"يوم التروية" .. علامة فارقة في رحلة الحج، حيث تُفتتح أبواب مشاعر الحج المقدسة غدا الجمعة، ويشرع الحجاج في أداء مناسكهم استعدادًا ليوم عرفة، الوقفة الكبرى في رحلة إيمانية عميقة، ويرجع أصل التسمية ليوم التروية حيث كان الناس يرتون من الماء قبل خروجهم من مكة إلى"منى".
فى يوم التروية ينطلق الحجاج إلى منًى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.
ويعد مشعر "منى" أولى محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، حيث يقضي حجاج بيت الله الحرام في هذا المشعر يوم التروية، وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، لمن يتعجل، وليلة الثالث عشر لمن يتأخر.
فرضية حريق
يستعد مشعر منى لاستقبال الحجاج بعدة إجراءات من بينها، فرضية حريق في مشعر منى التى نفذها تجمع مكة المكرمة الصحي ، وذلك ضمن استعدادات منظومة الصحة لاستقبال ضيوف الرحمن ورعايتهم في موسم الحج، حيث تحرص جهات المنظومة الصحية على تنفيذ مثل هذه الفرضيات؛ لضمان الجاهزية الكاملة لجميع الكوادر الصحية، ولتحقيق السلامة والرعاية لضيوف الرحمن خلال تأدية المناسك.
أقيمت الفرضية على افتراض وقوع حريق في أحد أبراج مشعر منى، وافتراض تسبّبه بحالات هلع واختناق وإغماء وإصابات ووفيات.
وتمكنت فرق التجمع من تنفيذ الفرضية بنجاح، من خلال نقل ومباشرة الحالات الإسعافية في زمن قياسي، بواسطة الكوادر الطبية والإسعافية المدربة مسبقًا بحسب المناطق المخصصة لها.
وتهدف الفرضية إلى اختبار تسلسل البلاغ من مركز العمليات الأمنية الموحد إلى عمليات الصحة، وتفعيل غرفة القيادة وإدارة الحدث، إضافة إلى قياس مدى استجابة لجنة الطوارئ والطب الميداني وتنفيذ خطط الإخلاء الخارجي بالمشاعر المقدسة.
منظومة خدمات
ويحرص مشعر منى على تقديم خدمات متكاملة للحجاج، والتى تعد امتداداً لمنظومة خدمات الحج بشكل عام، وإجراءات متكاملة على المستويات كافة، الأمنية والصحية والخدمية، والتوسع فى خال التقنيات الحديثة لتحسين تجربة الحجاج، من خلال توفير الوقت المستغرق في التنقل والتوجيه والتسجيل، وتحسين سلامة الحجاج عن طريق مراقبة الحالة الصحية ومنع التكدس، بجانب توفير راحة أكبر للحجاج، من الخدمات الإرشادية والطبية المتقدمة، ما يتيح لهم التركيز على أداء مناسك وشعائر الحج بطمأنينة وسهولة.
وبالنسبة للأدوية ، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء السعودية، هشام الجضعي، أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تعمل علي توفير كافة أنواع الأدوية للحجاج فى مختلف القطاعات الصحية والمستشفيات ومراكز الرعاية أو من خلال الصيدليات الأهلية.
وقال الجضعي، إن الهيئة تعمل على التأكد من سلامة الدواء من خلال مواصفات المعايير سواء فى مرحلة التصنيع أو التسويق الدوائي".
وأضاف أن بعثات الحج الصحية تقوم بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، بتحضير بعض الأدوية والتأكد من سلامتها ومراقبتها وتوفيرها للحجاج خلال موسم الحج.
وأشار إلى أنه يتم أيضا التأكد من سلامة وجبات الحجاج الغذائية في مراحل مبكرة، حيث يجب أن تكون مطابقة لكافة المعايير والمواصفات، لافتا إلى أن الرقابة على الغذاء تشمل خلو الأطعمة من الملوثات الكيميائية والميكروبية، ويتم الاعتماد على طرق خاصة فى الإعداد والحفظ والنقل حرصا على سلامة الوجبات.
كما استحدث تجمع المدينة المنورة الصحي لأول مرة منذ إطلاق قوافل تفويج الحجاج المقيمين بمستشفيات وزارة الصحة إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة آلية لمتابعة حالات المرضى من الحجاج المفوجين مباشرة عبر تقنيات الاتصال المرئي اللاسلكي، وذلك منذ خروجهم من مستشفيات التجمع حتى وصولهم لمستشفيات المشاعر المقدسة.
تحذير من المنتجات المغشوشة
وعلى صعيد متصل، أكدت النيابة العامة بالسعودية أن المنتجات التجارية المعدة للحجاج تحظى بحماية عدلية تجاه أي سلوك من شأنه الغش بها، أو عدم مطابقتها للمقاييس المعتمدة من الجهات المختصة، ومن يخالف ذلك وجبت مساءلته.
وقالت النيابة العامة: كل من باع للحجاج منتجات مغشوشة أو صنع لهم منتجات مخالفة للمواصفات القياسية المعتمدة يعاقب وفق نظام مكافحة الغش التجاري بالسجن مدة تصل إلى سنتين وبغرامة تصل إلى خمسمائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وعلى الصعيد الأمنى، فرضت قوات أمن الحج والأجهزة المعاونة أطواقا أمنية واسعة لضمان أمن الحجيج وتيسير تفويجهم وتنقلاتهم في مناطق المشاعر وفق التوقيتات المحددة، وضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج وتطبيق العقوبات بحقهم وقد تم ضبط أكثر من 300 ألف مخالف لأنظمة وتعليمات الحج وممن لا تتوفر لديهم تصاريح خلال الفترة الأخيرة، منهم 153 ألفا و998 أجنبيا جاؤوا بتأشيرات سياحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة