الكعبة قبل الإسلام.. العرب استقدموا لها النفائس وكسوها بالحرير المذهب

الثلاثاء، 18 يونيو 2024 12:00 ص
الكعبة قبل الإسلام.. العرب استقدموا لها النفائس وكسوها بالحرير المذهب الكعبة
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس يقوم بالقيام بتعظيمه دينُهم ودنياهم، فبذلك يتم إسلامهم، وبه تحط أوزارهم، وتحصل لهم العطايا الجزيلة، والإحسان الكثير، وبسببه تنفق الأموال، وقد اهتم العرب بالكعبة قبل الإسلام أيما اهتمام وهو ما أبرزه المؤرخون والكتاب.

ووفقا لكتاب محمد لطفى جمعة ثورة الإسلام وبطل الأنبياء هناك بعض النصوص التي وُجدت منقوشة في الكعبة؛ منها في مقام إبراهيم عليه السلام: هذا بيت الله الحرام بمكة، توكل الله برزق أهله من ثلاث سبل، مبارك لأهله في اللحم والماء واللبن، لا يحله أول من أهله.

ووُجد منقوشًا على حجر بخط لم تحقق نسبته، ولعله أقرب إلى المسند وخطوط ثمود الصفوية: أنا الله ذو بكة الحرام، وضعتها يوم صنعت الشمس والقمر، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى تزول أخشباها٤ مبارك لأهلها في اللحم والماء.

وهي نفس دعوة إبراهيم لولده إسماعيل.

قال الأزرقي: «ولكن لا نعرف أين هذا الحجر المنقوش، ولم يصل إلينا خبر إلا بالرواية عن ابن عباس، وفي روايةٍ مثل هذه عن مجاهد، وأخرى عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد أنه حدثه أنهم وجدوا في بئر الكعبة أثناء نقضها كتابين من صفر مثل بيض النعام أحدهما نصه:
هذا بيت الله الحرام رزق الله أهله العبادة، لا يحله أول من أهله.
والآخر:
براءة لبني فلان حي من العرب من حجة حجوها.

وقيل إن بعض هذه الكتابة وُجدت بالسريانية، ولا دليل لنا عليها إلا الرواية، ومعظم الرواة فيها غير ثقات، ولا سيما مجاهد.

وروى جد الأزرقي عن عثمان بن إسحاق أنه قال: زعم ليث بن أبي سليم أنهم وجدوا حجرًا في الكعبة قبل مبعث النبي ﷺ بأربعين حجة (عام الفيل) إن كان ما ذُكر لي حقًّا (كذا بهذا التحفظ) منقوش فيه: "من يزرع خيرًا يحصد غبطة، ومن يزرع شرًّا يحصد ندامة، تعملون السيئات فلا تجزون الحسنات، أجل كما لا يُجتنى من الشوك العنب".

وكانت الكعبة قبل الإسلام تستمد قوتها من داخلها لأنه مباءة الأصنام، أما بعد الإسلام فقد أصبح خارجها أهم لأن فريضة الحج تقتضي الطواف حولها، أما فؤادها الذي كان منصب الأوثان فقد صار فارغًا.

وبلغ تكريم قريش للكعبة أنهم كسَوْها بالحرير المذهب والمخمل الثمين والطنافس الغالية المعرقة بخيوط العسجد واللجين، وجلبوا لها الكسوة الرفيعة من اليمن ومصر والشام والعراق وملك سراتهم القصور الفخمة والحدائق الغنَّاء في الطائف، ولا تزال حتى وقتنا هذا ذات حدائق وأعناب، وتعد فاكهتها من أجمل الثمار وأحلاها، ولما بلغت ثروتهم قمتها في الجاهلية مارسوا أعمال المصارف المالية، ومنها ما تشبه «البورصة»، وكانوا يفضلون أن يستثمروا أموالهم في تجارة الإبل والأغنام والأقمشة والمعادن والجلود والعطور والأفاويه والأصباغ والجواهر والأصواف والحرائر والحلي والحلل والأثواب المنسوجة في مدينة تنيس والبصرة ودمشق، والمصوغ المجلوب من منف وهرموبوليس، والعاج وريش النعام من الحبشة والسودان، والأخشاب الثمينة من صور وصيدا ولبنان.
 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة