل الصعوبات التي تواجه هذا الطموح والمتمثلة في وجود المعامل وتوفير المستلزمات والوقت الكافى للوصول لذلك .

 

العلم والتطبيق

وأوضح: نظراً لأن نبات الجوجوبا نبات جديد حيث بدأ التعرف عليه في مصر في تسعينات القرن الماضى فإن كثير من الأسئلة والفجوات المعرفية لم يتم الوصول لإجابات لها وتغطيتها بصورة كاملة لذلك فلابد من دعم البحث العلمى وإتاحة الفرصة لمزيد من الوقت لإتمام التجارب ، ثم نقل الخبرات للمزارعين.


ومن بين التحديات أيضاً التي تواجه زراعة هذا النبات الهام، بالنسبة للمزارع والباحث تكمن في عدم وجود أصناف، فالأول يبحث عن صنف يمكن معرفة العمليات الزراعية التي تناسبه وبذلك يصل إلى تحقيق محصول وربح جيد والثانى يبحث عن صنف يمكن تطبيق معاملاته عليه بدون الدخول في التشتت الذى يحث نتيجة اختلاف المادة الوراثية للشجيرات المنزرعة.


وعلى الرغم من تسجيل بعض السلالات إلا أن انتشارها ظل محدوداً للغاية بحيث لا يعرف الكثيرين عنها شيئاً ، هذا بالإضافة للإجراءت الواجب اتباعها لتحويل السلالة المسجلة إلى صنف تجارى ، مما يستوجب أيضاً دراسة أداء هذه الأصناف في مختلف محافظات الجمهورية لتحديد مدى نجاحها وتوأمتها مع الظروف البيئية المتغيرة وبالتالي الوصول لخريطة صنفية للمحافظات المختلفة، كما تكمن مشكلة عدم وجود أصناف في عدم القدرة على تحديد مدى تحمل التراكيب الوراثية للجفاف والملوحة ومدى ملائمتها للعمليات الزراعية المختلفة لها فهى بطبيعة الحال مختلفة وراثياً وبالتالي فردود فعلها ستكون حتماً متباينة.

 

الجوجوبا نبات فريد

وقال إن النبات ينتج زيت فريد من نوعه في المملكة النباتية عبارة عن شمع سائل لا يتزنخ "لا يفسد" ولكنه يتأكسد ضوئياً لذلك يجب الإحتفاظ به في زجاجات تقلل نفاذ الضوء ، يشابه الزيت الناتج من عصر بذور الجوجوبا زيت كبد الحوت والذى عندما منع صيده أتاح الفرصة لظهور زيت الجوجوبا كبديل وأدى إلى دخوله في صناعات عديدة مثل مستحضرات التجميل والأدوية وزيوت المحركات والوقود الحيوى لكن يجب لفت الانتباه لأهمية وجود جدوى اقتصادية قبل الدخول في أي عمليات تصنيعية ودراسة الأسواق المتوقعة لتصريف المنتج.


كما أن الزيت في حد ذاته مصدراً لمركبات مهمة صناعياً ، كما ان تطبيق عمليات كميائية على الزيت تتيح دخوله في مجالات صناعية أخرى يتخطى الطلب على الزيت ما يتم انتاجه لذلك، فالسوق العالمى متعطش لمزيد من الإنتاج.


وتشير الأبحاث إلى أن الزيت الخام وبدون إضافات يهدىء الصداع وإلتهاب الحلق ويساعد في التئام الجروح وغيرها من الفوائد ، كما ان الزيت مضاد للإلتهاب والميكروبات والفطريات والحشرات ، كما ان أجزاء النبات المختلفة تعتبر مصدراً لمواد مهمة فمستخلصات الأوراق والجذور بها مضادات أكسدة ومضادات بكتيرية ، كما أن قشور الثمار تحتوى على مضادات نيماتودية .


ويزرع النبات في أراضى هامشية لا تناسب الكثير من المحاصيل ، كما يتحمل الجفاف مع الأخذ في الإعتبار أن وجود الماء ضرورى للإنتاج الإقتصادى فالماء أساس جميع العمليات الحيوية داخل النبات حيث يحتاج الفدان ما يقارب من 3000 حتى 3500 م3 سنوياً.


أكد أنه من المهم عمل تعاونيات بين صغار المزارعين لتقليل تكاليف الإنتاج بزيادة الرقعة الزراعية مما يتيح عائد اقتصادى أكبر للمزارعين.


أضاف أنه يبدو أن مشكلة حصاد شجيرات الجوجوبا ستبقى التحدى الأكبر ورغم وجود عدة حلول مثل الحصاد اليدوى أو فرش شبك لجمع البذور قبل تساقطها على الأرض أو حتى الجمع الميكانيكى والذى لم يتم تطبيقه في مصر بعد ، إلا أن ارتفاع التكلفة هو القاسم المشترك بينها وهذا التحدى يحتاج لحلول أقل تكلفة وأكثر كفاءة .


وأشار إلى أن الإنتاج بدون تصنيع وتصدير البذور الخام يعنى عودة المنتج المحلى بعد تصنيعه بالخارج بأضعاف سعر التصدير كما يعنى استنزاف العملة الصعبة في الاستيراد ، ومن المهم السعي نحو التصنيع قبل الاتجاه نحو زيادة مساحات الجوجوبا المنزرعة بحيث يخلق ذلك توازناً، ويساعد على تحسين الاقتصاد بجلب العملة الصعبة للبلاد وخلق فرص عمل.


الرؤية المستقبلية للتوسع في إنتاج الجوجوبا


وأوضح أن اختيار الأمهات عالية الإنتاجية والمرتفعة في محتواها من الزيت ودعم وتشجيع تسجيلها كأصناف مصرية والعمل على نشرها بكثافة لتعظيم العائد الناتج من زراعة الشجيرات، مع وضع برتوكول لإنتاج عدد كبير من الشتلات عن طريق تقنية زراعة الأنسجة وتسهيل عملية انتاج الشتلات وبالتالي التوسع السريع في المساحات الشاسعة، والعمل على انشاء صناعة قائمة على نبات الجوجوبا وبالتالي تصدير منتجات صناعية بدلاً من تصدير المواد الخام، مع فتح أسواق جديدة خصوصاً أن تكلفة الإنتاج في مصر أقل من غيرها من الدول وبالتالي المنافسة ستكون في صالح المنتجات المصرية إذا ثبت جودتها.

 

دور مركز البحوث الزراعية

و يجرى مركز أبحاث تقييم وانتخاب سلالات جديدة من الجوجوبا، والعمل على تسجيلها وإكثارها، وإنتاج شتلات منها وتغطية احتياجات المزارعين منها، بالإضافة لإجراء الأبحاث المختلفة على جميع المعاملات الزراعية الجيدة، التي من شأنها تعظيم معدلات الإنتاجية المتوقعة، علاوة على تقديم خدمات الدعم الفني والإرشادي.


فوائد زيت الجوجوبا


وخصائص زيت الجوجوبا ثابتة بغض النظر عن المنطقة الجغرافية التي أتت منها البذو، وهو واحد من أهم وأغلى أنواع الزيوت على مستوى العالم، نظرًا لتقارب مستوى حموضته مع حموضة جلد الإنسان، وهي المسألة التي فتحت المجال لاستخدامه في صناعة المستحضرات الطبية الخاصة بعلاج أمراض البشرة والجلد، وهو ما ضاعف من حجم اهتمام قطاع عريض من المزارعين والمستثمرين به، بسبب عوائده الاقتصادية الضخمة.


و من الممكن تخزين بذور الجوجوبا لعدة سنوات دون أن تتأثر، وذلك عند خفض نسبة الرطوبة في البذور إلى 10٪ وتخزينها في مكان مناسب وخالٍ من الآفات الحشرية.


وينصح الخبراء بزراعة نبات الجوجوبا في ضوء ما يشهده العالم من تغيرات مناخية، وما تمر به مصر والمنطقة العربية في تناقص موارد المياه لأنه أقل النباتات استهلاكا للمياه العادية، كما يمكن استخدام مياه الصرف الصناعي أو الزراعي أو الصرف الصحي، أو مياه الآبار شديدة الملوحة التي قد تصل لـ 7 آلاف جزء في المليون في ري هذا النبات، فهذا النبات قادر على تحمل العطش لمدة قد تصل لعام كامل، كما أنه أقل النباتات في التسميد وأعمال المكافحة، و لا يتأثر بالحشرات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة