واقع جديد فرضه هجوم المسيرات الإيرانية الذي استهدف أجواء تل أبيب ليل السبت، وأحرز بحسب رواية طهران أهدافه المرجوة ، ومر دون تأثير بحسب الرواية الإسرائيلية والغربية ، فبرغم ما كانت تواجهه إسرائيل من ادانة شبه جماعية علي الصعيد الإقليمي والدولي لعدوانها المستمر علي قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، استطاعت حكومة بنيامين نتنياهو انتزاع قدر من التعاطف الغربي، ورسائل دعم وتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية، ووعود قاطعة بالدفاع عن أمن إسرائيل.
التغييرات السياسية التي فرضها الهجوم الإيراني كانت محور العديد من التقارير الغربية، ومن بينها ما نشرته صحيفة جارديان البريطانية الثلاثاء بعنوان : هجوم إيران يحول التعاطف إلى إسرائيل.. كثيرون يخشون تشتيت جهود المساعدة فى غزة"، حيث اعتبر التقرير أن أحداث السبت ، كانت بمثابة اختبار للدفاعات الجوية الإسرائيلية من جهة، وأصلح ــ على الأقل مؤقتا ــ علاقة تل أبيب الممزقة مع واشنطن، وأبعد الحرب والمجاعة التي تلوح في الأفق في غزة عن عناوين الأخبار الرئيسية ووضعها في أسفل جدول الأعمال الدبلوماسي.
وفي غزة، حيث يعاني جميع السكان المدنيين تقريباً من النزوح والجوع بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، كان هذا التحول في الاهتمام ملموساً بشكل حاد.
وقال بشير عليان، وهو موظف سابق في السلطة الفلسطينية يبلغ من العمر 52 عاما، ويعيش الآن في خيمة في رفح مع أطفاله الخمسة: كانت الدول والشعوب متعاطفة معنا، لكن التعاطف الآن تحول إلى إسرائيل. إسرائيل أصبحت الضحية بين عشية وضحاها.
وأوضحت الصحيفة أن التحول المفاجئ في التركيز الدبلوماسي كان ظاهرا بالنسبة له لأن حياة عائلته تعتمد عليه. ويعيش معظمهم على المساعدات الغذائية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أنروا)، ويأكلون وجبتين فقط في اليوم. لقد فقد 20 كجم من وزنه في ستة أشهر.
وقال: إن الضغوط الدولية التي كانت تمارس على إسرائيل لجلب المزيد من المساعدات ووقف العدوان على غزة أصبحت الآن شيئاً من الماضي. قضايا إيران ليست قضايانا. إنها تسعى فقط إلى تحقيق مصالحها الخاصة.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يكثف الضغوط على إسرائيل لتحسين وصول عمال الإغاثة والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، خاصة بعد مقتل سبعة أشخاص يعملون في وكالة الأغذية "وورلد سنترال كيتشن" في مارس.
وأصبحت مسئولة المساعدات الأمريكية، سامانثا باور، الأسبوع الماضي أول مسئولة في البلاد تؤكد أن المجاعة بدأت تترسخ في المنطقة. وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، جرت مناقشات حول شرعية مبيعات الأسلحة لإسرائيل، في ظل الظروف السائدة في غزة.
ورداً على ذلك، وعدت إسرائيل "بإغراق" غزة بالمساعدات، وتحسين التنسيق مع العاملين في المجال الإنساني حتى يتمكنوا من توصيل المساعدات دون التعرض لخطر التعرض للهجوم، وفتح المعابر مباشرة إلى شمال غزة حيث تبلغ المجاعة أقصى حد، والسماح بوصول الغذاء عبر ميناء أشدود.
وكان الالتزام بهذه التدابير متفاوتاً، حيث أصبح أحد المعابر الشمالية مفتوحاً الآن، ولكن الأمم المتحدة ــ التي توفر كل المساعدات الغذائية تقريباً إلى غزة في الوقت الحالي ــ لم يُسمح لها بعد باستخدامه. ومع ذلك، بدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد غير موقفه قليلاً.
وقالت الصحيفة إن الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، رداً على غارة إسرائيلية على مجمع دبلوماسي في دمشق، أجبر الولايات المتحدة وحلفاء آخرين على وضع خلافاتهم جانباً والالتفاف حول إسرائيل.
وقالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة "جيشا"، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية أنشئت لحماية حرية حركة الفلسطينيين، لا سيما أولئك الذين يعيشون في قطاع غزة: "مع كل الأنظار نحو التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، نشعر بالقلق من التخلي عن غزة."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة