مها عبد القادر

النسق القيمي أساس البناء والنهضة ودحر الشائعات

الجمعة، 05 يناير 2024 03:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن قيام النهضة في البلاد تقوم على الاهتمام المباشر بتنمية كافة القطاعات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والعلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والبيئية والتكنولوجية؛ حيث إن الشمولية تعني مسار الاستدامة وتضمن كافة المجالات دون تجاهل أو غياب، بيد أن المجتمعات تعمل بكامل طاقتها كي تواكب ما يحدث من تطور وتقدم مذهل في عصر متسارع وفضاء مفتوح.

وتعددية التنمية وضمانة حدوثها يقوم على أمر مهم يتمثل في تمسك الدولة بمجموعة القيم التي تضمن بقائها ورسوخها رغم ما قد يحدث من تحديات ومتغيرات وأزمات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتلك القيم تعزز ماهية القومية والوطنية وتحض على الشراكة الفاعلة وتحث على الإيجابية وتجنب الاتكالية التي تدحض وتضعف الجهود.

وفي ذات السياق تصبح النهضة واقعًا ملموسًا بفضل الاهتمام بالعلم وربطه بشكل وظيفي بالعمل في ضوء ما يتمخض عنه من تطبيقات أضحت كالنهر الجاري؛ لذا تحرص الدول المتقدمة على تبني مسارات الابتكار سواءً أكانت بالمؤسسات التعليمية أو البحثية أو في ميادين العمل بالمؤسسات المعنية بالإنتاج، وفي ضوء ذلك تشجع أصحاب الكفاءات والمهارات والابتكارات وتوفر لهم ما يسهم في تعزيز جهودهم وتقديم أفضل ما لديهم وفق تخصصاتهم النوعية ومجالاتها المتعددة.

ومما لا شك فيه أن طريق النهضة يواجه العديد من الصعوبات في بدايته، كما يستغرق نتاجه المرجو وقتًا وفق المراحل التي تتضمنها الاستراتيجيات التنموية بعيدة المدى التي تخطط لها الدول، وبداية نجاح المسار النهضوي يقوم على المكاشفة التي تتبناها القيادة السياسية؛ كي يتضافر جموع الشعب في إنجاح مؤسسات الدولة ومؤزرتها لتحقق المنشود منها، بما يلبي التطلعات والآمال ويفي بالاحتياجات الأساسية للمجتمع.

وهذا لا يجعلنا نتجاهل أصحاب الأجندات والمغرضين الذي يستهدفون النيل من الوطن؛ حيث يطلقون الشائعات تجاه ما تم إنجازه في ربوع الوطن من مشروعات قومية يشهد لها المنصفين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ولا يتوقفون عند هذا الحد، بل يحاولون بثها بكافة الوسائل لجعل المواطن يفقد الثقة في دولته وقيادته وكافة المؤسسات الرسمية منها وغير الرسمية؛ بهدف إحداث شق الصف وإضعاف العزيمة.

لكن الواقع المصري يصف حالة فريدة من نوعها؛ حيث إن الوعي المجتمعي الصحيح النابع من إيمان راسخ بماهية الدولة وأهميتها وقيمها ومبادئها المعلنة كان سياج الحماية من الشائعات المغرضة؛ فقد ترجم الشعب العظيم صورة وعيه الصحيح في العديد من المواقف والتي كان أخرها خروجه المبهر في الانتخابات الرئيسة ليؤكد للعالم بأن مصر باقية مستقرة.

والحديث بأن النسق القيمي أساس البناء والنهضة وأداة فاعلة لدحر الشائعات ناتج من طبيعة ما يتبناه شعب مصر العظيم من مجموعة قيم متجذرة لديه يؤمن بها ويمارسها؛ حيث يتبنى العديد من القيم النبيلة والتي منها الصدق، والنزاهة، والشفافية، والأمانة، والمسؤولية الاجتماعية، والتكافل، والمساواة والعدالة، وحفظ الكرامة، والحرية المسئولة التي تحترم مشاعر الأخرين، واحترام المعتقدات، والتسامح وقبول الآخر، واحترام التنوع الثقافي، والانفتاح على العالم المحيط وتقدير العلم والعلماء، واحترام رموز الدولة، والاعتزاز بالحضارة.

وتتأتى أهمية التمسك بالنسق القيمي لمجتمعنا النبيل مما يعانيه العالم بأسره من خلل كان سببه آثار سلبيات حروب الجيل الرابع والخامس؛ حيث إن طرائقها تقوم على تغييب الشعوب عبر أكاذيب وافتراءات تنتشر من خلال الفضاء غير المنضبط؛ لتفقد الأمل في مستقبل قريب يحمل الخير، وتعظم من الصور السلبية في النفوس؛ لتورث الأفكار المغلوطة والتي بها تساعد على تشويه البنى المعرفية وتتسبب في صراع معرفي يؤدي تشتيت الفرد وإضعاف همته، ووصوله لمرحلة الاكتئاب، ناهيك عن هدر طاقته فيما لا يعود عليه ومجتمعه بالنفع، ومن ثم تهدر الطاقات البشرية، وتتأثر الإنتاجية بصورة حادة؛ فيكثر العوز في شتى المجالات والقطاعات بالدولة، بما قد يؤدي إلى انهيارها.

إننا وبدون مزايدة نقدر جهود الدولة المصرية وشعبها الأصيل في الحفاظ على النسق القيمي لمجتمعنا العظيم وتوارثه عبر الأجيال، رغم التحديات العديدة التي تواجهنا، ورغم ما مرت به الدولة من أزمات؛ لكن العزيمة ماضية نحو نيل نهضة مستحقة قامت أركانها على الإيمان بمقدرات الوطن المادية وثروته البشرية صاحبة المهارة والفكر والحضارة والدأب تجاه ما يحقق عزة وكرامة الوطن ويحفظ أمنه القومي، وبما يسهم في تحقيق كرامة العيش وجودة الحياة.

حفظ الله بلادنا وحماها وشعبها العظيم قيادتنا السياسية وأدام علينا الأمن والأمان والاستقرار.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة