أبناء الأندلس في الإسكندرية.. قصة رحيل أهالي قرطبة إلى عروس المتوسط

السبت، 30 مارس 2024 04:00 م
أبناء الأندلس في الإسكندرية.. قصة رحيل أهالي قرطبة إلى عروس المتوسط الأندلس- أرشيفية
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ1205 على رحيل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل خروجهم على الأمير الحكم بن هشام، الذى أطاح بالثوار وهدم منازلهم وشردهم فى الأندلس فاتجهت جماعة منهم تبلغ ما يقارب 15 ألف إلى مصر ثم ما لبثوا أن غادروها إلى جزيرة كريت سنة 212 هـ، وأسسوا بها إمارة أقريطش التى استمرت نحو قرن وثلث.

وبحسب كتاب "تاريخ افتتاح الأندلس" لابن القوطية، دبر مجموعة من فقهاء قرطبة منهم يحيى بن يحيى الليثى وعيسى بن دينار وطالوت بن عبد الجبار المعافرى لخلع الحكم بن هشام، لما راوه منه من قسوة والخروج على أحكام الدين، وبذخ وشغف باللهو والشراب، وألبوا العامة ضده من على المنابر، رأى الفقهاء أن هناك أموى آخر يدعى محمد بن القاسم المروانى بديلاً يصلح للحكم، خشى الرجل على نفسه عاقبة فشل المؤامرة، فأبلغ الحكم الذى قبض  على بعضهم وفر البعض، وكان ممن فر يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار.

كان من نتائج هذه الثورة إجلاء قطاع كبير من سكان الربض عن قرطبة، فتفرقوا في أنحاء الأندلس وعبر عدد منهم إلى المغرب، كما توجه نحو 15,000 منهم إلى الإسكندرية في الفترة التي نشبت فيها فتنة أخرى في المدينة.

هرب الموريسكيون إلى المغرب والجزائر وتونس وتركيا ومصر، وحتى إلى أراضى مسيحية مثل روما وفرنسا، ويذكر أحد الآباء المسيحيين أنه شاهد فى روما جماعة موريسكية مهاجرة من إشبيلية.

ويقول كتاب سير أعلام النبلاء "وسار جمع منهم زهاء خمسة عشر ألفا، وفيهم عمر بن شعيب الغليظ، فاحتلوا بالإسكندرية، فاتفق بعد ذلك أن رجلا منهم اشترى لحما من جزار، فتضاجر معه، ورماه الجزار بكرش فى وجهه، فرجع بتلك الحالة إلى قومه، فجاءوا فقتلوا اللحام، فقام عليهم أهل الإسكندرية، فاقتتلوا، وأخرج الأندلسيون أهلها هاربين، وتملكوا الإسكندرية، فاتصل الخبر بالمأمون، فأرسل إليهم، وابتاع المدينة منهم، على أن يخرجوا منها وينزلوا جزيرة إقريطش فخرجوا ونزلوها وافتتحوها، فلم يزالوا فيها إلى أن غلب عليها أرمانوس بن قسطنطين سنة خمس وثلاث مائة".

فى مصر كانوا أصحاب جاه وثروة، وهناك كتاب للدكتور حسام محمد عبد المعطى تتبع فيه هجرتهم إلى مصر بدقة، وقال إنهم استوطنوا شمال الدلتا (محافظة كفر الشيخ حاليا) فقد كانت هذه المنطقة منخفضة الكثافة السكانية أو معدومة، وقد أنشأ الموريسكيون فى هذه المنطقة عددا كبيرا من القرى ذات الأسماء الأندلسية مثل الحمراوي، إسحاقة، أريمون، محلة موسى، سيدى غازي، كفر الشيخ، سد خميس، الناصرية، محلة دياى وقطور، أيضا استوطن الموريسكيون الإسكندرية وأطلقوا على أهم أحيائها أسماء مستوحاة من "الأندلس" على غرار حى الشاطبي، نسبة إلى شاطِبة، والمنشية، نسبة إلى لا مانشا، وغيرها.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة