"قرقاعون عادت عليك"..هكذا يردد الأطفال فى دول الخليج، وهم يطوفون الشوارع احتفالاً بليلة منتصف رمضان، التى لها أهمية خاصة فى التراث الخليجى.
ففى تلك الليك المباركة، اعتادت الأسر الخليجية الاحتفال وتقديم المكافآت لأطفالهم كنوع من التشجيع لهم على صيامهم ودفعهم للاستمرار فى الصيام واستكمال النصف المتبقى من شهر رمضان.
لا يزال بعض أهالى الخليج متمسكون بهذه العادة التراثية، وإن كان البعض يعتبر المناسبة نوعاً من الإفراط فى الزينة وارتداء الملابس والأزياء بشكل غير مبرر، خاصة خلال شهر رمضان الكريم.
مسميات ودلالات
تختلف المسميات التى أطلقها أهل الخليج على هذا الاحتفال التراثى من دولة إلى أخرى، ففى الكويت ـ على سبيل المثال ـ يسمى الاحتفال بـ "القرقيعان"، بينما يطلق عليه القطريون"القرنقعوه". وفق "بى بى سى".
وفي عمان، يسمى بـ "قرنقشوه" أما في الإمارات فيطلق على هذا الموروث "حق الليلة"، لكن الاحتفال فيها يتم فقط في ليلة النصف من شعبان، بينما يحتفل أيضا أتباع المذهب الشيعي في السعودية والبحرين بذات المناسبة في شعبان ورمضان معا.
ويعود أصل الكلمة إلى "قرة العين"، والقرة تعبر عن سرور الإنسان وفرحه بما يملك - لكن الاسم تغير مع مرور الزمن ليشير إلى قرع الأطفال للأبواب أثناء الاحتفال بليلة منتص رمضان.
فرحة الأطفال
فرحة خاصة تغمر الأطفال فى تلك الليلة على وجه الخصوص ، حيث يطوفون الشوارع إلى المنازل القريبة؛ حاملين أكياساً فارغة من القماش؛ للحصول على الحلوى والمكسرات.
يردد الأطفال، فى هذه الليلة، أغنيات وأهازيج منها "قرقاعون عادت عليكم" - مما يدفع البعض إلى المقارنة بين العادة العربية والاحتفال الغربي "هالوويين".
وفى سلطنة عمان يهتف الأطفال "قرنقشوه.. قرنقشوه أعطونا شيء حلواه"، بالإضافة إلى "قرنقشوه يا ناس.. عطونا بيسة وحلوى"، والبيسة هي الفئة الأصغر حجما من الريال العماني حيث يتكون من 1000 بيسة.
عادة مستمرة وجدل!
لا يزال بعض أهالى الخليج متمسكون بهذه العادة التراثية، كدلالة على الفخر بالتراث الخليجة والعادات الشعبية الأصيلة مهما ما مرت السنون، إضافة إلى تجسيد التلاحم بين الناس من خلال نشر ثقافة العطاء، حيث يذهب الكبار لشراء المكسرات والحلويات ويقدمونها للأطفال.
رمضان فى الخليج
وفى هذه المناسبة يطلق البعض هاشتاج، منها #قرقاعون و#القرنقعوه، كإحدى طرق الاحتفال؛ حيث يتم نشر صور وبث مقاطع فيديو توضح جوانب من احتفالاتهم بتلك الليلة، وصورا للأولاد في الشوارع الخليجية وهم يحملون حول أعناقهم أكياسا أو سلالا في انتظار ملئها بالحلوى والمكسرات، ويضربون على الطبول ويرددون أناشيد شعبية.
وبالتأكيد اختلفت طرق الاحتفال بتلك المناسبة خلال شهر رمضان، فبدأت بعض المؤسسات التجارية والجمعيات الخيرية بتنظيم احتفالات واسعة بدلا من توزيع المكسرات على الأطفال بطريقة بسيطة كما كان فى الماضى.
كما تم استحداث بعض الأنشطة الترفيهية ضمن الاحتفالات بهذه الليلة، منها نقش الحنة على أكف البنات وتلوين الوجوه والألعاب الشعبية الخليجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة