بث تليفزيون "اليوم السابع" تغطية إخبارية من إعداد وتقديم جيرمين شلبي، وكان ضيف التغطية الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، والتي استعرض خلالها تفاصيل الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر في غزة، ودور مصر في تقديم المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.
قال أكرم القصاص:" مر عام كامل على احداث السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى"، مبكرا جدا على معرفة من الخاسر والفائز في الحرب، ولكن بالتأكيد هناك خسائر كبيرة في حجم الدمار الذى حدث في قطاع غزة، من الشهداء الذى بلغ 42 الف شهيد، اغلبهم من الأطفال والنساء الأبرياء فاصبح حجم الدمار في القطاع غير مسبوق".
وأضاف أكرم القصاص:" منذ السابع من أكتوبر وما بعدها تحليلها تحول كبير في شكل المواجهات بين الاحتلال الاسرائيلى والفلسطنين، وايضا والمنطقة، هناك رؤية انه كان من الضرورى ان تحدث عملية طوفان الأقصى، هل حجم الدمار والمواجهة تساوى ما حدث من خسائر بشرية، وأيضا المباني والمستشفيات، العدوان الاسرائيلى يمارس نوع من العنف متجاوز رد الفعل إلى انتقام وابادة جماعية".
في سياق متصل، مصر تدعم فلسطين سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا واجتماعيا، كما تقوم بدور رئيسى بالمفاوضات عبر الأجهزة المعنية بالملف، وأيضا تقوم بدور رئيسى فى المساعدات الإنسانية التى وصلت فى وقت من الأوقات إلى نسبة مساهمة تصل إلى أكثر من 80 %.
التحركات المصرية، في مواجهة مخطط الاحتلال القائم على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، اعتمدت مسارات متوازية، أبرزها البعد السياسي، من خلال تحقيق توافق دولي مانع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتقويض الشرعية الدولية، القائمة على تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة، من خلال تجريدها من أحد أهم أركانها وهو الشعب، من خلال تهجير مواطنيها، وتشتيتهم في دول الجوار، بينما تحركت إنسانيا في المسار الآخر، عبر تقديم المساعدات لسكان القطاع، والعمل على الضغط على حكومة نتنياهو، من أجل تمريرها.
وعلى الجانب الإقليمي، نجحت الدولة المصرية في حشد كافة القوى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، لتخلق حالة من الصمود، في مواجهة مخططات الاحتلال، بينما في الوقت نفسه نجحت في حشد قوى فاعلة في مناطق أخرى، لدعم القضية الفلسطينية، ورفض الرؤى التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى رأسها التهجير، بالإضافة إلى الإدانات المتواترة للانتهاكات المرتكبة في غزة، والتي تحولت بعد ذلك إلى تحركات أكثر فاعلية، تراوحت بين اللجوء إلى القضاء الدولي، من قبل جنوب إفريقيا، وهي الخطوة التي استلهمتها دولا أخرى، من جانب، والاعترافات المتتالية بدولة فلسطين، من قبل العديد من الدول، من بينهم دولا أوروبية محسوبة على المعسكر الموالي لإسرائيل، على غرار إسبانيا والنرويج وغيرهما.
وتعد الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى اللجوء إلى القضاء الدولي، بمثابة صفعات قوية للاحتلال، حيث أنها تمثل، بالإضافة إلى كونها انتصارات كبيرة للقضية الفلسطينية، تجريدا لمخططات الدولة العبرية لتصفية القضية الفلسطينية من الشرعية الدولية، خاصة مع تزايد الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين، عبر قصف المنازل والمستشفيات، ودور العبادة، وما أسفر عنه من سقوط آلاف الشهداء العزل.
الدور المصري في حشد المجتمع الدولي، تجلى في العديد من المشاهد، أبرزها اجتماع قادة العالم على أراضيها خلال قمة القاهرة للسلام بعد أيام من اندلاع العدوان، بالإضافة إلى تحول القاهرة إلى قبل زعماء العالم، للوصول إلى صيغة من شأنها وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى استباق عدد من القادة قراراتهم بالاعتراف بفلسطين، بالإعلان عن الخطوة من أرض مصر، وأبرزهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والبلجيكي ألكسندر دي كرو، وهو ما يعكس فاعلية وتأثير الدور المصري، ناهيك عن الدور الذي تلعبه الدولة المصرية في مفاوضات وقف إطلاق النار، بالشراكة مع كلا من الولايات المتحدة وقطر.
الدولة المصرية نجحت باقتدار في صد مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية عبر تجريدها من مواطنيها، بينما نجحت في تحويل الدفة الدولية، من التعاطف مع الاحتلال، نحو إدانته، وهو الأمر الذي امتد نحو حلفاء تل أبيب نفسها، وهو ما يبدو بوضوح في التوتر الملموس في العلاقة بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، وكذلك المواقف الأوروبية الممتعضة من السلوك الإسرائيلي المتهور، والذي يدفع نحو حرب إقليمية.
مؤكد أن مصر تعرضت لضغوط كبيرة، وكذلك إغراءات، حتى تعود عن توجهاتها الرئيسية فى القضية الفلسطينية، وكذلك للضغط على موقفها الرسمى الواضح ضد كل التوجهات الإسرائيلية، لكن مصر كانت قوية للغاية فى رفض تلك الضغوط، وهو الأمر الذى يتضح فى فشل مخطط التهجير الذى كانت تدعمه إسرائيل ومن فى حكمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة