يعد الروائي الفلسطيني غسان كنفانى أيقونة في النضال والأدب الفلسطيني، كما أنه أحد أبرز الأدباء والصحفيين العرب في القرن العشرين، والذي اهتم بالقضية الفلسطينية في كتاباته وحياته السياسية، وتمر اليوم ذكرى اغتياله، والذي حدث في مثل هذا اليوم 8 يوليو 1972، واستشهد في حادث مدبر لتفجير سيارته وراح ضحيتها ومعه "لميس" ابنة شقيقته، ورغم مرور 52 عام على رحيله إلا أن ذكرى وفاته واغتياله مازالت حاضرة في قلوب الجميع.
تم استهداف غسان كنفانى من قبل الموساد الإسرائيلى فى بيروت فى 8 يوليو من عام 1972، حيث قامت مجموعة من عملاء الموساد، بزرع عبوات متفجرة فى سيارة غسان كنفانى ليلًا، والتي كانت فى جراج منزله فى منطقة مار نقولا ببيروت الشرقية، وحين استقل كنفانى السيارة فى صباح اليوم التالى لزرع العبوة وأدار المحرك وكانت معه بنت شقيقته لميس انفجرت السيارة.
على المستوى السياسى، كان غسان كنفاني هو الناطق الرسمي وعضو المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكنه أبى إلا أن يستنطق القلم، فأسس مجلةً ناطقةً باسمها حملت اسم "مجلة الهدف"، ولم ينفذ كنفاني عملية انتحارية، أو سدد بالبندقية، لكن قلمه كان كافيًا ليجعل منه هدفًا ملحًا للموساد الإسرائيلي.
ولهذا قرر الموساد الإسرائيلى، اغتيال غسان كنفاني، ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط، فقد أصدرت رئيسية الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير، فى مطلع عام 1972، قائمة بتصفية عدد من أعلام الفلسطينيين وقياداتهم، وهى القائمة التى أعدها تسفى زامير، رئيس الموساد فى ذلك الوقت، وضمت أسماء مثل وديع حداد، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار وبسام أبو شريف، وأنيس الصايغ مدير مركز الأبحاث الفلسطيني آنذاك، بالإضافة لاسم الكاتب والصحفى غسان كنفانى، وامتدت فترة القتل لسنة كاملة.
وكان غسان كنفاني قد أصدر حتى تاريخ وفاته ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتحول بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة، وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية متزايدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة