تمر اليوم الذكرى الـ 100 على رحيل الكاتب والناقد الفرنسي "أناتول فرانس"، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر عام 1924، وكان كاتبًا وناقدًا ساخرًا ومتشككًا ومهذبًا، وكان يُعتبر في عصره رجل الأدب الفرنسي المثالي، انتُخب لعضوية الأكاديمية الفرنسية في عام 1896 وحصل على جائزة نوبل في الأدب في عام 1921.
كان أناتول فرانس ابنًا لبائع كتب، وقضى معظم حياته بين الكتب، وفي المدرسة تلقى أسس ثقافة إنسانية راسخة وقرر تكريس حياته للأدب، وقد تأثرت قصائده الأولى بإحياء البارناس للتقاليد الكلاسيكية، ورغم أنها لم تكن أصلية إلا أنها كشفت عن أسلوب حساس كان بالفعل ساخرًا من المؤسسات الإنسانية.
تعرض فرانس لانتقادات شديدة بسبب ضعف حبكاته وافتقاره إلى الخيال الإبداعي الحيوي، ومع ذلك، تُعتبر أعماله رائعة بسبب سعة الاطلاع التي تتمتع بها، وذكائها وسخريتها ، وشغفها بالعدالة الاجتماعية ، ووضوحها الكلاسيكي، وهي الصفات التي تميز فرانس باعتباره وريثًا لتقاليد دينيس ديدرو وفولتير.
ظهرت شكوك فرانس الإيديولوجية في قصصه الأولى: جريمة سيلفستر بونارد (1881)، وهي رواية عن عالم لغوي عاشق لكتبه ومتحير من الحياة اليومية؛ وفي رواية "آراء جيروم كوينارد" (1893)، قد فيها فرانس نقد ساخر وثاقب النظر للمؤسسات الكبرى للدولة، كما شهدت حياته الشخصية قدراً كبيراً من الاضطراب، انتهى زواجه عام 1877 من ماري فاليري جيرين دي سوفيل بالطلاق عام 1893، وبعد ذلك التقى بالسيدة أرمان دي كايافيه عام 1888، وألهمته علاقتهما روايتيه Thaïs ( 1890)، وهي حكاية تدور أحداثها في مصر عن فتاة سيئة تصبح قديسة، وراية "الزنبق الأحمر 1894"، هي قصة حب تدور أحداثها في فلورنسا.
يظهر التغيير الملحوظ في عمل فرنس لأول مرة في أربعة مجلدات تم جمعها تحت عنوان التاريخ المعاصر "1897-1901"، تصور المجلدات الثلاثة الأولى والتي شملت "شجرة الدردار في المركز التجاري 1897"، و امرأة العمل الخوص 1897"، وخاتم الجمشت 1899" مؤامرات بلدة إقليمية.
وفي المجلد الأخير، تتناول رواية "السيد برجريت في باريس " مشاركة البطل، الذي كان في السابق منعزلاً عن الصراع السياسي، في قضية ألفريد دريفوس، حيث يتناول هذا العمل قصة أناتول فرانس نفسه، الذي تحول عن دوره كفيلسوف منعزل ومراقب منفصل للحياة بسبب التزامه بدعم دريفوس، وبعد عام 1900، أدخل انشغالاته الاجتماعية في معظم قصصه ونشر في عام 1903 " كرينكويبيل"، وهي كوميديا من ثلاثة فصول مقتبسة من قصة قصيرة سابقة، والتي جسد من لالها المعاملة غير العادلة لتاجر صغير، وتعلن العداء تجاه النظام البرجوازي الذي قاد فرنسا في النهاية إلى تبني الاشتراكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة