كيف انتهت حياة الفيلسوف اليونانى سقراط بتجرع السم؟ فى ذكرى وفاته

الخميس، 15 فبراير 2024 06:00 م
كيف انتهت حياة الفيلسوف اليونانى سقراط بتجرع السم؟ فى ذكرى وفاته سقراط
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم 15 فبراير ذكرى وفاة الفيلسوف اليوناني القديم "سقراط" والذي تم إعدامه بتجرع السم في عام 399 قبل الميلاد، ويعد سقراط أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، وذلك بعدما سعت حكومة الطغاة الثلاثين أن يطلبوا من سقراط وأربعة آخرين تنفيذ حكم إعدام ظالم على حاكم سلاميز، كما حوكم لإنكاره الآلهة وإفساد أخلاق الشباب.

ولد سقراط عام 470 قبل الميلاد، وأجبره والده للعمل كنحات وهو في سن الرابعة عشر من عمره وتركه للمدرسة، إلى أن اتجه سقراط بعد ذلك للالتفات لاهتمامته الخاصة في الفلسفة والمنطق، حيث أسس منهج الجدل الذي عرف فيما بعد بـ "المنهج السقراطي" والذي يقر بأنه في حالة وجود أي مشكلة فيجب تقديم أسئلة تساهم الإجابة عنها في حل المشكلة.

وخاض سقراط خلال حياته عدد من المعارك ضد السفسطائيين الذين أرادوا تبديل قواعد الحق والباطل فى المجتمع، واعتمدوا فى ذلك على براعتهم فى قلب الحقائق وحارب أيضا كل من تمسكوا بالخرافة والجهل وأرادوا نشرها فى مجتمعه، ورحل عن عالمنا ولا يوجد أى دلائل على الشكل أو الأسباب التى جاءت وراء تقديم الفيلسوف اليونانى الأشهر للحكم عليه بالإعدام، وقد وصف اثنان من معاصرى سقراط وهما أفلاطون وزينوفون تلك المحاكمة بأنها كانت أحد أهم المحاكمات فى العصر القديم.

وكانت الاتهامات التى وجهت لسقراط  أن سقراط قد أساء صنيعا، وهو يصعد البصر إلى السماء وما تحتوى، ثم ينفذ به تحت أطباق الثرى، وهو يلبس الباطل ثوب الحق، والاتهام الثانى قيل إن سقراط فاعل للرذيلة مفسد للشباب، كافر بآلهة الدولة، وله معبودات اصطنعها لنفسه خاصة.

يقول أفلاطون إن تلامذة سقراط كانوا يذهبون إليه كل يوم في سجنه. قبل يوم إصدار الحكم، ويوم موته ذهبنا مبكرين، دخلنا وإذا زوجته كزانتيبي وابنهما الصغير هناك، كانت تبكي وتردد ذلك النوع من الكلام الذي هو عادة النساء: آه يا سقراط، هذه آخر مرة تتحدث إلى أصدقائك ويتحدثون إليك! وتطلع سقراط إلى كريتو وقال: كريتو، فليُعِدها أحدكم إلى المنزل، وقام بعض رجال كريتو بشدها بعيدًا وهي تنتحب وتدق صدرها.

أما سقراط فجلس على المقعد وطوى ساقه وأخذ يفركها، وراح يتعرف على الفارق بين الألم واللذة.

وبعد أن انتهى من الكلام قال له كريتو: هل هناك أي توجيهات لنا في خصوص أولادك؟ هل هناك شيء نستطيع أن نخدمك به؟ فأجابه سقراط: انتبهوا إلى أنفسكم، ثم سأله كريتو: كيف تفضل أن ندفنك؟ آه، كما تشاءون، إذا لم أتمكن من الإفلات منك، ثم ضحك بهدوء، وقال: أيها الأصدقاء، إن كريتو يخاطب الجثة التي سوف أصيرها ويسألها كيف سيدفنها، كن شجاعًا يا كريتو، وادفنها بالطريقة المناسبة.

 ثم جاء الحارس الذي كُلف بأن يعطيه السم الذي عليه أن يتجرَّعه، وقال له: يا سيدي، أنت تعرف ما الذي عليك أن تفعله، أما أنا فلم أعرف في هذا المكان رجلاً أنبل منك. ثم انفجر بالبكاء ومضى. وودعه سقراط قائلاً: حظًّا سعيدًا. وسوف أفعل ما تقول. كم هو لطيف هذا الإنسان. منذ أن وُضعت في السجن وهو يقوم بزيارتي كل يوم ويحادثني. والآن، ها هو يبكي من أجلي. هلم يا كريتو، أعطني السم إذا كان جاهزًا أو اطلب من الرجل أن يعدّه. لكن كريتو قال: إن الشمس لم تغرب تمامًا بعد، تمتع بمزيد من الوقت. فقال سقراط: سوف أحتقر نفسي يا كريتو إن أنا تعلَّقت ببضع لحظات إضافية. هات، أعطني السم، ثم رفع الكأس بهدوء وتجرَّع منه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة