دينا شرف الدين

يقتلون أبناءهم ويستحيون نسائهم

الجمعة، 29 مارس 2024 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما زالت الوحشية والقسوة منهجاً  للطغاة، وما زال قانون الغاب يحكم الأرض، رغم  التطور والحداثة وادعاءات الإنسانية الزائفة، وما زالت الأطماع والمصالح المحرك الأول والأخير لجميع السياسات والتحركات والمواقف، وما زال سكان الشرفات العالية الذين يراقبون ويخططون ويرسمون مسارات الدول ومصائر البشر دون أن نعرف أسماءهم، يتحكمون بالبلاد والعباد، وما زالت الشعوب هي الوقود الذي يتأجج هنا ليشعل نار فتنة ما، وهناك ليحترق بها وفقاً لمسار الخطة المرسومة.

فمن دواعي حسرتنا وقهرنا كبشر ما زالت بداخلهم مشاعر الإنسانية وبعض الضمير الذي بات عملة نادرة، ما نراه من مشاهد مروعة وإبادة وحشية يتجرع مرارتها إخواننا في غزة، والتي تتصاعد حدتها يوماً تلو الآخر دون توقف، حتي تبلدت مشاعر الكثيرين وتحولت ردود أفعالهم تجاه الحدث باهتة باردة جراء الإحباط وقلة الحيلة.

فقد تحدت إسرائيل الجميع و ضربت عرض الحائط بكافة الإنتقادات و الإعتراضات التي قامت بها بعض الدول ، ما دام الظهر و السند الأقوي مضموناً للأبد ، ذلك وفقاً لتوجيهات مديري العالم من سكان الشرفات العالية.

لن أتوقف كثيراً أمام الصائمين الجوعي، ولا العراة الذين يتجمدون برداً بعد أن أُخرجوا من ديارهم، ولا الأطفال الذين تملأ صرخاتهم فضاء عالم أصم لا يقوى على شىء سوى التنديد والشجب.

وإظهاراً لقيلٍ من حمرة الخجل، ومحاولة لإتقان تمثيلية ضعيفة البناء الدرامي، فقد علقت أخيراً نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على مخطط حكومة نتنياهو بتهجير سكان رفح الفلسطينية، لتؤكد أنه تبين بعد دراسة خرائط  غزة أنه لا يوجد مكان يتسع لـ1.5 مليون إنسان ليذهبوا إليه.
وأن هناك مخاوف في الولايات المتحدة من أن تتحول أي عملية لاقتحام رفح جنوبي غزة، إلى "حمام دم"و أن الولايات المتحدة تحاول ثني إسرائيل عن اجتياح رفح المكتظة بالنازحين، بينما تبرر إسرائيل إصرارها على الاجتياح بأن الاستيلاء على رفح من حماس مهم للغاية بالنسبة لاستراتيجيتها لكسب الحرب.

ولكن: ما لم يعد بحدود القدرة علي الصمت والاحتمال ما يتبعه الصهاينة من تطور جديد لخطة الإبادة، والقضاء على سكان القطاع، عن طريق اغتصاب النساء والفتيات بوحشية، لكسر كرامتهن وتخويفهن ودفعهن للفرار بإرادتهن.

فبكل أسف يتبع بني صهيون مع الفلسطينيين جميع أشكال العذاب التي سبق وتعرضوا لها بالعهد القديم، علي يد فرعون الطاغية، والذي كان بمثابة كرب عظيم نجاهم  منه الله لعلهم يتقون.
فقال فيهم المولى عز وجل :
{وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ }[الأعراف: 141]

وكانت أكبر المصائب ما صرحت به مؤخراً الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، "إن الاحتلال يمعن في جرائمه المتوالية بحق القطاع والذي يهدف بها أخذ الأرض بدون شعب من خلال التطهير العرقي الممنهج بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي حرق الأرض وانتهك العرض وآخر جرائمه اغتصاب النساء والفتيات والاعتداءات اللاإنسانية بحق النساء في قطاع غزة".

إذ أن قضية الاغتصاب هي أشد أنواع العنف وأبشع انتهاك قد يحدث من قبل الاحتلال،  فربما تكون سرقة الأرض أهون من انتهاك خصوصية إمرأة أو فتاة، فالاغتصاب نمط جديد لم يسبق أن سمعنا عنه خلال فترة تواجد الاحتلال ، فهناك قصص مروعة من روايات نسوة لا يردن البوح عن أسمائهن خشية العار والفضيحة وخشية تذكر الحادثة المؤلمة التي جعلت نفسيتهن محبطة حيث يردن الرحيل عن القطاع دون رجعة ، ناهيك عن إجبار بعض النسوة خلع حجابهن ولباسهن بشكل قهري ، كنوع من أنواع العنف الجنسي المتعمد أمام مجتمع دولي غائب .

نهاية:
فنحن كشعوب لا نملك من أمرنا سوى التضرع إلى الله ليخرج إخواننا من حلق الضيق لأوسع الطريق، وأن يرسل على عدوهم وعدونا طيرأً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.. ولا عزاء للدول والسياسيين و مدعى الرحمة و حقوق الإنسان.


 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة