قامت صباح اليوم الأربعاء رئيسة بلدية باريس، آن هيدالجو، بالسباحة في نهر السين، الذي سيشهد عدة منافسات رياضية، وذلك قبل تسعة أيام من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة من 26 يوليو الجاري إلى 11 أغسطس المقبل.
وكانت هيدالجو قد وعدت عدة مرات بالغطس في النهر قبل الألعاب الأولمبية، لتؤكد صلاحية السباحة فيه والذي سيشهد عدة منافسات رياضية، فمن المقرر أن يتم استخدام نهر السين في مرحلة السباحة لمسابقة الترياتلون (وتتضمن السباحة والدراجات الهوائية والجري) أيام 30 و31 يوليو و5 أغسطس، بالإضافة إلى ماراثون السباحة.
ظهرت عمدة باريس أمام كاميرات وسائل الإعلام الفرنسية ببدلة غطس وقامت بالسباحة برفقة رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 توني إستانغيه، ومارك جيوم مدير أمن باريس، للتأكيد على صلاحية السباحة فى النهر ونظافة مياهه وطمأنة اللاعبين بإمكانية السباحة فيه قبل تسعة أيام من انطلاق أولمبياد باريس.
وبعد أن سبحت في النهر، صرحت هيدالجو بأن "نهر السين هو نجم الحفل اليوم"، معربة عن سعادتها وفخرها بأنه تم بالفعل إنجاز هذا العمل وتنظيف مياه النهر.. وأكدت أن المياه كانت جيدة للغاية واستمتعت بالسباحة فيه لترسل رسالة طمأنة لكل الرياضيين الذين سيشاركون في منافسات السباحة.
وقدمت الشكر لرئيس اللجنة المنظمة، قائلة "لولا أولمبياد باريس، لم نكن لنفعل ذلك"، مضيفة أن بذلك "لدينا مسبح كبير، الكل يستطيع أن يأتى للسباحة. وكانت الألعاب الأولمبية هي المحرك، وفعلنا ذلك أيضا لأننا بحاجة إلى أن نكيف مدننا مع تغير المناخ".
وقالت رئيسة بلدية باريس: "من خلال تنظيف النهر، نساعد على عدم الإضرار بالمحيطات .. هذه معركتنا من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة".
كانت وزيرة الرياضة الفرنسية إميلي أوديا كاستيرا قد سبحت هي أيضا السبت الماضي في نهر السين، لطمأنة كل الرياضيين الذين سيتنافسون في ماراثون السباحة في نهر السين.
كما أكدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة (سورفرايدر) غير الحكومية، أن نهر السين أصبح الآن صالحا للسباحة فيه في نهاية شهر يوليو الجاري لمشاركة السباحين في سباقات الترياتلون والماراثون خلال دورة الألعاب الأولمبية.
وذكرت المؤسسة (وهي منظمة غير ربحية معنية بحماية البيئة) أمس الثلاثاء أن نتائج هذه الدراسة تتناقض مع الدراسة السابقة في الربيع الماضي والتي أشارت إلى حالة "مقلقة" لمياه نهر السين.
وأجرت المنظمة المتخصصة في جودة المياه وحماية المحيطات والأنهار، دراسة على عينات من مياه نهر السين في 4 يوليو الجاري حيث أثبتت أحدث التحليلات، أن تركيزات بكتيريا الإشريكية القولونية أصبحت لأول مرة أقل من الحد الموصى به من قبل الوكالة الوطنية للأغذية والبيئة والصحة والسلامة المهنية في فرنسا والاتحادات الرياضية، كما انخفضت تركيزات المكورات المعوية التي يمكن أن تسبب تسمم الدم أو التهابات المسالك البولية.
يذكر أنه تم حظر السباحة في نهر السين منذ عام 1923، ويرجع ذلك بسبب التدهور الكبير في جودة مياه النهر. ويقوم نظام الصرف الصحي ، الذي يعود للقرن الـ 19 ، على صب مياه الصرف في أنفاق تحت شوارع باريس في الأوقات العادية يصل الصرف إلى مراكز المعالجة في ضواحي العاصمة، ولكن حين تهطل أمطار غزيرة يختلط فائض الصرف بمياه نهر السين.
وتم التخطيط لتنظيف النهر مع بداية الاستعداد للألعاب الأولمبية ، وأنفقت السلطات الفرنسية 1,4 مليار يورو لمحاولة تنظيف النهر من خلال تحسين نظام الصرف الصحي في باريس، فضلا عن بناء مرافق جديدة لمعالجة المياه وتخزينها، وذلك حتى يتمكن المواطنون من السباحة فيه مرة أخرى، كما حدث خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 1900.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة