بث تليفزيون "اليوم السابع" تغطية إخبارية من إعداد إسراء عبد القادر وتقديم منة يحيي، والتي استعرض تفاصيلها قصص نساء أثرن فى انتصارات حرب أكتوبر المجيد.
حيث لا يمكن أن ننسى الدور النسائي البارز خلال هذه الملحمة الوطنية لانتصارات حرب أكتوبر المجيد حيث تتجلى قصص المرأة المصرية التي تتمثل في زوجة المقاتل وأم الشهيد، ست البيت التي تحملت الصعاب بمفردها وزوجها على الجبهة يدافع عن الوطن 6 سنوات منذ حرب نكسة 1967 إلى حرب انتصار أكتوبر 1973.
ولم تكتفِ بذلك وإنما نزلت الشوارع تبث الحماس في نفوس المواطنين، توجهت للمستشفيات لمساعدة المصابين وخدمتهم، انضمت للهلال الأحمر وتعلمت التمريض جرحى وطنها.
نتعرف على نموذجين مختلفين إحداهما تأتى من قلب المعركة في سيناء والأخرى في النوبة.
فرحانة "البدوية" لُقبت بشيخة المجاهدين، سيدة سطرت تاريخها الوطني بحروف من دمها، ابنة قبيلة الريشات بشمال سيناء أم ثلاث أبناء بعد انفصالها عن زوجها اكتفت بأبنائها ووطنها، بدأت مشوارها في الكفاح بعد النكسة مباشرة، فانضمت إلى المخابرات الحربية مثل الكثير من أبناء سيناء في هذا الوقت، وكانت مهمتها رصدت تمركزات العدو الإسرائيلي وإعداد دباباتهم وجنودهم، وزرع القنابل ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة في سيناء. وكان هذا بالشيء السهل لها كونها كانت تعمل في بيع الأقمشة وبسهولة تخرج من سيناء وتعود مرة ثانية.
تميزت فرحانة بالذكاء رغم أميتها فكانت تحفظ بسهولة عدد سيارات العدو وأشكال الرموز المرسومة عليها، كسرت "فرحانة" العادات والتقاليد البدوية وفي إحدى حواراتها الصحفية التي أجرتها قبل وفاتها قال" سمعت كلام قاسى جدًا في بداية جهادى من قبيلتى وعشيرتى، ولكنى لم ألتفت كان هدفى الوحيد هو بلدى مصر".
ومن أكبر العمليات الاستخبارية التي قدمتها شيخة المجاهدين في سيناء هي الحصول على خريطة المطار الذى خطط العدو الإسرائيلي لبنائه وصورت وثائق لمعسكراتهم بمنطقة ياميت، كما وصلت إلى كامب ديفيد وقامت بتصوير أهم القواعد العسكرية هناك، في كل مرة كانت تنجز مهمة لها كانت ترسل رسالة إلى المجاهدين في سيناء تحفيزًا لهم لاستكمال المشوار، عن طريق إرسال رسالة للإذاعة المصرية لتذاع عبر أثيرها تقول فيها" أنا أم داوود أهدى سلامى إلى إخوانى وإخواتى فى الأراضى المحتلة".
وتم تكريمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومنحها نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدورها الكبير فى مساندة القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973.
فردوس فرحات "النوبية"، تركها زوجها وحدها مع أبنائها لتتحمل مسئوليتهم، مثل كثيرات الآن، ولكن الفرق أن "فردوس" كانت في زمنٍ نادرًا جدًا أن يترك رب الأسرة مسؤوليته، لقد تحملت الزوجة مسئولية ابنها الوحيد "صبحى الشيخ" ورعته وعكفت على تربيته حتى أصبح طيارًا مقاتلًا متطوعا في الجيش المصرى.
شارك المقاتل "صبحى" في حرب أكتوبر وأسقط طائرتين من طراز ميراج، وشعر بالفخر وازداد حماس المقاتلين المنتصرين فاقتحم دشمة رباعية لطائرات العدو بعد أن شاهد طائرات العدو تستعد للصعود، ودفع حياته ثمن للدفاع عن الوطن، وسميت تلك الضربة بـ" ضربة السيطرة 6 أكتوبر 73" .
رد فعل الأم من أجل وحيدها أذهل الجميع فقالت للضابط الذى أتى ليخبرها بشهادة ابنها: "ابنى حقق اللى كانت بتمناه، كانت دعوته في صلاة، كان عايش وحيد لكن ربنا كان معاه، كان ناحج ومتوفق في دراسته، ولما كان يعمل أي عمله عسكرية يرجع يقولى، ربنا رفض يكرمنى بالشهادة، كنت أقوله هتسيبنى لوحدى، كان يقولى ربنا مش هيسيبك إذا أكرمنى وقبلنى من الشهداء".
وكرمت أم الشهيد البطل حيث وقف القائد الأعلى للقوات المسلحة حين إذ يرفع أمامها يده بالتحية العسكرية، وأطلق على ولدها "صبحى الشيخ" واحد من أصحاب القدرات المدهشة أثناء الحرب وحُماة مصر.
السيدة أمنة دهشان، هى الابنة الوسطى بين أخواتها منذ صغرها شُهد لها بالذكاء الشديد والشجاعة والقوة الشخصية، ولدت في 16 نوفمبر 1925، حفظت القرآن الكريم في سن صغيرة، ولم يحالفها الحظ للتعلم بسبب العادات والتقاليد في الوقت خاصة إنها من قرية نائية وقتها توجد على أطراف مدينة الإسماعيلية تسمى عزبة أبو دهشان في منطقة السبع أبار الشرقية مركز أبو صوير الإسماعيلية، تعلمت القراة والكتابة، عاشت طفولتها حتى تزوجت في سن مبكر سنة 1948 من ابن عمها الحاج جمعة إبراهيم دهشان وأنجبت ابنة و7 أولاد، وعاشت في نفس العزبة.
بدأت أمنة في العمل الفدائى منذ عام 1948، فكان الفدائيون يتواجدون في منطقة القنال لإجراء عمليات فدائية كتفجير كمبات الإنجليز، كانت تأتى لهم بملابس فلاحين ويضعون التراب على وجوههم ويحملون الفأس ويقفون فى أرضها، وعند البحث عليهم من قبل العدو كانت "أمنة" تقول لهم أنهم عمال يزرعون ويفلحون أرضها، والدى في هذا التوقيت كان يساعدها في إخفاء الفدائيين، وكانت تعد الطعام لهم من مالها الخاص، وكانت جهزت لهم غرفتين من بيتها لاستقبالهم ومبيتهم فيه وكانت تقوم بخدمتهم حتى نهاية مهمتهم.
وظل العمل في مساعدة الفدائيين على هذه الوتيرة حتى نكسة 1967، حينها اشتد العمل الفدائي في منطقة القناة، وبدأت "أمنة" في حمل السلاح وتخبأته في ملابسها حينا ووسط عربة نقل الخضار الخاصة بها حينًا آخر وتوصيله إلى الفدائيين من قرية نفيشة إلى منطقة المحطة الجديدة وعريشية العبيد لتسلمه للفدائيين.
كانت تستقبل أمنة الجنود المصريين أثناء العودة من انتصار أكتوبر بالزغاريد وزعف النخل، كانت تستقبلهم في بيتها أثناء عوتهم وتجهز لهم الطعام هى وأخواتها البنات، كانت تقوم بمعالجة الجرحى بالإسعافات الأولية إلى حين ذهابهم أقرب مستشفى. الحاجة أمنة هى أول إمرأة تستخرج رخصة لحمل السلاح في مصر، وأول امرأة فدائية في مدن منذ عام 1948 ، رحم الله الفدائية والبطلة أمنة دهشان ابنة الإسماعيلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة