اكتشف المصريون القدماء السنة القمرية وقسّموها لفصول وشهور وأيام وساعات، واعتمدوا على ظهور النجم "سبدت" المعروف الآن بالشعرى اليمانية، وما يؤكد ذلك الخريطة الفلكية بمعبد الرمسيوم بالأقصر، وخريطة الأبراج "زودياك" المرسومة فى سقف مقبرة "سن-ن-موت"، وهو مستشار الملكة حتشبسوت بمعبد الأقصر، والدائرة الصخرية التى وجدت فى صحراء بلدة نبطة جنوب السودان، والتى ترجع لأكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد، وتشير إلى النجم "سبدت" المرتبط بالفيضان، أيضا النقوش الموجودة فى الأختام العاجية من عهد نقادة الثانية والتى ترجع 3300ق.م.
وفقا لخريطة أبراج السماء فى معبد"هاتور"، وهى الأشهر عالميا، والموجودة بمتحف اللوفر بفرنسا، ورسوم مقبرة "مري-روكا" وزير الملك تيتى من الأسرة السادسة 2323 ق.م، عرف المصرى القديم تقسيم السنة إلى 3 فصول، كل فصل يحتوى على 4 شهور هم: فصل"آخت" ويعنى بالهيروغليفية أفق أو بزوغ الشمس، وفيه تتم تهيئة الأرض للزراعة والبذر، ويشمل 4 شهور هم: شهر"توت" نسبة للإله توت رب العلوم والفنون ومخترع الكتابة، ثم شهر "بابه" إلى حابى إله النيل، وشهر "هاتور" وينشق من "حتحور" البقرة المقدسة، وهى إله الجمال والخصب، وشهر "كيهك"، ثم فصل "برت" وهو فصل الإنبات، ويضم شهر"طوبة"، و"أمشير"، و“برمهات"، و "برمودة"، ثم فصل "شمو" وهو فصل الحصاد والجفاف، ويشمل "بشنس"، و"بؤونة" و"أبيب"، و "مسرى"، وهكذا تصبح السنة المصرية مكونة من 12 شهرا، وكل شهر مقسم إلى 3 مجموعات عشرية بمجموع 30 يوما.
وأضاف المصريون شهرًا صغيرًا يسمى "أبد كوجي" ويتكون من 5 أيام فى السنة العادية، أو 6 أيام فى السنة الكبيسة، حيث عرف الفارق بين السنة البسيطة والكبيسة، كما تدل الساعة المائية المحفوظة فى المتحف المصري، والتى ترجع للملك أمنحتب الثالث، أن المصرى القديم قسم اليوم إلى 24 ساعة، 12 ساعة للنهار، و 12 ساعة لليل.
يقول سليم حسن في موسوعة مصر القديمة عن السنة الكبيسة: وقد كانت السنة المصرية العادية المستعملة عند كل من الإغريق والمصريين هي السنة المصرية التي حُدِّدت أيامها ﺑ 365 يومًا، وتبتدئ بأول يوم في شهر «توت» وإن كان الإغريق في العادة يضعون الشهر المقدوني عند تأريخهم الوثائق، ولما لم تكن عند المصريين سنة كبيسة بزيادة يوم على السنة العادية فإن السنة المصرية كانت تُسقِط يومًا كل أربعة أعوام، وبذلك كانت السنة الطبيعية بعد مرور 1640 سنة قد زِيد عليها سنة كاملة، وقد جاء ذلك من إضافة يوم كل أربع سنين، ومن ثَم نجد أنه بهذه الطريقة تنقلب الأوضاع، فمثلًا نجد أن عيد سنة من السنين كان يُحتَفل به في تاريخ معين على حسب السنة المصطنعة يكون مرة في وسط الشتاء، ولكن بعد مرور 730 سنة يكون انعقاد نفس العيد في منتصف الصيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة