شيخ الأزهر: لطف الله والأرزاق لا يقتصران على المؤمنين والصالحين.. ويؤكد: كل ما يجرى بحياة الكائن الحى ألطاف ولو تُرك لنفسه ما فعل شيئًا.. و"غزة" دفعت الثمن وما يجرى بأرضها تمهيد لأمر ما سيحدث من عند الله

الإثنين، 18 مارس 2024 08:00 م
شيخ الأزهر: لطف الله والأرزاق لا يقتصران على المؤمنين والصالحين.. ويؤكد: كل ما يجرى بحياة الكائن الحى ألطاف ولو تُرك لنفسه ما فعل شيئًا.. و"غزة" دفعت الثمن وما يجرى بأرضها تمهيد لأمر ما سيحدث من عند الله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الله لطيف بعباده، والكافر يستمتع بهذا اللطف بمثل ما يستمتع به المؤمن، والعصاة والمذنبون والمبارزون والمجاهرون بالمعاصى، يتمتعون بلطف الله ويجحدون بها.
 
وأضاف الإمام الأكبر خلال حديثه بالحلقة الثامنة من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الحياة"، أن لطف الله شامل ولكم يدع عذرا لعبد من العباد فى أنه ينكر ألوهيته، وحتى سمى الكافر ظالم، وهو أشنع وأشد الظلم هو الكفر، لأنه سلب حق من الحقوق لأعظم مستحق من الحقوق.
 
ولفت الطيب إلى أن إنكار وظلم العبد لمن يرزقه ويلطف به ويرعاه وييسر له الأمور ويعطيه العقل والتفكير والأدولة، وبعد ذلك يقول :"أنا لا أؤمن بالله" فهذا  ظالم، إذا فإن لطف الله ليس قاصرا على المؤمنين ولا الصالحين إنما يلحق الآخرين كما يلحق المؤمنين ويستمتعون به.
 
وأكد أحمد الطيب، أن هناك فرق بين أمرين فيما يتعلق بلطف الله بالكائنات الأخرى غير الإنسان، فمثلا الحيوانات أو الدجاج الذى يخرج من البيضة ويلتقط الحب فهذا لطف به لأن هذا المحل قابل للطف، بمعنى أنه يستفيد به فى حياته الخاصة.
 
وأضاف الإمام الأكبر أن هذا اللطف يستفيد به كل طائر وكل ما تدب فيه الحياة على وجه الأرض، ويلطف به من حيث ولادته ومعيشته والسعى على رزقه، والتناسل، ولو ترك لشأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا.
 
ولفت الطيب إلى أن لطف الله على الجمادات يعود إلى الإنسان، لأنه سخرها له، فالإنسان لا يستطيع أن يصنع جبالًا ولا بحارًا مهما أوتى من علم، موضحا أن الكائنات الأخرى التى لا يتصور منها أنها يلطف بها لذاتها هى لطف أو أداة من أدوات اللطف بالنسبة للإنسان، ولا يقال أنه لا يوجد لطف بهذه الكائنات الجامدة.
 
وأوضح أن هناك لطف آخر انتبه إليه علماء التصوف والقرآن يثبته، مفاده أن هذه الكائنات الجمادية ليست ميتة وتسبحه، وثبت بالحديث الصحيح أن الكائنات الحية ستحشر يوم القيامة كما يحشر الناس.
 
وقال شيخ الأزهر الشريف، لا نستطيع القول إن العبد مستحق للرزق، ولكن مستحق عندما يكون للعبد المسلم، ولكن لمن أوجده وخلقه ويتولى كل شيء جميل صحيح فيه.
 
وأضاف أنه لا يثبت لك هذا الحق وهو الرزق إلا فضلا ولطفا منه، لانه لو جاء هذا العبد ليحاسب ما له عند الله فلا شيء، لافتا إلى أن كل النعم التى محاط بها الإنسان عندما يأتى ليدفع ثمنها لا يوازيها أى شيء، وإذا نظرت للطف الله تجده حاضر وجاهز باستمرار فى كل شيء، والرزق للجميع المؤمن والكافر، مؤكدا لطف الله بالإنسان والحيوان والجماد والنبات، وهو يشمل جميع المخلوقات.
 
وأكد  شيخ الأزهر الشريف، أن ما يحدث فى غزة فيه لطف إن شاء الله بالقضية الفلسطينية التى عادت إليها الروح، بدماء الشهداء، مشيرا إلى أن النبى وهو ذاهب إلى "بدر أو أُحد" وحياته كلها كفاح ودم من أصحابه، وبعد مرور 80 سنة علم هذا الدين الإنسانية كلها.
 
وأضاف أن هذا الدين أنقذ الإنسانية كلها وعلمها العدل والرحمة والتفكير والتصحيح فى العقائد والآداب والأخلاق وكل شيء.
 
ولفت الطيب إلى أن غزة دفعت الثمن وما يحدث ثمن لأمر ما سيحدث من عند الله سبحانه وتعالى، ولا يتخلف هذا الوعد، لأن هذا الثمن قُدم وفى جنب الله ليس كبيرا، ولعل هذا شئ قليل مما سيلطف بنا فى المستقبل القريب إن شاء الله.
 
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن نصيب العبد من اسم اللطيف هو أن يتفكر فى معنى هذا الاسم وهو اللطف، ويحاول أن يتدرب على اكتساب الوصف بما تطيقه بشريته، وحدوديته، وعليها أن يتدرب على معنى اللطف ويحاول أن يكون لطيفا مع العباد، ويحاول أن يفكر فى قوله صل الله عليه وسلم :"تبسمك فى وجه أخيك صدقه"، والكلمة الطيبة صدقة، وهو فى معنى اللطف ولا يأتى إلا بالتدريب، والشهر الكريم فرصة، بحيث يأتى منه التلطف بشكل تلقائى، وهو اولى الناس فى التوجه بهذا اللطف وأهله من الزوجة والابناء والأسرة والأصدقاء والأقربون، وإذا فشل فى هذا فلا ينتظر منه خيرا فيما بقى.
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة