يعتبر كتاب عبد الرحمن الجبرتي عجائب الآثار في التراجم والأخبار من الكتب التي أوردت ما جرى في مصر من عجائب قبل مئات السنوات وقد ورد في جزئه السنة حادثة عجيبة وقعت في رمضان من عام 1191 حيث ولدت امرأة طفلا يشبه الفيل وقد جاء في ذكر الواقعة التالي:
في منتصف شهر رمضان ولدت امرأة مولودا يشبه خلقة الفيل مثل وجهه وآذانه وله نابان خارجان من فمه وأبوه رجل جمال وامرأته لما رأت الفيل وكانت في أشهر وحامها نقلت شبهه في ولدها وأخذه الناس يتفرجون عليه في البيوت والأزقة.
وفي يوم الجمعة تاسع عشرين شهر رمضان ركب أمراء إسماعيل بك وصناجقه وعساكره في آخر الليل واحتاطوا ببيت إسماعيل بك الصغير أخي علي بك الغزاوى فركب في مماليكه وخاصته وخرج من البيت فوجدوا الطرق كلها مسدودة بالعسكر والأجناد فدخل من عطفة الفرن يريد الفرار وخرج على جهة قنطرة عمر شاه فوجد العسكر والاجناد أمامه وخلفه فصار يقاتلهم ويتخلص منهم من عطفة إلى عطفة حتى وصل إلى عطفة البيدق وأصيب بسيف على عاتقه وسقطت عمامته وصار مكشوف الرأس إلى أن وصل إلى تجاه درب عبد الحق بالازبكية فلاقاه عثمان بك أحد صناجق إسماعيل بك فرده وسقط واحتاطوا به فنزل على دكان في أسوأ حال مكشوف الرأس والدم خارج من كركه فعصبوا رأسه بعمامة رجل جمال وأخذه عثمان بك إلى بيته وتركه وذهب إلى سيدة فأخبره فخلع عليه فروة وفرسا مرختا وأرسلوا اليه الوالي فخنقه ووضعوه في تابوت وأرسلوه إلى بيته الصغير فبات به ميتا وأخرجوه في صبحها في مشهد ودفنوه وكان إسماعيل بك قد استوحش منه وظهر عليه في أحكامه وأوامره وكلما أبرم شيئا عارضه فيه وازدحم الناس على بيته وأقبلت اليه أرباب الخصومات والدعاوى وصار له عزوة كبيرة وانضم اليه كشاف واختيارية وحدثته نفسه بالانفراد وتخيل منه إسماعيل بك فتركه وما يفعله واظهر انه مرمود في عينيه وانقطع بالحريم من أول شهر رمضان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة