تختلف عادات رمضان فى دول الخليج بين بلد وآخر ويُبقى الكثير من تلك الدول على بعض العادات مثل التزاور وصلة الرحم وأيضًا المأكولات التراثية.
رمضان فى الإمارات
تبدأ احتفالات دولة الإمارات بشهر رمضان بما يسمى "حق الليلة"، وهى احتفالية يرتدى فيها الأطفال أجمل الثياب التقليدية الإماراتية وترديد أهازيج وعبارات حق الليلة أثناء تنقلهم بين المنازل، لجمع الحلويات وتوزيعات هذه الليلة فى الإمارات.
ويحب الإماراتيون استقبال رمضان بأبهى حلة، من خلال تزيين الشوارع والبيوت بمختلف أنواع الزينة كالفوانيس والنجمة والهلال والمدافع وغيرها. ويعد إطلاق مدفع الإفطار من أجمل الطقوس فى شهر رمضان، وهو تقليد يقوم به أحد أفراد الجيش أو الشرطة بإطلاق "قذيفة خلبية" من أحد المدافع الموزعة فى عدة أنحاء من الإمارات.
الشعبنة
وفى المملكة العربية السعودية، يتم الاحتفال بقدوم شهر رمضان الكريم بتخصيص أحد الأيام الأخيرة من شهر شعبان للاحتفال بقدومه، وذلك من خلال وضع لافتات الترحيب والملصقات فى كل مكان بما يُعرف بإسم "الشعبنة"؛ وفى هذا اليوم يجتمع الأهل والأقارب والأصدقاء للسهر وتناول المأكولات الشعبية احتفالًا بحلول الشهر الفضيل.
كما يقوم أهل منطقة عسير تحديدا باحتفال خاص استقبالًا للشهر الكريم، إذ يشعلون النار على أسطح المنازل معلنين بدء شهر الصيام.
واعتاد السعوديون تعليق زينة الشهر والفوانيس فى الشوارع، وعلى أسطح المنازل وواجهاتها، بالإضافة إلى استخدام المفارش والأدوات المنزلية ذات الطابع الرمضانى، وأجهزة البخور التى تملأ المنزل بالرائحة الجميلة ذات الطابع الروحاني.
وبالنسبة للمأكولات الرمضانية فى السعودية، فيأتى السمبوسك واللقميات والفول والتميس على رأسها، إضافة إلى طبق الكبسة الشهير.
وعند سماع مدفع رمضان يبدأ رب الأسرة بالدعاء بقبول الصيام، ويؤمِّن من خلفِه الجميع، ومن ثم يبدأ الأكل بعد يوم طويل من الصيام فيما يُعرف ب "فك الريق"، حيث يتناول السعوديون الصائمون الرطب أو التمر ومن ثم الماء. وبعدها ينقسمون بين أشخاص يفضَلون الصلاة قبل تناول وجبة الإفطار، وبين آخرين يفضلون الصلاة بعد الإفطار.
يعقب فك الريق مأكولاتٌ خفيفة مثل الشوربة والسمبوسة، وأصناف أخرى كالمعجنات والعصائر الرمضانية؛ ثم الأطباق الرئيسية بعد صلاة العشاء والتراويح، والتى تشمل الدجاج والأرز واللحم والمظبى والكبسة والمندى، وغيرها من الأطباق السعودية الدسمة واللذيذة، إضافة إلى خبز التميس المشهور.
وتشمل وجبة الإفطار أطباق الدجاج أو اللحم بالأرز، المندى، المظبى، الكبسة، البريانى، المدفون، المضغوط، المثلوثة وغيرها، بالإضافة إلى العصائر وأهمها الفيمتو وعصير الليمون بالنعناع أو بالزنجبيل وعصير البرتقال بالجزر. أهم ما يوضع على سفرة الإفطار هو خبز التميس المشهور.
لكن ليست كل المدن السعودية متشابهة فى هذا التقليد، فأهل الحجاز مثلًا يتناولون طعامًا خفيفًا على الفطور فيما يتم تناول الوجبة الرئيسية فى السحور. وما بين الوجبتين، يتناول أهل الحجاز "التلبيبة" وهى ما تبقى من وجبة الفطور. فيما يُعتبر مشروب السوبيا (نقيع الخبز أو الشعير) المشروب المفضل بعد صلاة التراويح.
"الديوانيات" بالكويت
لرمضان فى الكويت طقوس تراثية مختلفة، ويعتبره أهل الدولة فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم.
وتُعتبر "الغبقة الرمضانية" إحدى العادات العريقة والتراثية لأهل الكويت، وترتبط فقط بشهر رمضان المبارك، وهى متوارثةٌ من جيل لآخر. وتحظى "الغبقة الرمضانية" باهتمام بالغ، وتكون عبارةً عن تجمعات تُقام بعد صلاة التراويح فى الفنادق والصالات، يحضرها الكثير من الناس لتبادل الأحاديث حتى ساعات متقدمة من الليل، فيما تُقدم خلالها أطباقٌ خاصة تُعرف ب"الغبقة".
أكثر ما تشتهر به الكويت فى رمضان هو الديوانيات، التى تُقام فيها موائد الإفطار الجماعى، كما تدور فيها النقاشات والقضايا المهمة. كذلك تُقام موائد الرحمن فى العديد من المساجد للفقراء والمحتاجين.
"القرقاعون"
وفى منتصف شهر رمضان، يحتفل عدد من دول الخليج ومنهت البجرين بأيام "القرقاعون"، وهو عبارةٌ عن خليط من المكسرات والحلاوة والشوكولاته يتم توزيعه على الأطفال الذين يدقّون أبواب الأهل والأقارب والجيران بعد الإفطار ووقت السحور، فيما يشبه "حق الليلة" فى الإمارات. ويرتدى الأطفال الملابس التقليدية ويرددون الأغانى الوطنية وأناشيد معينة.
"القرنقشوه" فى عُمان
من العادات العمانية فى شهر رمضان تبادل الجيران قبل الإفطار الأطباق بينهم وهى عادة ما زال المجتمع العمانى محافظا عليها، كما يحرص الناس فى هذا الشهر الفضيل على حضور حلقات الذكر التى تقام فى المساجد وخاصة بعد صلاتى الفجر والعصر وكذلك قراءة القرآن الكريم وتلاوته.
وعندما ينتصف شهر رمضان المبارك تحتفل بعض ولايات السلطنة، حيث يتجول الأطفال فى الأحياء السكنية داخل الحارات والطرقات فى احتفالية تسمى ( قرنقشوه) وهى عادة توجد فى عدد من دول الخليج العربية وإن كانت تختلف فى أسمائها.
رمضان فى اليمن
يحتفل اليمنيون بحلول شهر رمضان، بطلاء منازلهم احتفالًا بالشهر الفضيل، كما تُنظم الإفطارات الجماعية فى شوارع اليمن عند نداء "الله أكبر" لأذان المغرب يوميًا، وتزدانُ الشوارعُ بأجملِ الزينة.
ويجلس الصائمون فى اليمن على موائد الإفطار على شكل حلقات؛ لتجهيز وتناول الطعام والذى يتكون عادةً من التمور والسمبوسة وبعض المأكولات البسيطة، بالإضافة إلى طبق "الشفوت" وهو طبق تقليدى مشهور لدى الشعب اليمنى يتناولونه فى شهر رمضان الكريم، عبارة عن خبز "الرقاق" أو "اللحوح" الممزوج مع الزبادى أو اللبن المخلوط بالنعناع الأخضر والكمون الطازج والملح. ويركَز الشعب اليمنى على وجبة العشاء عقب صلاة المغرب، وتكون عبارة عن طبق من اللحوم وأنواع أخرى من الأطعمة مثل العصيدة والكبسة والمندى و"السلتة"، وهى وجبةٌ مكونة من الحلبة والخضر واللحم المفروم والتوابل والبيض. أما الحلويات فهى مادةٌ أساسية وأشهر أنواعها الكنافة وبنت الصحن.
