آسر أحمد

لماذا تسير الدراما الآسيوية على نهج الأمريكية؟!

الأحد، 11 فبراير 2024 06:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنوع الدراما هو العنصر الأكثر متعة لدى المشاهد، فهناك داخل كل منزل أذواق مختلفة، مَن يرى أن الدراما الأوروبية بكل تعقيداتها هي الأقرب له، وهناك مَن يرى أن الدراما الأمريكية "الربحية" هي ملاذه الآمن في المشاهدة، وهناك آخرون يعشقون الحركة والإثارة التي تمثلها الدراما الآسيوية ومنها اليابانية والصينية والهندية، لكل من أنواع الدراما السابقة قاعدة جماهيرية ضخمة تعشق وتهوى تلك الأعمال الخاصة بمناطقهم الجغرافية فقط لا غير.

وعلى رأى المثل الشعبي الشهير "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، فإن التنوع المختلف شكلاً وموضوعًا في السوق الدرامي العالمي من القطب الشمالي للجنوب هو ما يجعل التنافس شرسًا بين الأعمال الدرامية، فلكل منطقة جغرافية عاداتها التقليدية ومعتقداتها التي تنقل بشكل أو بآخر إلى الحبكة الدرامية، فيكون التنوع هو العنصر الأهم، وإلا لما كان هناك مطابخ مختلفة لصناعة الأعمال.

 

تتجه مؤخرًا الصناعة التي تعد من الصناعات الأكثر شعبية في العالم إلى توحيد أشكالها بشكل يثير الكثير من التساؤلات، فيجد المشاهد نفسه أمام عمل درامي آسيوي بحبكة درامية أمريكية وتصوير أوروبي وإخراج مختلط، وهي الأعمال التي لا تتمتع بهوية حقيقية، ولعل ما يشجع تلك الأعمال هو حصدها للكثير من الجوائز، مثل المسلسل الدرامي Beef للمخرج الكوري لي سونج جين، الذي حصد بموسم واحد فقط، جائزة أفضل مسلسل محدود وأفضل ممثل وممثلة رئيسية في حفل الإيمي الأخير، ومسلسل The Brothers Sun للمخرج الأمريكي كيفن تانشارون.

 

بالتأكيد السطور السابقة لا تنتقد تلك الأعمال ولكن السطور المقبلة تشير وتسلط الضوء على فقدان الهوية الخاصة بالدراما الخاصة بالمناطق الجغرافية التي تندثر تدريجيًا، ولذلك فلابد لصناع الدراما ألا ينجرفون وراء الأعمال السريعة ويتناسوا وينسون صناعة عمل خاص بمنطقتهم الجغرافية التي هي في الأساس تمثيل صارخ لمفهوم الدراما التي تخرج من قصص وحواديت وحكايات الأزقة لتنتقل للمسارح والشاشات.

 

الأعمال المتشابهة التي انتشرت بشكل كبير مؤخرًا هي أعمال درامية فاقدة للهوية بالنسبة لأكثرية المشاهدين، وبالرغم من حصولها على تقييمات مرتفعة وجوائز بالجملة إلا أنها مع مرور الوقت لن تصنع فارقًا، فالدراما التي لا تصنع فارقًا ليست دراما ولابد من منحها مسمى آخر.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة