المدينة التى غرقت.. نازك الملائكة تتحدث عن بغداد

الخميس، 20 يونيو 2024 06:00 ص
المدينة التى غرقت.. نازك الملائكة تتحدث عن بغداد نازك الملائكة
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة التى رحلت فى 20 يونيو 2007، ومن أجمل قصائد نازك الملائكة قصيدتها "المدينة التي غرقت" التي تحدثت فيها عن الفيضان الذى أغرق مدينة بغداد الجديدة عام 1954م:

وراء السداد التي ضمّدوا جرحها بالحصير
وخلف صفوف الصرائف  حيث يعيش الهجير
يسير طريق تدثّر بالطين نحو المدينة
وأطلاها حيث بات يعيش اصفرار السكينة

وكانت تجيش وتزخر ساحاتها بالحياة
وكانت تهشّ وتضحك للشمس كلّ صباح
وكانت منازلها المرحات تلاقي القمر
بضحك نوافذها فاستكانت وصاح القدر
وجاء الخراب ومدّد رجليه في أرضها
وأبصر كيف تنوح البيوت على بعضها
لسقف هوى وتداعى وشرفة حبّ صغيره
وأرسل عينيه في نشوة يرمق الأبنية
وجاء الخراب وسار بهيكله الأسود
ذراعاه تطوي وتمسح حتى وعود الغد
واسنانه الصفر تقضم بابا وتمضغ شرفه
وأقدامه تطأ الورد والعشب من دون رأفه
وسار يرشّ الردى والتأكّل ملء المدينة
يخرّب حيث يحلّ وينشر فيها العفونة
يهبّ الخراب ويضحك نشوان بين الحفر
ويرسل ضحكته العصبّية ملء الفضاء
وتنمو الخشونة حيث يلامس وجه التراب
وتنبت أقدامه طحلبا لزجا وذباب
ويأتي الصباح ويختبئ في مكمن
وتخفيه مستنقعات فساح عن الأعين
وماذا تبقّى سوى الموت والملح في كأسها
ويرسل ضحكته العصبّية ملء الفضاء
فتنفر منه النجوم ويثقل مسّ الهواء
وتنمو الخشونة حيث يلامس وجه التراب
وتنبت أقدامه طحلبا لزجا وذباب
ويأتي الصباح ويختبئ في مكمن وتخفيه مستنقعات فساح عن الأعين
وتصحو المدينة ظمأى وتبحث عن أمسها
وماذا تبقّى سوى الموت والملح في كأسها







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة