واجهت مصر خلال السنوات الماضية وتحديدا بعد ثورة 25 يناير نوعا جديدا من الحروب، حرب لا تعرف آليات عسكرية أو طائرات حربية، إنها الحرب الناعمة تلك الحرب التي تستهدف العقول والأفكار والقيم والأخلاق، وتسعي نحو القضاء علي الهوية الوطنية، وتنال من قيم الانتماء، فتؤدي حتما إلي الهاوية من خلال نشر الفتن وتعزيز التشكك والانشغال بالجدالات العقيمة التي تؤدي بالمحتمع إلي الانقسام والتفتت، فيكون من السهل تدميره والنيل منه، ومن سوء الحظ أن الأدوات المستخدمة في هذه الحرب تجعل تأثيرها أقوي وأسرع مما يتوقع الكثيرون في ظل التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العالم قرية صغيرة، وانتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلي السينما والدراما كلها أسلحة فتاكة قادرة علي اقتحام العقول الخاوية، فكانت المعركة التي خاضتها مصر خاصة مع انخراط فئات واسعة من المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح بيئة خصبة لنشر الأفكار الهدامة.
لكن.. سرعان ما أدركت الدولة المصرية طبيعة الحرب فأخذت علي عاتقها ملحمة صناعة الوعي علي محاور متنوعة، لتعزيز قدرة المصريين علي مواجهة الأفكار التي تستهدف إضعاف الدولة، وجعلت الوعي مستهدفا لجميع القوي الناعمة التي تمتلكها مصر، وعلي رأسها الفن لما له من قدرة علي التأثير والتغيير، وبذلك بزغ أمل جديد متمثلا في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي سخرت كل أدواتها من أجل إعادة الفن المصري لمساره الصحيح، ليكون أحد أدوات الدولة في صناعة الوعي، ومواجهة الحرب الناعمة، وبقدر التحدي كان النجاح، فقد تمكنت "المتحدة" من تنظيم السوق الدرامي ورغم التحديات الاقتصادية إلا أنها واصلت عملها بكل قوة لتجمع بين المتعة التي هي بالأساس هدف الفن الأول، وإعادة بناء المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع المصري من خلال طرح قصايا خقيقية وتمس الأسر المصرية وتعبر عنه.
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية نجحت خلال السنوات الماضية في دفع صناعة الدراما وفتح المجال أمام مئات المواهب في جميع المجالات التي تتعلق بالصناعة بشكل مباشر أو غير مباشر، فلم يعد الانتاج الدرامي مقتصرا علي الموسم الرمضاني وإنما علي مدار العام وهو نجاح كبير للصناعة، وخلال الموسم الرمضاني الحالي بدأت المتحدة في الانتقال من مرحلة التأثير المحلي إلي التأثير العالمي عبر ترجمة بعض الأعمال الدرامية وبيعها لعدد من الدول، الأمر الذي يعني اتساع تأثير مصر إقليميا والانتقال بالفن المصري نحو العالمية، لتعيد مصر تشكيل قواها الناعمة من جديد لتكون قادرة علي استخدامها من أجل الترويج لسياساتها المختلفة.
وخلال الموسم الرمضاني الحالي، فاجئتنا الشركة باهتمام غير عادي بالنشء، فوجدنا أعمالا درامية مدبلجة وبرامج دينية موجهة للأطفال لترسيخ قيم الانتماء والولاء، بالإضافة إلي تعزير القيم الدينية التي هي جزء أساسي من تكوين المجتمع المصري، هذا بالإضافة إلي الأعمال التاريخية المميزة التي تعيد تقديم التاريخ لنأخذ منه الدروس للتعامل مع الحاضر والمستقبل.
إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تخوض ملحمة وطنية في صناعة الوعي، وإعادة مصر إلي ريادتها الفنية بعد سنوات من التراجع، فضلا عن مواجهة الحرب الناعمة، لتصبح بكل ما تمتلكه من أدوات ووسائل أحد القوي الناعمة للدولة المصرية، التي يمكن الاستفادة منها في المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة