رامى محيى الدين

طوفان الأقصى وتفاقم الأوضاع يكشف نتيجة الصراع

الخميس، 27 يونيو 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الحقيقة لم يكن طوفان الأقصى ضربة أحيت القضية الفلسطينية مرة أخرى وأعادتها للصدارة فقط، بل كشفت الفوارق الواضحة بين العرب والصهاينة على كل المستويات، شعبيًا ورسميًا وسياسيًا، كما أنها سلطت الضوء على المستقبل والنتائج الحتمية للصراع العربى الإسرائيلي .

فعلى المستوى الشعبى، على الرغم مما يتعرض له الفلسطينيون من اضطهاد واعتقال وتهجير بالقوة، إلا أن الفلسطيني الذى يُجبر على ترك بلاده يأخذ معه مفتاح بيته آملًا في العودة يومًا ما، ولكن الإسرائيليين يحتفظون بجنسيات أجدادهم، بل ولا يكتفون بجنسية واحدة، لأنهم يعلمون أنهم لن يطيب لهم البقاء في الأراضي العربية وسيضطرون يومًا ما للعودة إلى أوطانهم وترك الأرض التي اغتصبوها .
بات بالفعل احتمال انهيار المشروع الصهيوني في فلسطين مطروحًا  للنقاش، بل إن نتنياهو نفسه قال إن ما يشغل باله هو هل ستحتفل إسرائيل بمئويتها - تقريبًا في 2018 - الإسرائيليون الذين جاؤوا إلى الأراضي الفلسطينية منشدين نشيد “هتكفاه” وحرقوا جنسياتهم  الأولى وغيروا أسماءهم إلى أسماء جديدة عادوا إلى بلدانهم طالبين الجنسية بعدما أصبح الشك في بقاء دولة الاحتلال حافزًا قويًا جعلهم يبحثون عن جنسيات وأوطان بعدما أشبعوا العالم ضجيجًا بأنهم شعب بلا وطن، وصاروا يطمعون في أكثر من وطن لضمان ملاذات حال انتهى حلمهم في الأراضي العربية المقدسة .
على جانبنا العربى رأينا وشهدنا بأعيننا رغبة الفلسطينيين في العودة إلى غزة بعدما بدأ الاحتلال عملياته الانتقامية وجرائمه بعد عملية طوفان الأقصى وتوافدهم على معبر رفح، رغبة في العودة إلى غزة، والصمود على أرضها والموت فيها، على الجانب الآخر اكتظت المطارات الإسرائيلية بالفارين منها خوفًا على حياتهم  لعله أكبر دليل على عدم تعلقهم بالأرض إنها ليست لهم ولذلك يهربون منها ويتركونها خلفهم.
أما عن الجنود والمقاتلين فنجد أن أعداد الجنود الإسرائيليين الذين تلقوا مساعدة نفسية منذ عملية طوفان الأقصى تزايد بشكل كبير، ففي الأسابيع الثلاثة الأولى من بدء العملية البرية على غزة تلقى 200 جندي المساعدة النفسية وقبل نهاية العام اى في خلال شهرين تعدى عدد الجنود الذين تلقوا المساعدة النفسية أكثر من 2000 جندي، ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية أنشأ الجيش مركزين للصحة النفسية جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى مركز اتصال هاتفي يعمل فيه علماء وأطباء نفسيون وهم في خدمة الاحتياط، في الوقت الذى نجد مرابطًا فلسطينيًا يقاتل وساقه مبتورة .
رأينا كيف عاد المحتجزون الإسرائيليون لدى الفصائل الفلسطينية بصحة جيدة وسمعنا شهاداتهم، وكيف كانت تتعامل معهم الفصائل، وكيف قدموا لهم الطعام والعلاج وأدوات النظافة الشخصية وكيف كانوا يحمونهم وينقلونهم من مكان إلى آخر، كما رأينا أيضا كيف يعود الأسرى الفلسطينيون الذين عانوا من عدم العلاج وبدت عليهم آثار التعذيب .
ومن هنا تتكشف نتائج الصراع، وكل ما سبق دليل على النصر العربى واقتراب انتهاء الحلم الصهيوني في الأراضي العربية، وكما يقول الله في كتابه العزيز "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، ولا أقول لإخواننا في غزة العزة إلا كما قال الله في كتابه العزيز " ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة