مصر دولة التلاوة والمنشأة بوابتها والمنشاوى عنوانها.. لقب بالشيخ الخاشع الباكى.. الموسيقار محمد عبدالوهاب وصفه بالاستثنائى المحير.. وهذه قصة الشيخ الشعراوى مع صديق المنشاوى ورفاقه الأربعة.. صور

الثلاثاء، 12 مارس 2024 07:00 م
مصر دولة التلاوة والمنشأة بوابتها والمنشاوى عنوانها.. لقب بالشيخ الخاشع الباكى.. الموسيقار محمد عبدالوهاب وصفه بالاستثنائى المحير.. وهذه قصة الشيخ الشعراوى مع صديق المنشاوى ورفاقه الأربعة.. صور هنا يرقد صاحب الصوت الباكى
سوهاج محمود مقبول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

مصر دولة التلاوة.. ومن هنا بمدينة المنشاه جنوب محافظة سوهاج بدأت رحلة الشيخ محمد صديق المنشاوى، تلك المدينة التى تبعد عن محافظة سوهاج حوالى 10 كيلو مترات، وعند وصولك إلى المدينة يستقبلك منزل وشارع طويل باسم الشيخ الجليل وفى وسط المدينة نجد مسجد كبير باسم الشيخ يقصده الحائر والتائب والمحب لله عز وجل وتضم مدينة المنشاه 5 مجالس قروية هى العيساوية، وأولاد حمزة، الزوك، والدويرات، وأولاد سلامة.

الشيخ محمد صديق المنشاوى، أحد رواد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة والمجودة، الذى ولد فى 20 يناير من عام 1920م، بمدينة المنشأة التابعة لمحافظة سوهاج، فى منزل قرآنى، فوالده وجده كانا فى ذلك الوقت من أهم وأشهر قارئى القرآن الكريم فى مصر، وعلى خطى عائلته التحق المنشاوى بكتـّاب القرية، وأتم ختم القرآن الكريم فى سن مبكرة.

انتقل الشيخ محمد صديق المنشاوى بعد ذلك إلى القاهرة مع أحد أعمامه ليتلقى علوم القرآن الكريم والقراءات، وظل يقرأ فى السهرات القرآنية حتى ذاع صيته واشتهر فى ذلك الوقت وكانت له بصمة خاصة فى التلاوة يتميز بصوت خاشع ذى مسحة من الحزن فلقب الشيخ محمد صديق المنشاوى بـ"الصوت الباكي"، ولم يكن الشيخ من الساعين إلى الاعتماد فى إذاعة القرآن الكريم، بالعكس تماما، حينما اشتهر المنشاوى وذاع صيته أرسلت إليه الإذاعة طلبا ليتقدم إليها ليتم اعتماده ولكنه رفض وقال لا أحتاج لذلك، ومع زيادة شهرته وصيته بين الناس انتقلت الإذاعة بمعداتها ومهندسيها إلى حيث يتلو فى سهرة قرآنية بصعيد مصر، وسجلت له تلاوة وأرسلت إليه بعد ذلك ليتم اعتماده، ولكن قيل إنه رفض أيضا ولم يوافق إلا بعد أن أقنعه وألح عليه أحد أصدقائه المقربين، ليتم اعتماده عام 1953، ويبدأ رحلة تسجيل القرآن الكريم للإذاعة.

الشيخ المنشاوى بدأ رحلته مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كى يقرأ منفردًا فى ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه مترددًا فى الأنحاء وفى عام 1966، أصيب الشيخ المنشاوى بمرض فى المرىء نصحه فيه الأطباء بعدم إجهاد حنجرته، إلا أنه أبى إلا أن يكمل رحلته فى تلاوة القرآن الكريم، وظل يتلو القرآن الكريم حتى وفاته فى مثل هذا اليوم 20 يونيو عام 1969.

وقال عنه الشيخ محمد متولى الشعراوى: "من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوى، إنه ورفاقه الأربعة مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط، والبنَّا، والحصرى، يركبون مركباً، ويُبحرون فى بحار القرآن الكريم، ولنْ تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها".

وقال عنه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب: "فى تقديرى، إنه يمكن التعليق على أى قارئ من القراء إلا المنشاوى الذى يمثل حالة استثنائية يحار أمامها الذائق الفاهم، من يتأمل مخارج الحروف عنده يصعب أن يجد لها وصفًا، وذلك لما منحه الله من حنجرة رخيمة، ونبرة شجية تلين لها القلوب والجلود معا، ويتجلى ذلك عند ختامه للتلاوة، فتراه يستجمع كل إبداع التلاوة فى آخر آيتين، بحيث يجعلك تعيش معه أشد لحظات الخشوع على الإطلاق، وما عليك إلا أن تتأمل استرساله ما بين السرعة والتلقائية العجيبة، كما فى سورة الإسراء، وبين الهدوء وخفض الصوت كما فى سورة العلق، عند قراءته "كلاَّ أن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى، أن إلى ربك الرجعى".

وأول أجر حصل عليه الشيخ محمد صديق المنشاوى فى ترتيل القرآن الكريم 10 صاغ، وكان ذلك عام 1931 وكان عمره 11 سنة، وأول أجر حصل عليه من الإذاعة 12 جنيها فى تلاوة النصف ساعة وفى عام 1967 بلغ أجره فى الإذاعة 25 جنيها".

سافر الشيخ محمد صديق المنشاوى إلى العديد من البلدان، بدعوات من رؤساء دول وكان يحمل فى الخمسينيات لقب "مقرئ الجمهورية العربية المتحدةفى عام 1955 إلى إندونيسيا وحصل على نيشان وطنى، وأول بلد عربى زارها كانت سوريا بدعوة من الإذاعة وحصل على نيشان من سوريا ثم زار الأردن والسعودية وليبيا والجزائر، وقرأ القرآن الكريم فى المسجد النبوى والمسجد الحرام والمسجد الأقصى".

وللشيخ قصة طريفه حول المنزل الذى بناه أسفل منزل فى الستينات، وجاءت عن قصة إنشاء المسجد أنه بنى منزلًا وبعد أن أتمه كان الدور الأرضى مخصص كجراج للسيارات والمهندس رفض عمل جراج وعندها تعاقد الشيخ مع هيئة البريد وأحد البنوك لاستئجار الدور الأرضى، وطلبوا بعض التعديلات وبعدما إتمام تلك التعديلات ردد الشيخ بينه وبين نفسه لماذا لا يصبح هذا المكان مسجدا وحينها أيضا عرض عليه أحد أصدقائه المسيحيين وترسخت فكرة بناء المسجد عند الشيخ وقام الشيخ بفسخ عقد البريد وسمى الشيخ محمد صديق المنشاوى المسجد باسم والده الشيخ صديق المنشاوي".

 

أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته  (1)
أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته 

 

أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته  (2)
أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته 

 

المقبرة من الداخل
المقبرة من الداخل

 

حتى الاطفال يأنسون بالتواجد فى المقبرة
حتى الاطفال يأنسون بالتواجد فى المقبرة

 

مدخل المقبرة الرئيسى
مدخل المقبرة الرئيسى

 

مقبرة الشيخ محمد صديق المنشاوى
مقبرة الشيخ محمد صديق المنشاوى

 

هنا يرقد صاحب الصوت الباكى
هنا يرقد صاحب الصوت الباكى

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة