خالد إبراهيم

اقرأوا الكتب.. أو اسمعوها

السبت، 10 فبراير 2024 02:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

القراءة متعة، قد لا تضاهيها أي متعة أخرى، فالمعرفة كالبحر "تحب الزيادة"، وكلما قرأت أكثر، زادت الرغبة ونَمَت فى المزيد، فاكتشاف العالم والخوض فى تفاصيل حياوات جديدة، والتسكع فى ثنايا الحكايات الخيالية وبين شخوصها، شغف يُولد مع كل كتاب جديد، أو حتى قديم، وللكتاب رائحة، تتفاعل مع حبر الكلمات المطبوعة على الصفحات، فتكون النتيجة مزيجاً رائعاً يجعل التجربة غير قابلة للنسيان.

لا أختلف مطلقاً مع من يقول أن القراءة من خلال كتابا ممسوكا فى اليد، أفضل ملايين المرات من القراءة الإلكترونية عبر شاشات مضيئة، قادرة على تكبير وتصغير الخط، واختيار الألوان، وتوفير كافة سبل الراحة للقارئ وللعين، فالإحساس بملمس الكتاب وصفحاته يزيد من حلاوة التجربة، لا سيما لهؤلاء الذين يُفتنون بالكتب الجديدة، ويعانون من لعنة غواية الاقتناء.

والقراءة ــ فى رأيى ــ لم تعد قاصرة على تلك الثنائية بين الكتاب والقارئ، فقد أدخلت التكنولوجيا وسائل جديدة، تجعل عملية القراءة تتجاوز معناها الحرفى، فسماع الكتب الصوتية، قراءة، وارتداء نظارات الواقع الافتراضى المخصصة للكتب، قراءة وهو ما يوسع مجالات المعرفة والإدراك، ويجعل التكنولوجيا في خدمة الإنسان.

أما سماع الكتب الصوتية فهو تجربة فريدة من نوعها، تشبه إلى حد كبير تلك الحواديت التى كنا نسمعها قبل النوم، كذلك هي تجربة مقاربة إلى حد كبير بالراديو الذى يفضله الكثيرون عن التلفزيون لما لديه من قدرة على تحفيز خيال المستمع الذى ينسج عقله شكل المتحدث خلف المايكرفون وطريقة كلامه وحتى جلسته بل وربما تعبيرات وجهه.

الكتب الصوتية ليست وليدة الأمس، ولكن الإذاعة المصرية العريقة، كانت تقدم هذه التجربة من خلال إذاعتها العريقة كالبرنامج الثقافى، وأيضا قدمت المسرحيات الكلاسيكية والمسلسلات الإذاعية المأخوذة من الروايات العالمية بشكل احترافى، ولكن مع التطور التكنولوجى الرقمى، ظهرت المنصات المخصصة للكتب الصوتية التي تحوى آلاف، بل عشرات الآلاف من الكتب والروايات والقصص، وبلغات مختلفة، وتتيح للمستمعين "القراء" ألوانا مختلفة من الأدب والثقافة.

ولا شك أن فكرة سماع كتاب، ساعدت فى حل أزمة ضيق الوقت وسرعة إيقاع الحياة لمن لا يستطيعون إيجاد الوقت الكافى لقراءة الكتب، فهى حل نموذجى لشخص عالق فى زحام المواصلات، أو آخر يمل سريعا من الإمساك بالكتاب وتقليب صفحاته، فيبحث عن وسائل أكثر راحة وتسلية وسرعة من الكتاب كالفيديوهات القصيرة أو الطويلة على مواقع التواصل الاجتماعى.

المنصات الجديدة، أصبحت تتبارى في كيفية جذب المستخدمين والمستمعين للانضمام إليها، من خلال اختيار الأصوات الملائمة للألوان المختلفة من الأدب، صاحبة اللغة العربية السليمة والمخارج المنضبطة، وكذا إضافة عناصر الصوت المختلفة والمؤثرات التي تعطى إحساسا بالواقعية داخل أحداث الرواية أو القصة المسموعة، أو من خلال الموسيقى التصويرية في بعض الكتب والتي تساعد بشكل كبير على التركيز والتوحد مع صوت القارئ أو الراوِ.

وحتى بدون منصات قد تكون مدفوعة، فهناك عشرات ومئات الكتب الصوتية المتاحة عبر "يوتيوب" مجانية، بل أن هناك قنوات مخصصة لنشر هذا المحتوى بدون أى مقابل.









الموضوعات المتعلقة

ابتسم.. سترى الفخرانى قريبا

السبت، 03 فبراير 2024 12:22 م

Watch it.. حالة خاصة

الثلاثاء، 30 يناير 2024 04:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة