حنان يوسف

" أنا سفير "….الشباب والجامعات وثقافة الحوار

الثلاثاء، 07 مايو 2024 11:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل السيطرة  الهائلة لتكنولوجيا الإعلام الجديد علي عقول المواطن  وبصفة خاصة الشباب ، يعاني   المجتمع إلى حد کبير من  انعدام الحوار الحقيقي في الأسرة وغياب التربية على الحوار، مما يؤثر على تنشئة الأبناء فيؤدي بشکل غير مباشر إلى ترسيخ العنف، وعشوائية الاتجاهات في شخصية الشاب ، فعندما تختفي  فرصة التحاور، والتشاور، والمناقشة النقدية، يؤدي ذلك إلى أختلال في بناء شخصية الشباب ويتراکم في شعور الشاب  الإحساس بالاغتراب والانعزالية والسلبية والعزوف عن دوره الحقيقي في المجتمع  والذي سرعان ما يؤدي إلى العنف والتمرد والمواجهة.

وهنا يأتي أهمية تعزيز ثقافة الحوار بين الشباب ، وللجامعات مسئولية كبري في ذلك حيث انها تعتبر المنبر الرئيسي الأمثل للقيام بهذه المهمة الوطنية لطبيعة وظيفتها التربوية والتعليمية في بناء شخصية جيل كامل من الشباب .

وهو ايضا ما يتفق مع رؤية  مصر 2030، وهنا يجب توجيه الدعوة إلي  الجامعات في مصر والدول العربية كافة إلى تعزيز ثقافة الحوار بين الشباب، وإيجاد فهم مشترك حول كيفية معالجة القضايا المجتمعية، للمساهمة فى تحقيق التنمية، وتعزيز المشاركة المجتمعية للشباب.
وتشير جميع الدساتير والعهود الدولية
وفي مقدمتها الأمم المتحدة أن الحوار يمكن أن ينتصر على الخلاف، وأن قبول  التنوع فضيلة إنسانية وأن سكان العالم متحدين في المصير المشترك أكثر من اختلافهم بهوياتهم المتباينة حيث "
تنبع معظم الصراعات من عدم التسامح والذي يأتي في معظم الأحيان من الجهل وعدم الحوار العقلاني .
فالتنوع خلق من أجل إثراء تجربة المشاركة والتعلم من اختلافاتنا، وتجاربنا والتي يمكن أن تعزز التعايش السلمي بين الناس. مما يستلزم الحوار  وتبادل الأفكار والاختلافات بنية تطوير الفهم المتعمق عن مختلف التصورات. فالحوار يعزز التماسك الاجتماعي ويساعد على خلق بيئة موصلة إلى التنمية المستدامة.
وهنا تملك الجامعات ومؤسسات التعليم العالي قدرة فريدة على تعزيز الحوار  لأنها تمثل مراكز للمعرفة والحوار
وعليها أن تلبي احتياجات الشباب من طلابها الذين يرغبون .
في بناء مجتمعات قائمة على الإنصاف والعدالة الاجتماعية، والمشاركة والمستقبل المشترك.
وهي  تتطلب جميعها المشاركة في النمو الاجتماعي القائم على احترام الحقوق والواجبات .
ويمكن أن يلعب الشباب في حال تعليمه وتدريبه علي ثقافة الحوار السليم والعقلاني والموضوعي دوراً هاماً في تقدم الحوار  والتفاهم المتبادل كما يمكنهم المساعدة في رسم الحياة الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية والثقافية لمجتمعاتهم وبلادهم.


ومن النماذج البارزة  في تفعيل ثقافة الحوار عند الشباب  مبادرة " أنا سفير " وهي مبادرة طموحة أطلقتها منذ سنوات المنظمة العربية للحوار بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ومستمرة بنجاح حتي الأن  وتهدف  إلى المشاركة في تعليم الشباب ثقافة الحوار  لكي يتمكنوا من المشاركة في البناء  الثقافي والاقتصادي بالبلاد وإعدادهم بالشكل المناسب حتي   يكونوا  سفراء  شعبيين للحوار  في كافة المجالات  التي تهم المجتمع وتحتاج الي الربط بين فائته المختلفة وتعتمد المبادرة علي  عدد من الأنشطة والتدريبات والمناظرات لتفعيل قيمة الحوار وثقافته واهميته في بناء المجتمع وتستند علي وضع أجندة مؤسسية لجعل الحوار ناجز ومثمر لتحقيق غايات واضحة محددة .


وهنا ينبغي علي جميع الجهات ذات  المسئولية الوطنية  دعم كافة المبادرات والبرامج التي من شأنها بناء شخصية الشباب المصري من خلال ثقافة الحوار و غرس القيم الإنسانية بقيمة الحوار وأهميته

وتدعيمه بحيث تمكنهم من أن يستوعبوا ويشاركوا في الشؤون والقضايا . من خلال منحهم الثقة الكاملة فى أنفسهم  واقتناع الشاب برأيه وقدرته على الدفاع عنه،  والعمل  على تنمية الوعى من أجل تعميق الانتماء، انطلاقًا من تقدير القيادة السياسية للشباب وتمهيد الطريق لتمكينهم.
وهو ما يساعد بالتأكيد في  تمكين الشباب من خلال  تعزيز ثقافة الحوار وإيجاد فهم مشترك حول كيفية معالجة القضايا المجتمعية، عن طريق تعزيز التفاهم المتبادل ودعم المعرفة بين الشباب، للمساهمة فى تحقيق التغيير الإيجابى المنشود في المجتمع .

فبالحوار  يمكن أن نساعد الشباب في فهم  القضايا المجتمعية الشائكة من منظور دعم  وترسيخ الهوية المصرية  ، في عدد من القضايا الشائكة  الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة من أجل الفهم الصحيح لها مما يساعد في  التمكين الحقيقي  للشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعلينا فهم   أن الحوار مع الشباب وللشباب وبين الشباب الذي يمثل اكثر من ٦٠ بالمئة من إجمالي سكان مصر  يعتبر  واحدة من أهم أولويات المجتمع المصري الان  ،،والجامعات التي تحتضن ملايين الشباب المصري  هي الجهة الآولي و في مقدمة الجهات المسئولة عن تنفيذ هذه المهمة من خلال إيجاد مساحات لدعم الحوار وللمشاركة مع الشباب  لتحقيق التغيير الإيجابى بما يصب فى رؤية مصر2030 وأهداف التنمية المستديمة، وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة من الموارد البشرية والشباب من أجل بناء الجمهورية الجديدة بعقول وسواعد وقلوب شبابها .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة