بث تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة حول ما كتبه طبيب أميركي اسمه إرفان غالاريا بصحيفة "لو س أنجلوس تايمز" أنه غادر منزله في ولاية فيرجينيا أواخر الشهر الماضي، حيث يعمل جراحا للتجميل، وانضم إلى مجموعة من الأطباء والممرضات الذين سافروا للتطوع في غزة، وأنه رأى أن ما يجري هناك ليس حربا، بل إبادة.
وفي روايته لمشاهداته، قال غالاريا "دخلنا جنوب غزة في 29 يناير، حيث فر الكثيرون من الشمال. شعرتُ وكأنها الصفحات الأولى من رواية بائسة. تخدرت آذاننا مع الطنين المستمر لما قيل لنا إنها مسيرات المراقبة الإسرائيلية التي تحلق باستمرار. وأزكمت رائحة مخلفات البشر الناتجة عن ازدحام حوالي مليون شخص في مساحة ضيقة دون مرافق صحية، أنوفنا. وضاعت أعيننا في بحر الخيام.
وأضاف الطبيب "بقينا في بيت ضيافة في رفح. كانت ليلتنا الأولى باردة، ولم يستطع الكثير منا النوم. وقفنا على شرفة نستمع إلى القنابل، ونرى الدخان يتصاعد من خان يونس".
وتابع الطبيب "عندما اقتربنا من مستشفى غزة الأوروبي في اليوم التالي، كانت هناك صفوف من الخيام تصطف وتغلق الشوارع. تزاحم العديد من الفلسطينيين على هذه المستشفيات وغيرها على أمل أن تمثل ملاذا من العنف، لكنهم كانوا مخطئين".
وأضاف "انتشر الناس في المستشفى. يعيشون في الممرات وممرات الدرج وحتى خزائن التخزين، وتقلصت الممرات التي صممها الاتحاد الأوروبي لاستيعاب حركة المرور المزدحمة للطاقم الطبي والنقالات والمعدات إلى ممر واحد ضيق".
ويضيف "بدأت العمل على الفور، وظللت أجري ما بين 10 إلى 12 عملية جراحية في اليوم، وأعمل ما بين 14 إلى 16 ساعة دون توقف. كانت غرفة العمليات تهتز باستمرار جراء التفجيرات المستمرة، التي تتكرر، أحيانا، كل 30 ثانية. لقد عملنا في أماكن غير معقمة لا يمكن تصورها في الولايات المتحدة".
"يتابع غالاريا "كانت الأدوات الطبية الموجودة لدينا محدودة، وكنا نبتر الذراعين والساقين يوميا، باستخدام "منشار غيغلي الطبي"، وهو أداة من حقبة الحرب الأهلية في أميركا، وهو في الأساس جزء من الأسلاك الشائكة. وكان من الممكن تجنب العديد من عمليات البتر لو كانت تتوافر لدينا المعدات الطبية العادية".
"كنت أستمع إلى مرضاي وهم يهمسون بقصصهم لي، وأنا أنقلهم إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية. كان معظمهم ينامون في منازلهم، عندما تم قصفهم. لم أستطع التفكير في أن المحظوظين ماتوا على الفور".