سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 يوليو يوليو 1839..الأسطول العثمانى يخرج بجميع قطعه من «الدردنيل» إلى الإسكندرية معلنا استسلامه لمحمد على والباشا يبتهج بهذه الفرصة السعيدة

الأحد، 14 يوليو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 يوليو يوليو 1839..الأسطول العثمانى يخرج بجميع قطعه من «الدردنيل» إلى الإسكندرية معلنا استسلامه لمحمد على والباشا يبتهج بهذه الفرصة السعيدة محمد على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتهت معركة «نصيبين» بانتصار ساحق للجيش المصرى، بقيادة إبراهيم باشا على الجيش العثمانى، يوم 24 يونيو 1839، وقدرت خسائر الجيش العثمانى بقرابة 5 آلاف ما بين قتيل وجريح، و15 ألف أسير، وتشتت فلول الجيش العثمانى، وفقا لما يذكره الدكتور محمد عبدالستار البدرى فى كتابه «المواجهة المصرية الأوروبية فى عهد محمد على».

يرى «البدرى» أن الدولة العثمانية شهدت أسوأ وأخطر مرحلة فى تاريخها خلال الفترة من 23 يونيو إلى 15 يوليو 1839، ويضيف: «كأن الهزيمة لم تكن كافية لزعزعة استقرار رجل «أوروبا المريض»، فقد توفى السلطان محمود الثانى قبل سماع خبر الهزيمة، وتولى العرش ابنه القاصر عبدالمجيد، وهو دون الـ17، وذلك تحت وصاية «خسرو باشا»، غير أن وفاة السلطان محمود لم تكن نهاية المصائب للدولة العثمانية، ففى 14 يوليو، مثل هذا اليوم، 1839، وصل الأسطول العثمانى تحت قيادة أحمد فوزى باشا مستسلما لمحمد على فى الإسكندرية.


كان حدث استسلام الأسطول العثمانى مهما للغاية، وبه فقدت السلطنة العثمانية فى أيام جيشها وأسطولها وسلطانها فياله من موقف حزين عصيب، بوصف الدكتور عبدالرحمن زكى فى كتابه «التاريخ الحربى لعصر محمد على الكبير»، فما هى الدوافع التى أدت إلى استسلام هذا الأسطول لمحمد على باشا؟
يجيب عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»، قائلا: إنه لما بدأ العداء بين مصر وتركيا، صدرت الأوامر للأسطول التركى بالتحرك من بوغاز الدردنيل، بقيادة القبودان أحمد باشا فوزى، لمنازلة الأسطول المصرى، ولكن فرنسا وإنجلترا أرسلتا بعض السفن لمنع التصادم بين الأسطولين تنفيذا للخطة التى كان عليها العمل بينهما من الحيلولة بين تصادم مصر وتركيا.

يضيف «الرافعى»: «لما هزم الجيش التركى فى واقعة «نصيبين»، تولى السلطان عبدالمجيد، ورأى دعائم عرشه تتزلزل أمام فتوحات الجيش المصرى، جنح للسلم، فبعث برسول يدعى عاكف أفندى إلى مصر، يعرض على محمد على باشا عقد هدنة يمكن فى خلالها إجراء المفاوضات للاتفاق على حل يرضى الطرفين، وعهد إليه أن يأمر فوزى باشا قائد الأسطول التركى أن يعود إلى الآستانة، ولكن فوزى باشا كان قلقا على مركزه بعد موت السلطان محمود، إذ كان مقربا لديه وله اختصاص به، فلما خلفه السلطان عبدالمجيد عين خسرو باشا صدرا أعظم».

يذكر «الرافعى» أن فوزى باشا كان بينه وبين خسرو عداء قديم، وكان بين خسرو ومحمد على عداء أيضا يعود إلى صراعهما على حكم مصر، الذى حسمه محمد على لصالحه عام 1805، ويضيف «الرافعى» أن الوساوس تعاظمت لدى فوزى باشا، وظن أن استدعاءه إلى الآستانة لم يكن إلا لعزله أو قتله، وزين له وكيله عثمان باشا أن يلتجئ إلى محمد على خصم خسرو القديم، ويسلمه الأسطول التركى بأكمله هدية خالصة، فينال منه المكافأة وحسن الجزاء.
يؤكد «الرافعى »، أن فوزى باشا أصغى لهذه المشورة التى تنطوى فى ذاتها على الخيانة والدناءة، وأقلع بالأسطول التركى وخرج به من الدردنيل ومضى إلى الإسكندرية، وكان الأسطول على قدر من القوة ومؤلف من 9 بوارج كبيرة و11 سفينة من نوع الفرقاطة، و5 من نوع الكورفت، وعلى ظهرها 16 ألف و107من الملاحين، و5 آلاف من الجنود، فكان المجموع 21107.

يضيف «الرافعى » أنه لما وصل فوزى باشا على رأس هذه السفن إلى رودس، أرسل وكيله إلى محمد على باشا يخبره بعزمه، فابتهج محمد على بهذه الفرصة السعيدة ابتهاجا عظيما، وأنفذ رسولا على السفينة البخارية «النيل » ليبلغه سروره بما أقدم عليه، ثم أقلع الأسطول العثمانى من رودس بقيادة فوزى باشا وبلغ الإسكندرية، وكان الأسطول المصرى خارج البوغاز لإجراء التمرينات البحرية، بقيادة مصطفى معلوش باشا، فدخل الأسطولان معا إلى الميناء.

كان عدد سفن الأسطولين أثناء دخولهما البوغاز نحو 50 سفينة حربية تقل نحو 30 ألف مقاتل، وعليهما نحو 3 آلاف مدفع، فكان منظر دخول هذا العدد الضخم إلى ميناء الإسكندرية يملأ القلب جلالا وروعة، وصارت مصر بهذه القوة البحرية المزدوجة أقوى دولة بحرية فى البحر الأبيض المتوسط، وفقا لتقدير «الرافعى »، مضيفا: «لما علم جنود الأسطول العثمانى بالأمر، وكان مكتوما عنهم إلى ذلك اليوم، هرب بعضهم على الصنادل وعادوا إلى الآستانة، وتسلم محمد على باشا هذا الأسطول الضخم، فكان لهذا الحادث تأثير كبير فى سير المسألة المصرية، لأن تسليم الأسطول التركى إلى مصر بعد انتصارها فى معركة «نصيبين»  جعل كفتها الراجحة على تركيا فى البر والبحر، وبلغت مصر فى ذلك الحين أوج قوتها».







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة