الشمس تعانق تمثال رمسيس فى قدس أقداس معبد أبوسمبل اليوم.. ظاهرة فلكية نادرة جسدها القدماء المصريون.. الملك اختار يومين فى السنة لاختراق الأشعة معبده.. وآلاف السياح يأتون سنويا لمشاهدة الظاهرة الفريدة.. صور

الخميس، 22 فبراير 2024 01:00 ص
الشمس تعانق تمثال رمسيس فى قدس أقداس معبد أبوسمبل اليوم.. ظاهرة فلكية نادرة جسدها القدماء المصريون.. الملك اختار يومين فى السنة لاختراق الأشعة معبده.. وآلاف السياح يأتون سنويا لمشاهدة الظاهرة الفريدة.. صور لحظة تعامد الشمس
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"اختار يومين فقط من السنة لاختراق أشعة الشمس معبده الكبير بمدينة أبوسمبل جنوب مصر، وبنى لنفسه منصة وأطلق عليها قدس الأقداس، ومن حبه لزوجته بنى لها معبداً منفرداً بجانب معبده حتى تكون فى جواره للأبد".. هذه هى قصة رمسيس الفرعون المصرى الذى انتشرت شواهد فترة حكمه فى شتى أنحاء مصر نظراً.

ورغم انشغال رمسيس بالحروب واتساع ملكه، إلا أنه فى الوقت نفسه كان مهتماً بالعمارة وبناء المعابد ونقش الرسوم والزخارف وتسجيل بطولاته العسكرية بالكتابة الهيروغليفية على جدران معابده ومعبده الكبير فى مدينة أبوسمبل جنوب مصر، أكبر شاهد على قصة هذا الفرعون، الذى استطاع ببراعته أن يختار يومين فقط من السنة لتتسلط أشعة الشمس على منصة قدس الأقداس التى بناها داخل المعبد.

وعن تفاصيل ظاهرة تعامد الشمس، يحكى الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، لـ"اليوم السابع"، قصة معبد رمسيس، قائلاً: تعامد الشمس بأبوسمبل من الظواهر المكتشفة حديثاً لدى علماء الآثار، ولكن جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل، مشيراً إلى أن اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس يعود إلى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة التى كانت تتابعها وترصدها عندما كانت تستيقظ يوميا مع شروق الشمس وكانت تقيم على مقربة من المعبد، ولاحظت أن أشعة الشمس تدخل فى يومين محددين كدخول ممتد إلى داخل قدس أقداس المعبد وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".

وأضاف الأثرى أحمد مسعود، أن العلماء بدؤوا يبحثون عن التفسيرات العلمية لهذين اليومين مع محاولة إيجاد حلول لهذه الظاهرة وما الذى يقصده المصرى القديم من عبقرية دخول أشعة الشمس لهذا المكان المقدس عندهم، ودلالة اختيار يومين محددين فقط من السنة تم اختيارهم بعناية، إلا أن المصرى القديم لم يترك نقشاً أو أثر لهذه الظاهرة، مما زاد من حيرة العلماء حول هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن التفسير العلمى للأثريين حول هذه الظاهرة يشير إلى ربط هذين اليومين بتاريخ يومين مهمين فى حياة الملك رمسيس صاحب المعبد، وهما يوم ميلاد الملك ويوم تتويجه على العرش"، مضيفا أن هذا الرأى يقابله رأى آخر أكثر قبولاً لدى علماء الآثار وهو أن هذين اليومين مرتبطين بالزراعة لدى المصرى القديم، وهو كان الشغل الشاغل لدى المصرى القديم، لذلك ارتبط التاريخ الأول فى شهر فبراير ببدء موسم البذر أو الزراعة والتاريخ الثانى فى شهر أكتوبر ببدء موسم الشمو أو الحصاد.

وأوضح كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن الظاهرة علميا تحدث وفقا لدوران الأرض حول الشمس وأن هناك نقطة بالأرض يحدث لها تعامد للشمس مرتين فى السنة، والمصرى القديم أدرك هذا الأمر باعتباره كان متقدما فى علم الفلك فاختار يومين بعناية، وهذه النقطة التى تم اختيارها وتحديدها مسبقا، بنى عليها معبده بحيث تكون مقرا لقدس الأقداس الذى يوجد فيه التماثيل التى تسقط عليها الشمس، والذى كان معلوم قبل اكتشاف هذه الظاهرة هو نحت المعبد فى الجبل، ولكن عبقرية بناء المعبد تظهر فى تحديد المسافة التى سينحتها فى الجبل لإقامة المعبد عليها وحسابات دخول الشمس فى يومين فقط.

وقال، إن الظاهرة تبدأ مع شروق الشمس مباشرة، لأن المعبد مطل على بحيرة ناصر، ولا يمنعه حواجز أو مرتفعات، وتسقط أشعة الشمس على واجهة المعبد، موضحا أن عمق قدس أقداس المعبد يبلغ 60 متراً وهى المسافة من مدخل بوابة المعبد حتى عمقه بالداخل لمنصة قدس الأقداس الذى تحدث فيه الظاهرة، وأشعة الشمس تخترق هذه المسافة عبر الممر الرئيسى للمعبد، لكن فى الخارج يوجد فناء المعبد الخارجى وهو المرفأ المطل على النيل مباشرة، وهذه المسافة بداية من أول اليابسة إلى قدس الأقداس تتسلل أشعة الشمس فيها.

وأشار إلى أن التكوين المعمارى للمعبد، يبدأ من الواجهة التى تتكون من 4 تماثيل يتوسطها مدخل المعبد الوحيد، ثم صالات متتالية بعدد ثلاثة وهم: "صالة الأعمدة الكبرى وكانت مخصصة لعامة الشعب فى التعبد، ويبلغ طولها 20 مترا تقريبا وعرضها 18 متراً والتماثيل الموجودة بداخلها عملاقة بحجم يفوق الحجم الطبيعى بخمس مرات والمكان مصور تمثل حروب الملك وصراعاته وانتصاراته حتى يضفى نوع من المهابة والطمأنينة للشعب ويعزز ثقتهم فى حاكمهم، ثم توجد الصالة الداخلية بأعمدة صغرى وكانت مخصصة لطبقة أعلى من العامة، ثم الصالة المستعرضة لأفراد الأسرة الملكية وكهنة المعبد، ثم قدس الأقداس والذى كان بمثابة المكان الأكثر قداسة لدى المصرى القديم فى المعبد لأنها بمثابة المحراب فيه، وكان قاصرا فى دخوله على الملك ورئيس الكهنة فقط.

وكشف كبير مفتشى أبوسمبل، عن أن منصة قدس الأقداس، تضم تماثيل لأربعة آلهة وهم من اليسار لليمين: الإله بتاح إله العالم الآخر وإله منف، والإله آمون رع، الإله الرئيسى للدولة ومركز عبادته طيبة، والإله رع حور أخته إله هوليوبلس، والشمس تتعامد على التماثيل الثلاثة دون الإله بتاح إله العالم الآخر السفلى، لاعتقاد المصرى القديم بعدم منطقية سقوط أشعة الشمس على العالم السفلى، ولذلك لم يغفل المصرى القديم ببراعته هذا الجانب ومنع الشمس من التمثال الرابع.

وتابع الأثرى مسعود، أن ظاهرة "تعامد الشمس" على تمثال رمسيس كانت تحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينيات من موقعه القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير.

 

استمتاع-السائحين-بزيارة-معبد-أبوسمبل
استمتاع-السائحين-بزيارة-معبد-أبوسمبل

 

آلاف-السائحين-والزوار-بساحة-معبد-أبوسمبل
آلاف-السائحين-والزوار-بساحة-معبد-أبوسمبل

 

السياح-يشاهدون-تفاصيل-معارك-رمسيس
السياح-يشاهدون-تفاصيل-معارك-رمسيس

 

الملك-رمسيس
الملك-رمسيس

 

دخول-السائحين-للمعبد
دخول-السائحين-للمعبد

 

زحام-على-قدس-الأقداس-لمتابعة-الظاهرة
زحام-على-قدس-الأقداس-لمتابعة-الظاهرة

 

ساحة-معبد-أبوسمبل
ساحة-معبد-أبوسمبل

 

شروق-الشمس-فى-أبوسمبل
شروق-الشمس-فى-أبوسمبل

 

لحظة-التعامد
لحظة-التعامد

 

متابعة-لحظة-التعامد
متابعة-لحظة-التعامد

 

ممر-داخل-معبد-أبوسمبل
ممر-داخل-معبد-أبوسمبل

 

واجهة-المعبد
واجهة-المعبد

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة