جميعا تربى على مسلسل ألف ليلة وليلة والذى كان يعد علامة من علامات الشهر الفضيل، الجميع كان ينتظر المسلسل بشوق ولهفة بعد الفوازير، وفى الحقيقة لم أكن أتوقع على الاطلاق ان تعود الف ليلة وليلة بهذا الشكل العالمى وبهذه الدقة والاتقان في كل التفاصيل فى مسلسل جودر.
ديكورات العمل مميزة للغاية من خلال مشاهدتى للحلقتين الأولى والثانية ، ديكورات صنعت بإتقان تتناسب مع المشاهد وموسيقى تنقلنا من مكان إلى مكان ومن عالم إلى عالم أخر، ولم تغفل الموسيقى المألوفة للحكى مع كلمة كان ياما كان، الموسيقى بالفعل ساحرة، كما ان الرقصات كانت مثالية وممتعة، واعادت جزءا من الاعمال الاستعراضية والتي نتمنى عودتها بقوة، القصة مكتوبة بشكل مشوق ورائع وجذاب يجبرك على انتظار الحلقة الجديدة وتكملة الاحداث، كما ان الحبكة الفنية متقنة تنم عن قوة الكاتب وتمكنه في استخدام ادواته.
اهتم العمل بدقة اختيار الملابس وديكورات القصور وحتى الأثاث والفراش والستائر ، ولن أتحدث عن التصوير الذى أبهرنى ومشهد البداية خلال المبارزة وساحة التدريب وشكل القصر من الخارج بالإضافة إلى المدينة بالكامل ومشهد قاعة العرش والتفاصيل التي لم تغفل حتى صورة أرضيات القصر والنقوش الموجودة على الجدران.
اما المشهد الذى أبهرنى كان في مقر طقوس الشمعيين والذى أعاد إلى ذهنى أعمال عالمية عملاقة مثل مملكة الخواتم ودراكولا وصراع العروش، ليس فقط في الطقوس واللغات المبهمة غير المفهومة المستخدمة ولكن في تفاصيل الطقوس والازياء والوشوم والمكياج وكيف نقلتنا إلى عالم السحرة وخصوصا غرفة الحكيم الشمردن.
جودر عمل فنى غنى انفق فيه مجهودا كبيرا من كل المشاركين فيه بعيدا عن الإنتاج الضخم والذى وفر الإمكانيات ليخرج العمل بهذا الابداع ، العمل برهن بالفعل على اننا قادرون على إنتاج أعمال فنية عالمية قادرة على الاستمرار والبقاء ومنافسة أقوى الاعمال العالمية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة