مصورة أمريكية لـ"اليوم السابع": غطيت حروبا كثيرة ولكن جرائم إسرائيل فى غزة تعجز الصورة عن وصفها.. نيكول تانج: إعدام صديقى على يد داعش ومشاهد زلزال سوريا المدمر أصعب لحظاتى.. وأجمل صورى عودة فتيات الموصل للمدارس

الخميس، 29 فبراير 2024 04:00 م
مصورة أمريكية لـ"اليوم السابع": غطيت حروبا كثيرة ولكن جرائم إسرائيل فى غزة تعجز الصورة عن وصفها.. نيكول تانج: إعدام صديقى على يد داعش ومشاهد زلزال سوريا المدمر أصعب لحظاتى.. وأجمل صورى عودة فتيات الموصل للمدارس محررة اليوم السابع مع المصورة الأمريكية نيكول تانج
حاورتها من الشارقة بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن الصورة والتوثيق، لم تترك المرأة ساحة المغامرة فى تغطية الأحداث الخطيرة فى مناطق النزاع والحروب للرجل ليقوم منفردا بنقل الأحداث عبر عدسته، وإنما نازعته هذا المجال، لتنقل صورة حية ونابضة عن ضحايا الحروب والصراعات لتضعها أمام العالم، قناعة بأنه عند حضور الصورة يختفى الكلام.
 
الأمريكية الجنسية، والمولودة فى هونج كونج، المصورة الصحفية الشابة «نيكول تانج» نموذج حى للمرأة التى قررت البحث عن الحقيقة، بقلب جسور، ومشاعر نابضة بالحيوية، وعين قادرة على إلتقاط الصور المعبرة والكاشفة لتفاصيل مهمة، واستطاعت التقاط صور متميزة، دفعتها للمشاركة فى مهرجان اكسبوجر الدولى للتصوير، والمقام حاليا فى إمارة الشارقة، وعلى هامش مشاركتها، اختصت اليوم السابع بحوار قصير، تحدثت فيه عن أبرز الصور التى إلتقطتها عدستها فى مناطق الحروب التى غطت أحداثها،  وإلى نص الحوار.
 
 

-فى البداية نريد أن نعرف الدافع الحقيقى لقرارك تغطية أحداث الحروب والنزاعات والكوارث البيئية، بالصور؟ 

لأن من المهم عرض الحالة والظروف الصعبة والمؤلمة التى يعانى منها بعض الناس فى المناطق الشائكة، وخاصة المناطق التى تتعرض للحروب والكوارث الطبيعية والبيئية، لذلك هدفى لم يكن تصوير الحرب والدمار فقط بل تصوير الانسان وما يمر به من أزمات ورصد معاناته وصموده في مواجهتها.
 
صور لمعرض الفنانة نيكول عن الحروب
صور لمعرض الفنانة نيكول عن الحروب
 
 

-كونك مصورة صحفية تغطى مناطق النزاعات والحروب.. ما هى اصعب المناطق التى واجهتك كمصورة؟ 

 
كل المناطق كانت بها صعوبات، بداية من ليبيا لأن منطقة الحرب بداخلها ليست محددة بل متغيرة وهو شئ صعب جدا، ومرورا بسوريا، وهناك اختلاف بين الحالتين، ليبيا وسوريا،  فحالة سوريا صعبة ومعقدة، حيث لم تكن هناك منطقة حرب واحدة، وإنما كل مكان يتم قصفه، أما عن الحرب فى أوكرانيا فالقصف بالصواريخ يطول كل مكان.
 

-إذا تحدثنا عن مناطق الحروب لا نستطيع أن نغفل غزة.. هل عدستك التقطت صورا للحرب والمعاناة التى يشهدها الأطفال والنساء وكبار السن هناك؟ 

 
 لم يحالفنى الحظ لزيارة غزة بعد تعرضها للقصف منذ أكتوبر الماضى، واعتقد أن موقف الصحفيين فى غزة هو أسوأ ما رأيناه على الإطلاق بسبب قصف اسرائيل الوحشى، والمجازر التى ترتكبها باستهداف الأطفال والنساء وكبار السن، وأنا ذهبت إلى غزة فى سنة 2019 وشاهدت بنفسى معاناة الناس هناك بسبب النقص الحاد فى الكهرباء والغذاء، ورأيت أيضا أن شعب غزة طموحين ومتعلمين ومتمسكون بأرضهم، ورفض مغادرتها والذهاب لأى مكان آخر وهذا شئ مريح للجميع بالطبع لأنهم يتمسكون بأرضهم ويرفضون التهجير القسرى على الرغم من عدم توافر وسائل الحياة المريحة، وزيادة كبيرة فى نسبة البطالة، نتيجة الحصار الخانق الذى تفرضه اسرائيل على القطاع منذ عقود طويلة، وهذا أمر مروع ومحزن للغاية، وحاليا اتمنى زيارة غزة لأن من المهم توثيق وعرض ما يحدث هناك، بالصور. 
 

-أثناء تغطيتك للحروب والصراعات الدامية، ألم تشعرى بالخوف على حياتك؟ وما هى المخاطر والمواقف الصعبة التى واجهتك؟ 

 
نعم، هناك تهديدات تعرضت لها أثناء تأدية عملى فى تغطية احداث الحروب، وعايشت عمليات اختطاف للصحفيين من قبل "داعش"، ولقد خسرت اثنين من اصدقائى فى ليبيا، وتم اختطاف أحد اصدقائى المقربين وتم اعدامه على يد داعش، سنة 2014 والتى صورت عملية الاعدام فى مقطع فيديو، وبثته على مواقع التواصل الاجتماعى، وكان صديقى يرتدى ملابس لونها برتقالى.. هذا المشهد كان مؤلم وبشع. 
صورة عن ازمات الدول التي يوجد بها صراعات
صورة عن ازمات الدول التي يوجد بها صراعات
 

-هل يمكن لكِ أن تحدثينا عن التحديات التى تواجهك أثناء عملك فى تغطية الحروب؟

 
أهم التحديات التى دائما أتعرض لها، عدم السماح لى بالذهاب لتغطية مناطق الصراع، ووضع عراقيل كبيرة لتحول دون تغطيتى، وبسبب إصرارى وإلحاحى، أحصل على الموافقات اللازمة وأذهب إلى مكان تواجد الفصائل المسلحة، لرؤية الحقيقة كاملة، أما بالنسبة للمدنيين فهم أكثر تفهما للأمر ويقدمون المساعدة ويدركون أهمية نقل الحقيقة. 
 

-ليس بوسعنا أن نهمش ما تعرض له العالم خلال الآونة الأخيرة ما بين حروب وكوارث طبيعية .. كيف رصدت عدسة كاميرتك هذه الكوارث؟

 
أصعب كارثة طبيعية غطيتها هى زلزال تركيا وسوريا كان الوضع صعب للغاية، ضحايا ودمار شامل، فالآلاف لقوا حتفهم، بجانب الآلاف مشردين فى الشوارع، وللأسف أنه وحتى الآن أثار الزلزال مازال مستمرا.. فما أصعب أن تستيقظ على كارثة تحصد أعز ما لك تحت الأنقاض، وتفقد كل شئ فى لحظة! ومازال الوضع فى سوريا سئ، ففى كل مرة أعود فيها إلى سوريا أشاهد الوضع أصعب واسوأ، فمنذ اندلاع الفوضى فى سوريا، والوضع يسير من سئ أإلى أسوأ، فالأطفال يعانون هناك من كل شئ، غذاء وتعليم، وهو أمر محزن للغاية  ويصعب رؤيته. 
 
صورة المصورة نيكول من معرض اكسبوجر عن الحروب
صورة المصورة نيكول من معرض اكسبوجر عن الحروب
 

-واذا انتقلنا معكى إلى أهم وأقرب صورة فوتوغرافية التقطتيها، لقلبك .. فما هى؟

 
اقرب صورة التقطتها عام 2017، وكان ذلك بعد بضعة أشهر من إخراج داعش من الموصل، وبالطبع خلال فترة داعش لم تتمكن الفتيات من الذهاب إلى المدارس، لذلك كانوا يحاولون العودة إلى الحياة الطبيعية، ومن ثم فإن هذه الصورة أقرب إلى قلبي واشعر بها، لأنها كانت تمثل نوع من أنواع الأمل فى أن تمكن الناس من العودة إلى حياتهم مرة أخرى. 
 

-مشوار عملك طويل وصعب فإذا كان بوسعك تقديم رسالة نصح للمصورين الشباب.. فماذا تقولين لهم؟

 
أود أن أقول لهم فكر فى سبب رغبتك فى القيام بهذا العمل، فكر فى ما هى قيمتك وما هو مهم بالنسبة لك، ولماذا تريد اظهاره فى هذه الأماكن وفى هذه المواقف؟وعليك الاهتمام بالاشخاص التى تتحدث عنهم العالم وعند الاهتمام بهم يمكنك إنشاء صورة قوية جداً.
 
 

 -وفى الأخير، هل سبق لكِ المشاركة فى مهرجان إكسبوجر الدولى للتصوير من قبل؟  

 
هذه أول مشاركة لى فى المهرجان، ولكنى قدمت صورى فى محافل دولية أخرى، وأنا سعيدة وممتنة لوجودى فى هذا المحفل الفنى الكبير ووسط عدد كبير من المصوريين من مختلف أنحاء العالم، والمهرجان فرصة كبيرة ل لإبراز  أعمالنا للعالم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة